عاصفة انتقادات لماكرون تصب في مصلحة لوبن

رفض التراجع عن وصف استعمار الجزائر بـ «جريمة ضد الإنسانية»

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:03
متظاهرون شباب يركلون القنابل الغازية التي ألقتها شرطة مكافحة الشغب أثناء مناوشات مع الشرطة شمال فرنسا أمس الأول ( أ ف ب)
متظاهرون شباب يركلون القنابل الغازية التي ألقتها شرطة مكافحة الشغب أثناء مناوشات مع الشرطة شمال فرنسا أمس الأول ( أ ف ب)
تعرض المرشح الرئاسي الفرنسي المستقل إيمانويل ماكرون لعاصفة من الانتقادات من منافسيه بسبب تصريحاته التي دان فيها الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر.

وخلال زيارة للجزائر يوم الثلاثاء الماضي، قال ماكرون إن تاريخ فرنسا في الجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية"، مضيفا :"كان الأمر وحشياً حقاً، وهو جزء من الماضي يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضا لمن تضرروا".

وعاش الجزائريون تحت الحكم الفرنسي 132 عاماً حتى انتصروا في حرب استقلال دموية في 1962. وتقول الحكومة الجزائرية إن 1.5 مليون جزائري قتلوا في الصراع.

وقالت المرشحة الرئاسية مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمين المتطرف والتي من المرجح أن يواجهها ماكرون في جولة الإعادة: "هل هناك ما هو أسوأ عندما تريد أن تكون رئيسا من الذهاب للخارج واتهام البلاد التي تريد قيادتها بارتكاب جريمة ضد الإنسانية؟".

ورفض ماكرون التراجع عن تصريحاته وقال في بيان: "يجب أن تكون لدينا الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها... هل نحن معاقبون بالعيش للأبد تحت ظلال تلك التجربة المؤلمة لبلدينا؟".

وردا على تصريحات ماكرون قال فرانسوا فيون مرشح المحافظين للرئاسة في خطاب بأحد مؤتمراته الانتخابية "هذا الاستياء من تاريخنا. هذا الندم المستمر. ليس لائقا بمرشح لرئاسة الجمهورية".

ومع احتمال أن تتوسع حملة الانتقادات ضد ماكرون وأن يمتنع قسم كبير من ناخبي يمين الوسط عن منحه اصواتهم بسبب هذه القضية الحساسة، يبدو ان لوبن ستكون المستفيدة الكبرى، مع استمرار تخبط حملة مرشح يمين الوسط فرانسوا فيون، الذي ابقى القضاء أمس الأول التحقيق مفتوحاً معه بشأن فضيحة الوظائف الوهمية التي تعرف بـ"بنلوب غيت" ورفضه الانسحاب رغم مطالبة نواب وقياديين من حزب الجمهوريين بذلك.

وماكرون عضو سابق في الحزب الاشتراكي الفرنسي، ولكنه تموضع في الوسط وبدأ يجتذب الناخبين الوسطيين من اليسار واليمين الباحثين عن تخطي الخلافات الحزبية التقليدية مستفيداً من تجربة فرانسوا بايرو المرشح الذي كان ينتمي الى اليمين، لكنه انتقل الى موقع مستقل وحقق نتائج مبهرة في الانتخابات الرئاسية في عام 2007، حين حل بالمرتبة الثالثة بنسة 18 بالمئة بعد مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال.

ويعني ذلك ان ناخبي ماكرون الذي يقود حزبا اسمه "الى الامام" ليسوا كتلة واحدة وان اي انتكاسة قد يتعرض لها قد تدفعهم الى التخلي عنه.

ويعطي النظام الانتخابي الفرنسي الذي تجرى على اساسه الانتخابات الرئاسية على دروتين فرصة للناخبين لممارسة التصويت السلبي والحيلولة دون وصول متطرفين الى السلطة.

إلى ذلك، أعلن ماكرون، أمس، عن تعرض موقع حملته لـ»هجمات متكررة» من قراصنة، يأتي «الكثير منها» من أوكرانيا، منددا كذلك بهجمات تشنها عليه وسيلتا إعلام روسيتان هما «سبوتنيك» و»آر تي» (روسيا اليوم).

وقال ماكرون مؤسس حركة «إلى الأمام!» متحدثا لإذاعة «راديو كلاسيك» إن «الانتخابات (...) ليست مزورة، لكننا تعرضنا لهجمات متكررة ومتعددة من قراصنة على موقعنا الإلكتروني، والعديد منها آتية بحسب شبهات قوية من أوكرانيا».

وتابع وزير الاقتصاد السابق: «أود الإشارة إلى أن العديد من المواقع، سبوتنيك أو روسيا اليوم، حيث هناك الكثير من الصحافيين الفرنسيين ذوي التوجه السياسي الواضح (...)، شنت هجمات (...) من خلال إما نشر شائعات أو التشهير، لا تمت إلى الصحافة، بل إلى أسوأ أنواع صحافة الرأي».

وقال ماكرون إن «حركة إلى الأمام أشارت في آن إلى هذه الهجمات الإلكترونية وهذه المواقف المتكررة التي اتخذتها وسائل إعلام معروفة، وكذلك مع سياسيين معروفين بصلاتهم مع روسيا»، من غير أن يحدد السياسيين الذين يشير إليهم.

وكان الأمين العام للحركة ريشار فاران أفاد الاثنين عن «مئات، بل آلاف الهجمات» على الانظمة المعلوماتية وقواعد البيانات وموقع الحركة، منددا أيضا بـ»شائعات تشهيرية» بثتها على حد قوله «روسيا اليوم» وسبوتنيك.

وكان المتحدث باسم حركة «إلى الأمام» أشار بالاتهام مباشرة، الاثنين، إلى الكرملين. وقال بنجامين غريفو إن «الكرملين اختار مرشحيه، فرنسوا فيون ومارين لوبن، لسبب بسيط جدا: إنهم لا يريدون أوروبا قوية، يريدون أوروبا ضعيفة، وبالتالي (...) يروجون لهذين الترشيحين على وسائل إعلام الدولة».

وكانت قناتا «روسيا اليوم» و»سبوتنيك» الموجهتان الى جمهور عالمي، نددتا في وقت سابق باتهامات حركة ماكرون.

back to top