John Wick:Chapter 2... يستعرض مجدداً مشاهد عنف مدروسة

نشر في 02-03-2017
آخر تحديث 02-03-2017 | 00:00
كيانو ريفز وكلبته في الفيلم
كيانو ريفز وكلبته في الفيلم
إذا لم تشاهد فيلم الحركة John Wick الذي حقّق نجاحاً مفاجئاً وأعاد إطلاق مسيرة كيانو ريفز على طريقة ليام نيسون، لا بأس بذلك! سيتولى بيتر ستورمار شرح أحداث الفيلم الأصلي في بداية الجزء الثاني بعنوان 2 John Wick:Chapter (جون ويك: الفصل الثاني).
يؤدي بيتر ستورمار دور مجرم روسي ويشكّل في John Wick:Chapter 2 صلة وصل مع الفيلم السابق John Wick، حيث يُقدِم القاتل المتقاعد ويك على قتل كل من يقابله انتقاماً لكلبته. من باب الإنصاف، كانت الكلبة ظريفة جداً!

يجسّد ستورماري دور الجمهور ويبدي إعجابه بشخصية ويك، فيقول متعجباً: «لقد قتل ثلاثة رجال في الحانة بقلم»! واستناداً إلى طريقة الشخصيات في لفظ اسم «جون ويك» عند رؤيته، سنشعر بأنهم شاهدوا جميعاً الفيلم الأول.

عاد الكاتب ديريك كولستاد والمخرج تشاد ستاهلسكي لتقديم الجزء الجديد مع كيانو ريفز، وتأجيج ذلك السحر الاستثنائي الذي تتمتع به شخصية ويك. بالنسبة إلى السيناريو، يبدو صامتاً وشبه فارغ، إذ لا يتكلم ويك كثيراً بل يكتفي بمقاطع صوتية أحادية (يتماشى هذا الخيار مع نبرة ريفز الجامدة) ولا تتفوه شريكته في البطولة روبي روز بأية كلمة. لكن يبقى الفيلم صاخباً بسبب هدير الدراجات النارية والمحركات وأصوات الطلقات النارية والسكاكين وتنبيهات الرسائل النصية التي تنذر بتعقيدات سيواجهها جون ويك.

سيمفونية من العنف

كالجزء السابق، يشكّل فيلم John Wick:Chapter 2 سيمفونية من العنف وتبدو المؤثرات البصرية مبهمة وسريالية. لا تقطع الكاميرا المشاهد كثيراً، بل تتجنب التقطيع السريع الذي يُستعمَل عموماً في هذا النوع من الأفلام. في اللقطات الطويلة، تلاحق الكاميرا بطريقة منهجية ويك فيما يحطّم ويطعن ويطلق النار. لا شك في أنه موهوب بما يفعله لكنه يكره هذا الجو وتجبره سمعته ومهاراته على التورط في هذه الأعمال. هو يؤدي دور قاتل تسكنه الكآبة، وتبدو مهاراته لافتة (يجب أن نشاهد طريقة استعماله القلم!)، لكنه يعرج ويتنهد وينزف، فتظهر أوجاعه الداخلية والخارجية على وجهه بكل وضوح.

يعيش هذا الرجل البسيط حياة بسيطة. لا يحتاج إلا إلى منزله وسيارته وكلبته، وكل من يهاجم أحد تلك العناصر يهاجمه شخصياً. في الفيلم الأول، انتقم لكلبته. وفي هذا الجزء الجديد، سينتقم لمنزله الذي يعجّ بذكريات عن زوجته الميتة. إنه دور مبهر كي يعود ريفز إلى الساحة، ويستغل ستاهليسكي وكولستاد نقاط قوته بطريقة مثالية، لا سيما قوته الهادئة وتعابيره الجامدة التي كانت سبباً للضحك غير المتعمّد على مر مسيرته التمثيلية.

تبلغ مشاهد العنف السريالية والمدروسة ذروتها خلال معرض فني ممتع، داخل قاعة مليئة بالمرايا. تنعكس جرائم القتل التي يرتكبها جون ويك عليه مثلما تنعكس متعة المشاهدين ومشاعر الذنب التي تنتابهم وسط هذه المجزرة عليهم. لكننا لن نستمتع حين يخرج الفيلم من عالم الخيال ويعرض جانباً واقعياً أكثر من اللزوم. يصعب أن نشاهد جون ويك وهو يطلق النار خلال حفلة، حتى لو كان يستهدف الأشرار.

يتعثر هذا الجزء على مستوى حبكة القصة. كانت قوة الفيلم الأول تكمن في بساطة القصة وشخصية ريفز الهادئة وأدائه السلس، واقتصر الموضوع حينها على الانتقام لأجل الكلبة. أما الجزء الثاني فيشمل خصومات بين الأشقاء ومؤامرات ورهائن وجوائز وخيانات، فتتلاحق النهايات وتتجاوز نقطة الانطلاق بأشواط. كان يجب أن يتأثر الفيلم ببطله ويحافظ على بساطته وغبائه!

back to top