بانكسي... فنان الغرافيتي الغامض الذي «تعشقه» الجدران

نشر في 23-02-2017
آخر تحديث 23-02-2017 | 00:00
لا يزال أشهر فنان غرافيتي رساماً مجهولاً ساهم في توسيع شهرة بلدته «بريستول» البريطانية. ما حقيقة هذا الاسم الشهير في عالم الكتابة على الجدران؟
بدأ التحقيق حول هوية بانكسي مقابل دار بلدية «بريستول» في بريطانيا، حيث ارتكب أعمال تخريب عام 2001. مُحِيت تلك الكتابة الجدارية التي كانت أولى أعماله الاستفزازية سريعاً. لكن لم تتكرر حملة التنظيف نفسها على الجهة الأخرى من الشارع بل بقي أثر ما فعله ظاهراً في تلك الزاوية. يبدو أن %97 من سكان المنطقة الذين صوّتوا في عام 2009 ضد محو ذلك العمل يحملون شعار «نحن جميعاً بانكسي!».

بعد إطلاق حملة مطاردة في حق هذا النوع من المخرّبين واندلاع ثورة شعبية عام 1989 واعتقال 72 فناناً، أصبحت دار البلدية في بريستول منفتحة رسمياً على فن الشوارع وبدأت بتنظّم مهرجانات وجولات في المدينة. ثم اكتُشِفت كتابة Mild Mild West التي رسمها بانكسي في منطقة «ستوكس كروفت» عام 1999 اعتراضاً على افتتاح سلسلة من المتاجر الكبرى. يعمد سكان الحي إلى إعادة طلاء تلك الرسمة مراراً وتكراراً كي لا يختفي أثرها. بفضل بانكسي، أصبحت تلك المنطقة الجامدة ملاذاً سياحياً!

ليس أستاذاً بل مرشداً

في شهر يوليو، تستضيف جدران حي «بدمينستر» فنانين من أنحاء العالم، فيأتون لتخليد رسائلهم الاستفزازية أو المضحكة خلال مهرجان «أوفست».

في جميع أنحاء «بريستول»أو في حي «شورديتش»التابع لمدينة لندن، يترك بانكسي بصمته دوماً. من بين التقنيات المستعملة، يبقى المرسام الأسرع: تتطلّب مرحلة التحضير السرية خمس دقائق لنشر الرسائل ويستعملها عدد كبير من الرسامين على الجدران.

استعمل إيلماك مثلاً رذاذاً مجمداً لطباعة رسمة أثرية بالمرسام تظهر فيها حبيبته وطفله. أما ستيك، فرسم على المباني اثنتين من شخصياته بنسخة نقيّة. لكن كان نجاح بانكسي تحديداً كفيلاً بإثارة غيرة الكثيرين، فعمدت مجموعة «دي بي كي» إلى رمي الطلاء الأزرق على عبارة Well Hung Lover التي رسمها.

مجهول حتى في أوساطه

لطالما كان أصدقاء بانكسي أوفياء له ولم يكشف أي منهم عن هويته يوماً. تُوَقّع فتاة اسمها تينا على رسومه بأسلوب منمّق وتعتبر أن بانكسي ما كان ليتمكّن من العمل لو كشف عن هويته. يقول شاب آخر اسمه روب إنه لا يعرفه شخصياً لكنه كان معه على الأرجح في الصف نفسه. يصعب تصديقه لأنه أصبح شخصية تاريخية في العالم السري في «بريستول»حيث ينظّم مع أصدقائه ورش عمل لتعليم تقنيات فن الشوارع. ويعرف شريكه بانكسي أن الناس سيحترمون دوماً سرية هويته في «بريستول» التي يعود إليها دوماً باسم مستعار.

هويته ستبقى سرية

لن تنكشف هوية بانكسي قريباً بل إنه سيستمتع بالخربشة على مختلف المساحات لفترة طويلة، مطلقاً رسائل ضد الرأسمالية. في عام 2016، زعم علماء من لندن أنهم كشفوا هويته وحددوا موقع رجل اسمه روبن غونينغهام كان وُلد في «بريستول» عام 1974 ويحضر دوماً في مكان نشاطات الفنان. وفق إشاعة أطلقها الصحافي كريغ ويليامز عام 2010، تنتمي شخصية بانكسي إلى مجموعة تنشط بدرجة عالية من التنسيق. كذلك، ادّعت جهات أخرى أن زعيم المجموعة هو روبرت ديل ناجا لكنه أنكر هذه المعلومة. أصبح هذا الفنان الذي يرفض الشهرة، بغض النظر عن عمله الفردي أو الجماعي، نجم المعارض ويسعى كبار النجوم إلى تجميع تحفه، من بينهم داميان هيرست وأنجيلينا جولي وبراد بيت، ووصلت قيمة أحد أعماله في المزاد العلني إلى 1.8 مليون يورو! كذلك يُعاد رسم لوحاته المنتشرة في الشوارع على القماش أو الورق كي تُعرَض في متاحف العالم.

في النهاية، لا يمكن إلا أن نتساءل عن الجهة التي تستفيد من هذه المبالغ الطائلة مقابل أعمال تتخطى قيمتها الحقيقية البُعد المادي بأشواط!

قيمة أحد أعماله في المزاد العلني وصلت إلى 1.8 مليون يورو

بانكسي سيستمتع بالخربشة على مختلف المساحات لفترة طويلة
back to top