زبدة الهرج: سمك مسقوف وبيرة فريدة

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:05
 حمد الهزاع مؤسف ما شاهدناه من خروج متظاهرين في محافظة البصرة، وهم "يهوسون" ويتوعدون دولة الكويت بالويل والثبور وعظائم الأمور إن أتمت الكويت مشروع ميناء عبدالله، ومؤسف تلك التصريحات التي أطلقها بعض النواب العراقيين وهم يرعدون ويزبدون ويهددون حكومتهم إن لم تلغِ اتفاقية ميناء عبدالله مع الكويت، ونعلم أن تصريحاتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هدفها خلق أزمة جديدة في الشارع العراقي لصرف نظره عن الفساد المستشري في مؤسساتهم، والذي ينخر فيها حتى أصبحت كالعصف المأكول.

وعلى الرغم من أن ميناء عبدالله أرض كويتية وبالأدلة الدامغة والخرائط المعترف بها دولياً، فقد قامت حكومتنا بإبلاغ الحكومة العراقية بالمشروع حتى لا يتأثر الجانب العراقي، وتم الاتفاق وسارت الأمور "سهود ومهود" "ويا دار ما دخلك شر"، ومع هذا ما زلنا نعاني العداء القديم والمتوارث من الأشقاء العراقيين الذي لا طائل منه سوى زيادة البغضاء والشحناء بين الأشقاء.

الأخوه في العراق لديهم عقده اسمها الكويت، بالرغم من أننا لم نغزوهم، ولَم نسرق قوتهم وقوت أبنائهم، ولم نستحل أراضيهم على طريقة وضع اليد، ولَم نفرقهم شيعاً وأحزابا، ولَم نُشع الفتنة بينهم، ولم ندعم حزباً ضد حزب، ولم تتلطخ أيادينا بدمائهم، ولم نرسل إليهم مياهاً غير صالحة للشرب إلى مساكنهم، ولم نتسبب في قطع الكهرباء عن منازلهم. فيجب على الشعب العراقي أن يبحث عن المتسبب في الوضع المزري الذي وصلوا إليه، حتماً سيجدون الإجابة "منشكحه تقهقه على ضفاف نهري دجلة والفرات و"تاكل" سمكاً مسقوفاً وتشرب "بيرة" فريدة.

نحن نعلم أن هؤلاء المتظاهرين "الغلابة" لم يخرجوا من تلقاء أنفسهم بل بإيعاز من "كبرائهم" الذين سفهوا أحلامهم وأوهموهم أن دولة الكويت اعتدت على الحدود البرية والبحرية، وفي المقابل لم نسمعهم ينددون بالتدخل الإيراني السافر في بلادهم، ولَم يتظاهروا ضد ايران التي اقتطعت جزءاً من حدودهم البرية، بل التزموا الصمت إزاء تصريحات الساسة الإيرانيين، وهم يذكرون بكل فخر أن بغداد أصبحت عاصمة الإمبراطورية الإيرانية.

نذكّر الأشقاء في العراق، والذكرى تنفع المؤمنين، بالتبرعات المستمرة والمساعدات العاجلة التي أمر بها حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه للنازحين العراقيين المهجرين من ديارهم، وليس في هذا الأمر فضل أو منة، بل هو واجب الأشقاء تجاه أشقائهم، وليس بمستغرب على حكام الكويت وشعبها المعطاء الكريم من قديم الزمن، وكذلك المشاريع الكويتية في محافظة البصرة وباقي المحافظات خير دليل وشاهد على حسن نوايانا وصدق تعاملنا، ونحن نمد يد العون إلى اشقائنا، ولا نستغرب أن يصل الحال بمن ينكر الفضل ويجحد الجميل، "ولا يبين في عينه شي" ولو قدمنا الغالي والنفيس له، إلى أن يتربص بنا الدوائر، وقد يأتي اليوم الذي سنطعن فيه من الظهر.

ثم أما بعد،،،

حفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه، في ظل حضرة سيدي صاحب السمو، حفظه الله ورعاه

ولا عزاء للحاقدين، ودامت أفراحك يا وطن، والقافلة تسير...!

back to top