حذار هبوط ضغط الدم

ضغط الدم أحد المؤشرات التي يراقبها الأطباء عن كثب. لذا نجد أن من الشائع أن يضع الطبيب جهاز قياس الضغط حول ذراع المريض بغض النظر عن سبب الموعد الطبي. إنه جزء من خطة وقائية للحفاظ على الصحة.

نشر في 25-02-2017
آخر تحديث 25-02-2017 | 00:04
 هبوط ضغط الدم
هبوط ضغط الدم
يشمل معدل ضغط الدم الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي، ويُقاس بوحدة السنتيمتر زئبق.

يحتسب المعدل الانقباضي مستوى الضغط أثناء انقباض البطين ويشكّل الرقم الأعلى. أما المعدل الانبساطي، فيشير إلى الضغط أثناء استرخاء البطين. يكون ارتفاع ضغط الدم مسؤولاً عن مشاكل صحية كثيرة وحالات وفاة متعددة، لكن ماذا يحصل حين يهبط الضغط؟

هبوط الضغط

يشير هبوط الضغط إلى تراجع مفاجئ في كمية الدم التي يضخّها القلب. قد تكون هذه الظاهرة عابرة أو تصبح متكررة. على عكس ارتفاع ضغط الدم، لا يُعتبر هذا التراجع مرضاً بحد ذاته بل إنه مؤشر إيجابي على وضع القلب والأوعية الدموية. تبرز مشكلة تراجع ضغط الدم حين يصبح الضغط الانقباضي أقل من 9.

هبوط الضغط الانتصابي

يحصل هذا الهبوط غالباً خلال حركة معينة. يمكن أن يشعر الفرد بدوار حين ينهض بسرعة بعد التمدد مثلاً، ذلك لأن الدم يتراكم في الساقين وتتراجع الكمية التي تصل إلى الدماغ مؤقتاً. لا تُعتبر الحالة خطيرة بشكل عام إلا إذا أصبحت مزمنة ومزعجة. وهو وضع شائع بين المسنين والمصابين بتوسّع الأوردة.

هبوط الضغط بعد الأكل

قد يتراجع الضغط بعد وجبات الطعام لأن عملية الهضم تؤدي إلى تدفق الدم نحو المعدة والأمعاء، خصوصاً لدى المسنين ومرضى السكري.

هذان النوعان من هبوط ضغط الدم هما الأكثر شيوعاً، ويترافقان دوماً مع الأعراض نفسها: دوار، تعب، اضطراب النظر، طنين، غثيان أو حتى الإغماء أحياناً!

أسباب متنوعة

عدا وجبات الطعام ووضعية الجسم، يجب أن تبحث عن أسباب المشكلة حين يتكرّر هبوط ضغط الدم. بعيداً عن العوامل التي يسهل رصدها مثل جفاف الجسم والعلاجات بالأدوية وتعاطي المخدرات والحمل واللدغات السامة، لا بدّ من تكثيف البحث أحياناً.

يطلب الطبيب في العادة أن يجري المريض فحصاً دقيقاً للاطلاع على صحة قلبه وأوعيته الدموية ويمكن أن يتأكد أيضاً من وظيفة الغدة الكظرية والغدة الدرقية. قد يكون الكبد بدوره سبباً للمشكلة.

على صعيد آخر، يؤدي فقدان جزء كبير من الوزن أو سوء التغذية إلى هبوط الضغط أحياناً. لكن يبقى الوضع عابراً. في بعض الحالات الاستثنائية، قد يتعلّق سبب المشكلة بنزف حاد أو حساسية قوية. في الحالتين، لا بد من طلب مساعدة عاجلة.

مخاطر غير حادة

عدا احتمال السقوط بعد الإغماء أو التعرّض لحادث أثناء القيادة، يبقى معظم حالات هبوط الضغط حميداً. ما من علاج محدّد للمشكلة، ولا داعي لاستشارة الطبيب إلا إذا تكررت الحالة وبرزت الحاجة إلى معالجة السبب الحقيقي. أما المخاطر فليست حادة بشكل عام. لكن إذا شعرت بقلق، يمكنك إجراء فحوص إضافية للاطمئنان على وضعك.

تدابير وقائية

انهض ببطء بعد النوم أو التمدّد.

رطّب جسمك بانتظام، تحديداً إذا كنت تأخذ مدرات البول أو تضطر إلى الوقوف لفترة طويلة.

ابتعد عن التدخين والمخدرات.

تجنّب الحرارة التي توسّع الأوعية ولا تمارس الرياضة في الطقس الحار.

أضف قليلاً من الملح إلى الأطباق إذا كنت قد حذفته بالكامل بسبب الحمية الغذائية التي تتبعها. لكن أبلغ الطبيب أولاً.

لا تشبك ساقيك لفترات طويلة.

تناول وجبات خفيفة ومتكررة بدل الوجبات الدسمة.

تجنّب الحميات القاسية.

هذه النصائح كافية عموماً إلا إذا أصبح هبوط ضغط الدم مزمناً، وبدأ ينعكس على نوعية الحياة. في هذه الحالة، يمكن البحث عن علاج.

علاجات محتملة

تتعدّد العناصر النشطة التي تستطيع رفع الضغط قليلاً وتخفيف الأعراض والحماية من الدوار. لكن قد تعطي جميع الأدوية آثاراً غير مرغوب فيها (مثل ارتفاع ضغط الدم). لهذا السبب يجب أن تحاول في المرحلة الأولى تخفيف الأعراض المرتبطة بهبوط الضغط عبر اتخاذ تدابير عمليّة قبل اللجوء إلى الأدوية.

back to top