المراهقون يتخطّون «تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي»

نشر في 26-02-2017
آخر تحديث 26-02-2017 | 00:00
No Image Caption
ما هي متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي؟ كيف تُشخَّص؟ وهل من الممكن معالجتها أم يجب التعايش معها؟
يستند تشخيص متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي (POTS) إلى الأعراض، فضلاً عن نتائج تقييم يُدعى اختبار الطاولة المائلة. صحيح أن لا علاج متوافراً لهذه المتلازمة، إلا أن من الممكن التحكّم فيها بفاعلية في معظم الحالات بواسطة التغييرات في نمط الحياة والأدوية. ومن المفرح أن المراهقين، المجموعة الأكثر عرضة لمتلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي، يتخلّصون من هذا الاضطراب مع بلوغهم العقد الثالث من عمرهم.

تؤثر متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي في الجهاز العصبي المستقل الذي يتحكّم في وظائف الجسم اللاإرادية مثل نبض القلب وضغط الدم.

في هذه المتلازمة، تختلّ الأعصاب التي تضبط تدفق الدم. نتيجة لذلك، لا يصل الدم إلى المكان المناسب في الوقت المناسب. ويؤدي ذلك إلى مجموعة من الأعراض، من بينها تسارع نبض القلب كثيراً عند الانتقال من وضعية التمدّد إلى الوقوف.

يتراوح معدل نبض قلب الإنسان عادةً بين 70 و80 نبضة في الدقيقة خلال الراحة. ويرتفع نبض القلب بين 10 و15 نبضة في الدقيقة عند الوقوف ليعاود الاستقرار بعد ذلك. ولكن في حالة مَن يعانون متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي، يعلو نبض القلب كثيراً عند الوقوف، مرتفعاً عموماً بنحو 30 إلى 50 نبضة في الدقيقة أو أكثر، ما يؤدي إلى الشعور بتشوش الذهن، والدوار، والإغماء.

تشمل أعراض هذه المتلازمة الأخرى التعب المزمن، والصداع، أو أنواعاً أخرى من الألم المزمن، واضطرابات هضمية، كالغثيان والتشنجات. لكن هذه الأعراض تختلف كثيراً بين مريض وآخر. وإذا أشارت إلى متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي، يلجأ الطبيب إلى اختبار الطاولة المائلة بغية التأكد من هذا التشخيص.

في اختبار الطاولة المائلة، تبدأ بالتمدد على طاولة، ثم يُلَّف جسمك بأربطة بغية تثبيته في مكانه. وبعد نحو 30 دقيقة، تميل الطاولة بسرعة ليصبح جسمك منتصباً في محاكاة لعملية النهوض من وضعية التمدّد إلى الوقوف.

يُراقَب بعد ذلك نبض قلبك وضغط دمك طوال 10 دقائق تقريباً. في حالة مَن يعانون متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي، يرتفع نبض القلب 30 نبضة أو أكثر في الدقيقة عند إمالة الطاولة (40 نبضة أو أكثر في حالة المراهقين). ويبقى ضغط الدم ثابتاً أو يتبدّل قليلاً.

تبدأ متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي في المراهقة أو مستهل مرحلة البلوغ. صحيح أن هذه المتلازمة حالة مزمنة، إلا أن نحو 80 % من المرضى يتخلصون منها مع التقدم في السن. وإلى أن يحدث ذلك، يساهم العلاج في التخفيف من أعراضها.

في حالة مَن يعانون متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي، تسترخي الأوعية الدموية كثيراً. من هنا، تنشأ الحاجة إلى مزيد من السوائل بغية ملء هذه الأوعية والسماح للدم بالتدفق بالشكل الصحيح. لكن الإكثار من السوائل لا يُعتبر كافياً وحده. فمن الضروري أيضاً زيادة استهلاك الملح بغية الاحتفاظ بالسوائل داخل الأوعية الدموية. كذلك يجب على مرضى هذه المتلازمة تفادي الكافيين.

ضرورة التمرن

يُعتبر التمرن أمراً ضرورياً. لذلك مارس تمارين الأيروبيك المعتدلة يومياً (مثل ركوب الدراجة الهوائية، أو التجذيف، أو السباحة). لا تهدف هذه الخطوة إلى تحسين اللياقة البدنية وزيادة مستويات الطاقة فحسب، بل أيضاً إلى إرغام الجهاز العصبي المستقل على ضبط تدفق الدم بالشكل الصحيح. كذلك يساهم ارتداء ملابس تضغط بخفة على الفخذين والبطن في تعزيز تدفق الدم السليم والحد من أعراض متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي.

تتوافر أيضاً أدوية لعلاج متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي. إلا أن هذه الأدوية لا تعود على المريض بفائدة، ما لم يلتزم بإستراتيجية السوائل، والملح، والتمارين الرياضية، والضغط.

لما كانت متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي اضطراباً معقداً يتجلى من خلال أعراض مختلفة، فيُضطر المريض أحياناً إلى اللجوء إلى عدد من الخيارات العلاجية المختلفة. ويصعب في بعض الحالات التوصل إلى نظام علاجي يضبط بنجاح أعراض هذه المتلازمة كلها. لذلك، إن لم يعد عليك العلاج الأول بفاعلية تُذكر، فمن الضروري ألا تستسلم وأن تستعين بطبيب يألف متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي ويستطيع تعديل العلاج وفق حاجاتك الفردية.

العلاج يساهم في تخفيف أعراض هذه المتلازمة

أبرز أعراض هذه المتلازمة تشوش الذهن والدوار والإغماء
back to top