خطر إشعاعي جديد على الرحلات الجوية

نشر في 05-03-2017
آخر تحديث 05-03-2017 | 00:00
No Image Caption
يُعرّضنا الطيران على مستوى مرتفع للأشعة الكونية: جرعة الأشعة خلال رحلة من لندن إلى طوكيو شبه مساوية للأشعة السينية المستعملة عند تصوير الصدر. في هذا السياق، كشفت رحلات تجريبية جرت حديثاً ضمن برنامج «القياسات الإشعاعية الآلية لسلامة الطيران» («أرماس») المموّل من وكالة «ناسا» عن وجود مناطق تكون فيها مستويات الأشعة ضعف المستوى الطبيعي.

خلال 265 رحلة جوية، التزمت مستويات الأشعة المسجّلة بالنمط المتوقع، لكن ارتفع مستواها في ست حالات على الأقل وكأن الطائرة كانت تمرّ بسحابة من الأشعة.

يقول المحقق الأساسي في برنامج «أرماس»، دبليو كينت توبيسكا، من شركة «تكنولوجيا البيئة الفضائية» في لوس أنجلس: «في حالات كثيرة، تضاعفت نسبة التعرّض للأشعة أثناء العبور بتلك السحابة». سُجّلت زيادات إضافية أيضاً لكن لم تُنشَر تلك النتائج بعد لأن فريق البحث يفكر بخيارات بديلة لتفسير البيانات.

يقول توبيسكا إن مصدرين أساسيين للأشعة، الأشعة الكونية والرياح الشمسية، لا يمكن أن يبررا تلك الزيادات: «تثبت قياساتنا الجديدة وجود عنصر ثالث».

تزامنت الزيادات مع حصول عواصف مغناطيسية أرضية. يظن توبيسكا أن هذه الحوادث ربما تطلق إلكترونات حيوية من الأحزمة الإشعاعية الخارجية «فان آلن»، أي المناطق الواقعة في الطبقة المغناطيسية للأرض حيث تَعْلَق الجزيئات المشحونة بسبب الرياح الشمسية عموماً.

يوضح توبيسكا: «تتجه تلك الإلكترونات نحو الغلاف الجوي العلوي وتصطدم بذرات وجزيئات النيتروجين والأوكسجين ثم تنتج رذاذاً من الأشعة الثانوية والثلاثية على شكل أشعة «غاما» على الأرجح».

بحسب رأيه، ترصد رحلات برنامج «أرماس» هذه الأشعة ضمن منطقة واسعة.

مشروع ممكن

يقول دانيال بيكر من «مختبر الفيزياء الجوية والفضائية» في جامعة كولورادو إنه مشروع ممكن: «ربما ترتبط نتائج برنامج «أرماس» بفقدان المزيد من جزيئات الأشعة، من الغلاف المغناطيسي إلى الغلاف الجوي الأوسط والسفلي».

يبقى الخطر المطلق الذي يطرحه هذا الوضع متدنياً (تزيد الأشعة السينية المستعملة عند فحص الصدر خطر الإصابة بسرطان مميت بمعدل 1 من كل 200 ألف) لكن لا بد من تجديد التوازن نظراً إلى زيادة أعداد الرحلات الجوية ويجب التأكد من إمكان تجنب الخطر.

رغم غياب أي معايير محددة لسلامة الأشعة في الطيران الأميركي، يقول توبيسكا إن التنظيمات ربما تصدر في السنوات القليلة المقبلة: «تستهدف تلك التنظيمات أعضاء طاقم الطائرات بشكل أساسي لكنها ستفيد طائرات كثيرة أيضاً، وحتى الأجنّة خلال الفصل الثالث من الحمل».

ربما يسمح خليط من القياسات الجوية والبيانات المرتبطة بالطقس الفضائي بتعقب «سحب» الأشعة. يقول توبيسكا إن الرحلات الجوية مستقبلاً يمكن تجنبها عبر تحويل مسارها أو توجيهها نحو علو أدنى مستوى.

back to top