خاص

الجريدة• ترصد مآسي الأقباط النازحين من سيناء

وصلوا إلى الإسماعيلية ومسؤولون يستقبلونهم بالوعود والابتسامات

نشر في 26-02-2017
آخر تحديث 26-02-2017 | 00:04
وصول عدد من الأسر القبطية النازحة إلى الإسماعيلية أمس (الجريدة)
وصول عدد من الأسر القبطية النازحة إلى الإسماعيلية أمس (الجريدة)
في اليوم الأول لخروج نحو ٧٠ أسرة مسيحية، من مدن شمال سيناء، الحدودية مع قطاع غزة وإسرائيل، ووصولهم إلى مدينة الإسماعيلية الساحلية، إحدى مدن قناة السويس، على خلفية أكبر موجة استهداف للأقباط من عناصر مسلحة في سيناء، كانت جريدة "الجريدة" مع هذه الأسر المنكوبة، قرب أماكن تسكينهم، في مجمعات سكنية حديثة، في مدينة الإسماعيلية، (122 كيلومترا شمال شرق القاهرة).

وبينما استقبل هذه الأسر بعض المسؤولين الرسميين بالوعود والابتسامات، لم تغادر الدموع وجه القبطية الشابة، عبير سعد الحكيم حنا، ابنة وشقيقة اثنين من الأقباط، اللذين قتلهما التنظيم الإرهابي "داعش سيناء" وقام بحرق منزلهما، وهما سعد "الأب" ومدحت "الابن"، مما دفع عبير وما تبقى من أسرتها إلى الخروج فوراً- بما يمكنها أن تحمله من أثاث وملابس- من سيناء.

وقالت عبير، وهي تحاول كبت البكاء، لـ"الجريدة": "المجرمون (تقصد العناصر التكفيرية) يعيشون في شمال سيناء بين الأهالي، وهم يعرفون تحركات الجميع، ويوم الحادث أبي وشقيقي كانا في البيت، وبعد ذلك علمت بإطلاق النار، والمجرمون كانوا في سن صغيرة، من 17 إلى 20 سنة، والأكثر مرارة أننا لم نتمكن من دفن الجثث في سيناء، بسبب كثرة الجثث في عدة مدافن داخل العريش، بالإضافة إلى أن التكفيرين يمنعون دفن الأقباط في العريش".

وفي حين تركنا عبير بعدما أكدت أن الأوضاع في العريش باتت سيئة، وأنها لن تعود إلى العريش مجدداً، كشف المواطن عماد قدري فارس (33 عاماً)، أن سيارته التي سرقت منه بالقوة أمام منزله، بعدما تم تهديده بابنته كانت ماركة شيفروليه موديل 2015، وهي نفسها السيارة التي استخدمت في استهداف كمين المطافئ.

وأضاف: "التكفيريون يقتلون كل الأشخاص، بغض النظر عن الديانة، لكننا كأقباط لا نخرج من المنزل بعد الساعة الثانية ظهراً، نظراً إلى خطورة الأمر، وقد هربت مع أسرتي أمس الأول الجمعة من العريش، عبر طرق جانبية، وتم تفتيشنا أكثر من مرة، وللأسف العناصر التي تقتلنا هي عناصر تعيش بيننا في العريش".

يشار إلى أن مناطق في شمال سيناء تتعرض منذ 3 سنوات إلى هجمات متواترة من عناصر تنتمي إلى تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث بايع قيادات التنظيم في مصر زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، عام 2014، وهي الهجمات التي استهدفت عناصر وأكمنة للجيش والشرطة، قبل أن تنتقل إلى الهجوم على عناصر الصوفية، العام الماضي، ثم انتقلت مؤخراً إلى الهجوم على الأقباط، حيث نشر التنظيم الذي يتخذ من سيناء مقراً له، الأسبوع الماضي، فيديو لمنفذ هجوم الكنيسة البطرسية، 11 ديسمبر الماضي، هدد فيه بالهجوم على مؤسسات وأشخاص أقباط.

يُذكر أن طفلة لقيت مصرعها أمس السبت، في مدينة العريش نتيجة سقوط قذيفة غير محددة المصدر على منزل في "حي السمران"، في حين سقطت قذيفتان أخريان على منزل جنوب حي المساعيد، وأخرى على منزل في حي الشوربجي، من دون حدوث إصابات بشرية.

back to top