تصفية مسيحي سابع في سيناء تدفع أقباطاً إلى المغادرة

• استنفار أمني وإجازة للموظفين
• السيسي: الدولة استعادت هيبتها ولن يستطيع أحد المساس بها

نشر في 25-02-2017
آخر تحديث 25-02-2017 | 00:04
السيسي مجتمعا بقادة الأجهزة الأمنية في القاهرة مساء أمس الأول (رويترز)
السيسي مجتمعا بقادة الأجهزة الأمنية في القاهرة مساء أمس الأول (رويترز)
قتل مسيحي على يد مسلحين ملثمين في سيناء، فجر أمس، هو القبطي السابع الذي يقتل على يد عناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم «داعش» في شبه الجزيرة في غضون أسبوعين، وفي حين أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الدولة المصرية استعادت هيبتها، يتوجه وزير خارجيته سامح شكري إلى واشنطن، غداً.
تجاوز الواقع في سيناء لغة البيانات، مع شعور أهالي مدن شمال شبه الجزيرة المصرية أن حياتهم مهددة، إذ بات استهداف الأقباط واضحا للعيان، بعدما قتل مسيحي فجر أمس، هو السابع في أقل من أسبوعين في مدينة العريش، كبرى مدن شمال سيناء ومركز الإدارة الشرطية هناك، ليفتح الباب مشرعا أمام أسئلة تتعلق بنجاعة الإجراءات الأمنية المتبعة في سيناء، في وقت تتواصل مواجهات الجيش والشرطة مع الجماعات "التكفيرية" المسلحة المتمركزة.

شهود عيان قالوا لـ "الجريدة"، إن مجموعة من المسلحين الملثمين اقتحموا منزل المواطن المسيحي، كامل أبو روماني، صاحب محل سباكة بحي الزهور في مدينة العريش، فجر أمس، وقاموا بإطلاق النار عليه، ما أسفر عن مقتله في الحال، ثم أشعلوا النار في منزله قبل مغادرته، وتم نقل جثمان القتيل إلى مستشفى العريش، فيما أعلنت حالة الاستنفار الأمني في سيناء.

وسادت حالة من التوتر والقلق بين أهالي مدينة العريش، مع تكرار عمليات استهداف المدنيين، خصوصا المسيحيين، إذ خطف مسلحون تاجر أسماك يدعى محمد سمير، وتم السطو على سيارته، واقتياده إلى جهة غير معلومة، كما تم خطف مواطن آخر من قبيلة الرميلات في منطقة جنوب رفح ونقل إلى جهة غير معلومة، في عمليات يعتقد على نطاق واسع أن خلفها تنظيم "ولاية سيناء" فرع تنظيم "داعش" بمصر.

وتوعد "داعش" في فيديو بثه الأحد الماضي، أقباط مصر بمزيد من الاستهداف في الفترة المقبلة، بينما استمر رحيل الأسر المسيحية من مدينة العريش، أمس، إذ غادرت خمس أسر محافظة شمال سيناء، وسمح المحافظ اللواء عبدالفتاح حرحور، للمسيحيين العاملين في المصالح الحكومية بالعريش بأخذ إجازة لمدة شهر لحين استقرار الأوضاع.

وقال مصدر أمني مسؤول لـ"الجريدة"، إن ممثلين عن الأجهزة الأمنية في شمال سيناء اجتمعوا صباح أمس، لبحث تزايد العمليات الإرهابية ضد الأقباط، وأنه تقرر زيادة إجراءات التأمين حول المنشآت المسيحية في شبه الجزيرة.

وأضاف المصدر أن عددا من المسيحيين أبلغوا الجهات الأمنية بقرار مغادرتهم العريش، بدءا من اليوم، خوفا من تكرار الهجمات ضدهم، فيما أوصت تقارير أمنية بضرورة نقل الأقباط إلى أماكن آمنة بعيدا عن مناطق الاشتباكات.

تحركات الجيش

وفيما بدأ الجيش المصري حملة أمنية ضخمة في جنوب العريش، أكد مصدر عسكري مسؤول لـ "الجريدة"، أن تحقيق قوات إنفاذ القانون خلال الفترة الأخيرة نجاحات كبيرة لإقرار الأمن في شمال ووسط سيناء، سبب ردة فعل الجماعات الإرهابية باستهداف المسيحيين. وأضاف المصدر: "عمليات تفجير العبوات الناسفة، والإقدام على قتل أبرياء الأقباط، يؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك، قرب نهاية تنظيم أنصار بيت المقدس".

وشدد المصدر العسكري على أن المحاولات الإرهابية الأخيرة تسعى للإيحاء بوجود التنظيم الإرهابي على الأرض، في وقت فرضت القوات سيطرة كبيرة في جميع الاتجاهات الاستراتيجية، خاصة منطقة جبل الحلال، ويأتي في هذا الإطار إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، تدمير أربعة أنفاق رئيسية على الشريط الحدودي بين رفح المصرية وقطاع غزة، تستغل من قبل عناصر إجرامية ومهربين.

استياء وشجب

من جهتها، شجبت القوى المدنية استهداف الأقباط، إذ قال مؤسس حركة "مصريين ضد التمييز الديني"، منير مجاهد، لـ"الجريدة"، إن "قتل وتهجير الأقباط في سيناء أمر بالغ الخطورة، لأنه يؤثر سلبا على مفهوم المواطنة"، في حين أكد الباحث في الشأن القبطي، سليمان شفيق، أن "القوات المسلحة تخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب في سيناء، مشددا على أن "الهجمات الأخيرة تأتي بعد تضييق الخناق على العناصر التكفيرية".

سقوط المرسي

في غضون ذلك، وجه الأمن المصري ضربة جديدة إلى جماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية، مع إعلان القبض على عضو مكتب الإرشاد، محمد عبدالرحمن المرسي، ورئيس اللجنة الإدارية العليا التابعة لجبهة "الحرس القديم" بقيادة محمود عزت.

وقال مصدر أمني إنه تم إلقاء القبض على المرسي، أمس الأول، أثناء عقده لاجتماع تنظيمي بمنطقة التجمع الخامس (شرقي القاهرة)، وأنه تم إلقاء القبض عليه برفقة عدد من كوادر الجماعة، ويتم حالياً استجواب المرسي للحصول على معلومات بخصوص مكان اختباء محمود عزت.

استعادة الدولة

في الأثناء، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي مقر كلية الشرطة بمصاحبة وزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، وتفقد الطابور الصباحي لطلبة وطالبات الكلية، ثم شارك طلبة الكلية في جولة بالدراجات في شوارع القاهرة، كما تناول الرئيس طعام الإفطار مع الطلاب.

وتحدث السيسي معهم، بحسب بيان رسمي للرئاسة المصرية، ناقلا لهم تحيات كل المصريين لما يبذلونه من جهد استعداداً لتولي حماية أمن مصر والحفاظ على استقرارها، ومؤكداً أن الدولة المصرية قد استعادت هيبتها، و"بمشيئة الله لن يستطيع أحد المساس بها".

وفي إطار الاستعدادات لزيارة السيسي المرتقبة لواشنطن الشهر المقبل، يبدأ وزير الخارجية سامح شكري، غداً، زيارة رسمية إلى العاصمة الأميركية، تستغرق يومين، يلتقي خلالها نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، وعدد من كبار المسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتعد زيارة شكري هي الأولى لواشنطن في ظل قيادة ترامب.

لا قرار

من جهة ثانية، قال رئيس الحكومة المصرية، شريف إسماعيل، إن بلاده قطعت شوطا كبيرا في تنقية بطاقات التموين وتوحيد قواعد البيانات.

وأضاف إسماعيل، في تصريحات له أمس الأول، أنه يجري العمل حالياً على استكمال بيانات عشرة ملايين بطاقة تموين والتدقيق في بياناتها، مشيراً إلى أن الحكومة تبذل جهودا لإعادة الحياة لقطاع السياحة، وأنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن استئناف وعودة رحلات الطيران الروسية إلى مصر.

شكري إلى واشنطن استعداداً للقمة الأميركية - المصرية
back to top