قبل فوات الأوان!

نشر في 24-02-2017
آخر تحديث 24-02-2017 | 00:10
 دانة الراشد ما إن يتم الحديث عن البيئة حتى يقابل الموضوع بالتهميش، وما إن يتم ذكر حقوق الحيوان حتى تقابل بالاستهزاء والسخرية، متناسين أن دول العالم المتمدنة تضع البيئة على رأس قائمة أولوياتها، فأين نحن من ذلك؟

فالكويت هي ثاني أكثر دولة تلوثاً في العالم بعد المملكة العربية السعودية، وذلك في ثاني أعلى معدلات استهلاك الطاقة للفرد وانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود، وكذلك ثاني أعلى نسب لتلوث الهواء في العالم، والوفيات الناتجة عن هذا التلوث! وذلك وفقاً لدراسة جديدة من (إيكو أكسبرتس-2017).

أطنان من المخلفات البلاستيكية تلقى على الشاطئ كل يوم، تؤذي مرتاديه وتضر بالأسماك والحيوانات البحرية، فالوضع مخزٍ لدرجة أن السفارة اليابانية اعتادت على تنظيم حملات لتنظيف شاطئ الشويخ، وكانت آخر حملاتها في نوفمبر 2016 (جريدة الراي).

سيارات كثيرة لا حصر لها، فالكويت هي الأولى عربياً والسادسة عالمياً من حيث السيارات المملوكة للأشخاص، وذلك وفق تقرير اللجنة الاقتصادية لمجلس الوزراء، وقد أصبحت ضرورة لعدم توافر بدائل عملية ذات جودة عالية، لكن بالمقابل ما مدى الاهتمام بالزراعة والتشجير للحد من الغازات السامة؟

صيد جائر في غير موسمه يعتبر "شطارة"، والأسوأ من ذلك تزايد حالات الإساءة للحيوانات بأبشع الصور وشتى صنوف التعذيب من ضرب ودهس وإطلاق نار، يجب التنبيه هنا أن السلوك الإجرامي والسيكوباتي يبدأ بالإساءة إلى الحيوان وينتهي بجرائم تطول البشر (وفقاً للعديد من المقالات على مجلة "سيكولوجي توداي" الإلكترونية)، لذا يجب عدم الاستهانة بتلك السلوكيات غير السوية إطلاقاً، وتنمية الأخلاقيات الإنسانية والاستقاء من دين الرحمة.

لحسن الحظ هنالك حراك شبابي إنساني وبيئي رائع في البلد، فـمنظمة كير كويت (Kareq8) وملجأ باوز (PAWS_kuwait) عبارة عن جهود شخصية جبارة لإنقاذ الحيوانات الضالة والمرمية وعلاج الأضرار الجسيمة الناتجة عن الإساءة والإهمال. حالات مؤلمة يعجز اللسان عن وصف بشاعتها، وشجاعة نادرة من هؤلاء السيدات الفاضلات.

وإن مشروع "أمنية" الرائع أيضاً يقوم بإعادة تدوير البلاستيك الخفيف من فئة (PET 1)، ويمكنك طلب صندوق لتجميع عبوات المياه الفارغة ومخلفات البلاستيك وستأتيك شاحنة "أمنية" دورياً لجمعها.

ولا ننسى الحركة الزراعية الجميلة التي نلاحظها، فها هو المزارع ناصر العازمي يصنع العجائب ويزرع القهوة والمورينجا والزعفران، وأغلب أنواع الفواكه على أرض الكويت.

هذه بضعة أمثلة وهنالك المزيد، كلها جديرة بالتشجيع والدعم المادي، فلنكن جميعاً يداً فاعلة في الحفاظ على بيئة الكويت، وتفعيل قوانين البيئة أسوة بالدول المجاورة الشقيقة.

back to top