سيرة المطر

نشر في 21-02-2017
آخر تحديث 21-02-2017 | 00:00
 د. نجمة إدريس أفكرُ

في هذا اليوم

المبلول بالمطر

بفراغٍ

مكتنزٍ بالعافية

كقلب أمِ موسى...

أفكرُ

فيما يفعله الناس

وراء النوافذ

وبفتاةٍ تلصق خدها

بالزجاج البارد

ثم تبكي

أو تنفضُ شعرها

وتغنّي

أفكرُ فيما

تقوله المظلة

التي أيقظتُها

من سباتها

وفيما تفعله الزخّات

وهي تنقرُ رأسي

والأرض وهي تفوحُ

ببخار آسر

ويقظةٍ متأنّية

أفكرُ بالوحدة

المموّهة بالعذوبة

حين يوقظها

الهواء الرطب

من نومها

ويشاطرها الشجن

ومائدة الماء

أفكرُ

بالنّويرة البازغة

وهي تهزُّ رأسها الصغير

كطفلٍ باغتتهُ قُبلة

على حين غرّة

فانتفضَ وتلفّتَ

أفكرُ بالموتى

الممتلئين بالنسيان

والأحياء

الممتلئين بالتذكّر

وبالدروب البعيدة

والوقت الذي

يدوزنه المطر

قطرةً

فقطرة

حسبما يليقُ

بساعته المائية

back to top