أخيراً... الترك في وجه قاسم سليماني

نشر في 23-02-2017
آخر تحديث 23-02-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي منذ أيام السلطنة العثمانية والدولة الصفوية، لم تنقطع المواجهات التركية- الإيرانية. سقطت الدولة الصفوية وجاء بعدها دول، في إيران، دولة تخلف دولة، والمواجهات بين الترك والفرس لا تتوقف.

كان طرفا الحروب التي تجري بين الفرس والترك، على الأراضي العربية، هم العرب أنفسهم، فهؤلاء العرب "ربع عمر" - أي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والمقصود هنا السنّة - بقيادة الترك ومساعدتهم، في مواجهة "ربع علي" - أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والمقصود هنا الشيعة العرب - وعادة من دون دعم فارسي حقيقي، إذ يكتفي الفرس بتوفير القياديين والعلَم، بينما غالبية العساكر من العرب.

استمر الأمر إلى يومنا هذا، والإيرانيون في حروبهم التوسعية يستخدمون الطريقة ذاتها، والتشكيلة ذاتها، فالجنود عرب والقيادة فارسية، يجلس على رأسها قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، المعروف بدهائه وإقدامه وحيويته وبغضه العميق للسنة. ومع أن تحصيله العلمي توقف عند الشهادة الابتدائية، إلا أن القيادات الإيرانية تثق به وبخططه وسلوكه ونتائج أعماله، يساندها شعبية جارفة له، توجت بلقب "سيف إيران" (لاحظ أنه ليس سيف القدس ولا سيف الإسلام، بل سيف إيران) وهو لقبٌ أطلقه عليه الشعب، ورسخته وسائل الإعلام الرسمية.

على أن سيف إيران هذا لم يتم اختباره فعلياً حتى الآن، فكل مواجهاته كانت ضد ميليشيات غير نظامية. والإمكانات مختلفة، والفوارق كبيرة جداً. أما الآن فالوضع مختلف، بل مختلف كلياً، خصوصاً أن خصمه المقبل، بحسب ما يرى بعض المراقبين، هو القوات الخاصة التركية، بقيادة الجنرال "القناص" زكاي أكسكالي، الذي برز اسمه في مقاومة الانقلاب الذي جرى في العام الماضي، ويحظى بحب شعبي جارف، وثقة كبيرة من قِبَل المسؤولين الأتراك.

المراقبون يتوقعون أن تتم المواجهة بين الفريقين في منطقة الرقة السورية، ليصطدم للمرة الأولى، في العقود الأخيرة، الإيرانيون والأتراك، مع تقارب الإمكانيات وتساوي المعدات والآليات.

ولأن روسيا تقف على مسافة واحدة من الدولتين، تركيا وإيران، لذا فإن المواجهة بين سيف إيران والقناص التركي ستكون متكافئة وحاسمة، وعلينا نحن كعرب ألا نغيب عن المشهد. وأقترح أن نستغل هذا الصراع فنحيي الأغاني الوطنية ورقصات العرضة ونتغنى بأمجادنا التليدة.

back to top