ترامب يشن هجوماً مضاداً... ويتلقى صفعة في التعيينات

• نفى أي صلة بروسيا ودافع عن فلين
• تيلرسون يضغط على موسكو ويلتقي نظيره الصيني

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:05
ترامب يكرم عمال مناجم الفحم قبل توقيع قرار يبطل قراراً يحد من أعمال المناجم في البيت الأبيض أمس الأول      (إي بي إيه)
ترامب يكرم عمال مناجم الفحم قبل توقيع قرار يبطل قراراً يحد من أعمال المناجم في البيت الأبيض أمس الأول (إي بي إيه)
في مؤتمر صحافي صاخب، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقاط أنفاسه بعد تعرضه لصفعات قوية في الأسابيع الأربعة الأولى لولايته، بدءاً من تعليق حظر السفر، وصولاً إلى إعادة فتح ملف روسيا، بعد استقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين.
شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس الأول، هجوماً مضاداً على معارضيه، خصوصا وسائل الإعلام والحزب الديمقراطي.

وعقد ترامب مؤتمرا صحافيا صاخبا وغير تقليدي لم يتردد خلاله صحافيون في مواجهة الرئيس الأميركي بشكل مباشر، وذلك بعد الزلزال الذي احدثته استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين الاسبوع الماضي وتركيز الاعلام على اثارة موضوع ما بات يعرف بـ "الملف الروسي" والتشكيك بارتباط بعض مساعدي الرئيس واحيانا ترامب نفسه بروسيا.

فوضى أوباما

واستهل الرئيس الجمهوري المؤتمر الصحافي الذي استمر أكثر من ساعة وربع الساعة بالقول إن ادارته تعمل "مثل آلة مضبوطة بإحكام"، مشيرا إلى أنه ورث فوضى من إدارة الرئيس باراك أوباما السابقة وعدد المراسيم التي وقعها في البيت الابيض، مشيدا بما حققه خلال فترة زمنية قصيرة.

وقال إن "عدم النزاهة لدى وسائل الاعلام بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه"، مركزاً هجومه على هدفيه المفضلين صحيفة نيويورك تايمز وشبكة "سي إن إن": "غالبية وسائل الاعلام في واشنطن ونيويورك ولوس انجلس لا تتحدث من اجل مصالح الشعب، بل للمصالح الخاصة ولمن يستغلون نظاما تصدع بشكل واضح جدا".

كما قال إن "حجم الغضب والحقد على سي ان ان كبير إلى درجة انني لم اعد اشاهدها". واتسمت التهم التي وجهها على كل المستويات بالعنف والغضب احيانا.

وقد وضع نصب عينيه هدفا واضحا هو التحدث الى الذين اوصلوه الى الحكم وجعلهم شهودا. وقال: "انا هنا حتى اوصل رسالتي مباشرة الى الشعب... لأن عددا من الصحافيين في بلادنا لن يقولوا لكم الحقيقة ولن يتعاملوا مع الناس الشرفاء في هذا البلد بالاحترام الذي يستحقونه".

كما تحدث عن "مستوى منفلت من الخبث"، واستعاد تعابير دقيقة من الحملة، وانتقد نخب الساحلين الشرقي والغربي الذين يعيشون في الاوهام ولا يعرفون شيئا عن اميركا الحقيقية.

ورد ترامب على سيل من الاسئلة حول صلات فريقه بروسيا برئاسة فلاديمير بوتين، وحول اتصالات محتملة خلال الحملة مع أجهزة الاستخبارات الروسية، بالقول "لا علاقة لي بروسيا".

وأضاف أن "التسريبات حقيقية، والأخبار مغلوطة" حول الكم الهائل من الاخبار التي ترسم كل يوم لوحة مضطربة عن علاقاته مع سيد الكرملين.

ودافع الرئيس عن مستشاره للأمن القومي مايكل فلين الذي استقال بدعوى تضليله نائب الرئيس مايك بنس بشأن محادثاته مع سفير روسيا بالولايات المتحدة.

وقال ترامب خلال المؤتمر إن فلين لم يخالف القانون وكان فقط يقوم بعمله وإن استقالته مرتبطة بحالة فقدان الثقة بينه وبين بنس.

وأكد أنه لم يوجه فلين لأن يثير مع السفير الروسي موضوع رفع العقوبات عن روسيا، مضيفاً ان المستشار المستقيل تحدث أيضا مع سفراء 30 دولة.

وذكرت "فوكس نيوز" أمس أن ترامب تلقى بالفعل تقريرا غير مكتوب حول طبيعة محادثات فلين مع السفير الروسي.

جدال مع صحافيين

وأكد في البداية أنه أحرز اكبر انتصار على صعيد عدد الاصوات لدى الهيئة الناخبة منذ عهد رونالد ريغان، ولكن أحد الصحافيين الحاضرين ذكر ترامب بأن تأكيده انه الرئيس الذي انتخب بأكبر عدد من الاصوات خاطئ، لأن الرئيسين السابقين باراك اوباما وجورج بوش انتخبا بعدد اكبر من الاصوات في الهيئات الانتخابية. ورد ترامب: "لا اعرف، هذا ما قيل لي". ومن ثم سأل ترامب الصحافي قائلا له: "من الذي فاز؟" فرد عليه "أنت الرئيس" فأجاب ترامب: "شكرا لك".

كما خاطب صحافيا اراد القيام بحركة تهريجية، بعد سؤاله بالقول "اجلس". وقال لآخر: "اصمت".

وفي خطوة مفاجئة سأل ترامب الصحافية السوداء أبريل راين ترتيب لقاء له مع كتلة النواب السود بالكونغرس، سائلا إياها: "هل هم أصدقاؤك؟" فأجابت: "أنا مجرد صحافية". فرد: "رتبي اللقاء".

قرار جديد للهجرة

وفي شأن الهجرة، صرح ترامب بأنه سيصدر الأسبوع المقبل أمرا تنفيذيا جديدا حول الهجرة، بعدما علق القضاء الأميركي قراره الأول الذي واجه انتقادات واسعة. وقال: "سنصدر أمراً جديداً وشاملاً جداً لحماية شعبنا".

وأشار إلى أن بلاده ستتعامل بـ"قلب كبير" مع المهاجرين غير الشرعيين، الذين قدموا منذ صغرهم إلى الولايات المتحدة.

من جهتها، أعلنت وزارة العدل أنها طلبت وقف دعوى الاستئناف لقرار تعليق أمر منع السفر الذي أصدره ترامب، لمواطني سبع دول إسلامية وللاجئين. ويهدف هذا الحظر الى منع تسلل الارهابيين.

وأشاد ترامب بمرسومه الأول وانتقد قرار المحكمة تعليقه، قائلا إنه "قرار سيئ جدا، سيئ جداً لسلامة وأمن بلدنا، المرسوم كان مثاليا"، مشيرا إلى أن "هناك محكمة سيئة". والمرسوم الجديد سيزيل ما اعتبرت المحكمة بشكل مغلوط انه يثير قضايا دستورية، عبر التحرك على هذا النحو، سيتيح الرئيس حماية فورية للبلاد بدل مواصلة تحرك في القضاء قد يستمر لفترة طويلة.

هاروارد يعتذر

من جهة أخرى، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن الأميرال السابق روبرت هاروارد الذي رشحه ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي رفض العرض. وأوضح المسؤول بالبيت الأبيض أن هاروارد عزا اختياره عدم قبول المنصب لأسباب عائلية ومالية. وهاروارد من كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة لوكهيد مارتن للمعدات الدفاعية.

وقال هاروارد، في بيان تلفزيوني، إنه رفض هذا المنصب لأنه "لا يمكنه أن يقوم بهذا الالتزام"، مضيفا: "هذا العمل يتطلب 24 ساعة في اليوم، وتركيزا على مدى سبعة أيام في الأسبوع والتزاما للقيام بذلك في شكل صحيح. أنا حاليا لا يمكنني أن أقوم بهذا الالتزام".

من جهته، نفى رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية ( سي آي إيه) مايك بومبيو تقريرا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الوكالة تخفي عن ترامب معلومات حساسة، وقال: "السي آي إيه لم ولن تحجب معلومات عن الرئيس. ولا علم لدينا بحدوث أي شيئ من هذا".

أول لقاء مع الصين

وغداة ضغوط مارسها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على روسيا فيما خص الأزمة الاوكرانية، أجرى تيلرسون أمس لقاء هو الأول على هذا المستوى بين البلدين منذ انتخاب ترامب، على خلفية توتر قائم بينهما.

وبدأ اللقاء بين تيلرسون ونظيره الصيني وانغ يي على هامش اجتماع وزاري لمجموعة العشرين في بون. وركز البحث خلاله على نقاط التوتر الأخيرة بين واشنطن مثل تايوان والجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وكذلك التجارة.

ودعت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فان دير ليان، أمس، الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة إلى عدم جعل حملة مكافحة "الإرهاب" حملة ضد الإسلام.

نصيحة أسترالية للرئيس

قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول، أمس، إن الرئيس دونالد ترامب يضيع وقته في انتقاد وسائل الإعلام بشأن تغطيتها لإدارته، مستشهدا بمثال زعيم بريطانيا وقت الحرب وينستون تشرشل، الذي قال ذات مرة إن "السياسيين الذين يشتكون من الصحف مثل بحار يشتكي من البحر". وشدد ترنبول، الذي شهدت علاقته بترامب بداية صعبة هذا الشهر، على أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة يجب أن يتوقف عن التركيز على الإعلام.

back to top