ألو دكتور

نشر في 22-02-2017
آخر تحديث 22-02-2017 | 00:00
No Image Caption
أما زال عليّ الصوم قبل الخضوع لفحص الكولسترول؟ سمعت أن ذلك قد لا يكون ضرورياً.

اعتاد الأطباء طوال عقود الطلب من المرضى ألا يتناولوا أي طعام أو شراب (باستثناء الماء) لثماني إلى اثنتي عشرة ساعة قبل الخضوع لفحص الكولسترول. يعود هذا الطلب إلى اعتقادهم أن الصوم يتيح لنا الحصول على تقييم أكثر دقة للدهون كافة في الدم، التي تشمل الكولسترول والدهون الثلاثية (نوع من الجسيمات يحمل الدهون). لكن الدراسات الأخيرة أظهرت أن الاختلاف بين معدلات الكولسترول مع الصوم ومن دونه يكون عادةً ضئيلاً جداً.

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد عدد من الدراسات الكبيرة الطويلة الأمد أن تقييم الدهون من دون صوم دقيق بقدر تقييمها بعد الصوم (أو ربما أفضل حتى) في توقّع مخاطر تعرّض الإنسان لأمراض قلبية وعائية. تستند هذه الخلاصة إلى واقع أننا لا نصوم طوال اليوم. لذلك يقدّم قياس الدهون من دون صوم صورة أفضل عن معدلاتها المعتادة.

تشير توجيهات فحوص الدهون في الولايات المتحدة في الوقت الراهن إلى أهمية فحص الدهون بعد الصوم، إلا أنها لا تعتبر الصوم إلزامياً. أما في أوروبا، فلا يُطلب من المريض عادةً الامتناع عن الطعام والشراب قبل فحوص مماثلة.

أعتقد أننا سنتوقف قريباً عن طلب الصوم من المرضى قبل هذه الفحوص الروتينية. ولا شك في أن هذه الخطوة ستسهّل حياة المريض. فلا يعود من داعٍ للقلق حيال أخذ موعد في الصباح الباكر في المختبر أو الشعور بضعف وجوع أثناء انتظار موعد متأخر. ولكن في الوقت الراهن، اسأل طبيبك عما إذا كنت تستطيع تفادي الصوم قبل فحصك التالي.

علمتُ أن البعض يُصاب بنوبة قلبية من دون أن يعي ذلك. كيف تُكتشف نوبات قلبية مماثلة؟

صحيح، فنصف النوبات القلبية نوبات قلبية صامتة، أي أنها لا تسبّب الأعراض. قد يعاني مَن يصاب بنوبة من هذا النوع أعراضاً مثل انزعاج في الصدر أو دوار. لكنها تكون خفيفة أو قصيرة الأمد، لذلك لا يتنبه لها أو يتجاهلها.

تُكتشف النوبات القلبية الصامتة عادةً أثناء تخطيط كهربية القلب، الذي يسجّل نشاط القلب الكهربائي، حيث يظهر الضرر، الذي تسببه النوبة القلبية في عضلة القلب، كبصمة مميزة.

اعتاد الأطباء سابقاً إجراء هذا الاختبار دورياً، حتى لو كان الشخص سليماً لا يشكو من أي خطب. لكن المجتمعات الطبية المحترفة ما عادت توصي بخطوة مماثلة لأن تخطيط كهربية القلب يكشف أحياناً خللاً طفيفاً غير محدد لا يعود إلى مرض قلبي كامن. رغم ذلك، يسبب هذا الاكتشاف القلق ويقود إلى علاجات وفحوص إضافية لا داعي لها.

لكن هذا التخطيط يُعتبر ضرورياً عموماً في حالة مَن يواجهون عوامل خطر مرتفعة أو يعانون أعراض مرض القلب (مثل الشعور بألم في الصدر عند بذل الجهد). وإذا كشف تخطيط كهربية القلب عن نوبة قلبية صامتة، يجب التعاطي معها بالجدية ذاتها كما نوبة مشخَّصة سريرياً، لأن النوبات الصامتة تشكّل أحياناً إنذاراً مسبقاً ينبئ باحتمال التعرض لنوبة أخرى قاتلة. لذلك على مَن يكتشفون أنهم عانوا نوبة قلبية صامتة أن يتبعوا نظاماً غذائياً يحمي القلب، يمارسوا التمارين الرياضية، ويتناولوا الأدوية الضرورية للحد من المخاطر القلبية الوعائية.

ما أهمية استشارة طبيب ثانٍ عند مواجهة تشخيص خطير؟ وهل يُفترض بطبيبي أن يشعر بالاستياء إن أقدمتُ على خطوة مماثلة؟

يمكن للرأي الطبي الثاني أن يقدّم معلومات قيّمة. عموماً، من الضروري أن يفكّر المريض دوماً في هذه الخطوة، إن شخص الطبيب إصابته بمرض خطير أو نصحه بالخضوع لجراحة، لأن قرارات مماثلة قد تؤدي إلى عواقب كبيرة جداً تؤثر في صحته المستقبلية.

يجب ألا يشعر طبيبك بأي إساءة إن رغبت في استشارة طبيب آخر، حتى إن بعض الأطباء يقدّمون دوماً هذا النوع من النصح، خصوصاً في مجالَي الجراحة وعلاج السرطان. لذلك لا تتردد في الطلب من طبيبك لائحة بأسماء ومراكز طبية يمكنك اللجوء إليها للحصول على رأي ثانٍ. كذلك احرص على جمع المعلومات المتوافرة كافة بشأن حالتك قبل أن تستشير طبيباً آخر. ومن الأفضل أيضاً أن تزور مركزاً طبياً مختلفاً كي تحظى بتشخيص مستقل بحق. أما إن قدّم لك الطبيب الثاني معلومات مناقضة، فلا مفرّ من الحصول على رأي ثالث.

back to top