من يراقب البنوك في عهد ترامب؟

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:00
بشكل وسطي يوجد لدى أكبر البنوك في الولايات المتحدة حالياً نحو 6 دولارات مقابل كل 100 دولار من الأصول، وذلك بحسب مقاييس المحاسبة الدولية، وهي نسبة أعلى من عام 2007، ولكنها لا تزال غير كافية لمواجهة أزمة مالية.
 بلومبرغ • بعد حوالي عقد من الزمن على الأزمة المالية المدمرة التي شهدها العالم يظل استعداد الولايات المتحدة ضعيفاً بالنسبة الى احتمال حدوث مثل تلك الأزمة مرة اخرى، ولهذا السبب فإن ما يثير القلق أن يقرر دانييل تارولو وهو مسؤول مجلس الاحتياطي الفدرالي الذي بذل قصارى جهده من أجل الحفاظ على بقاء البنوك الأميركية قوية التنحي عن منصبه، كما أن الأكثر أهمية أن يعثر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شخص موثوق ليحل محل تارولو.

لقد كشفت أزمة عام 2008 ضعف أسس النظام المالي في الولايات المتحدة، وكان لدى البنوك القليل من رأس المال من أجل استيعاب الخسائر في حال حدوثها وهو ما أفضى الى تعثرها بصورة سريعة واضعاف الاقتصاد القومي، كما أن ذلك ترك الحكومة من دون أي خيارات للتصرف ما عدا العمل على انقاذ تلك البنوك المتعثرة على حساب دافعي الضرائب، وكان النقص في السيولة النقدية قد أفضى الى جعل الأمور أكثر سوءاً وتسبب في عمليات بيع اضطراري وطارئ للأصول تسبب في مزيد من الخسائر أيضاً.

وكان دانييل تارولو الذي عُين في سنة 2009 وتصدر جهود اصلاح قانون «دود – فرانك» المالية قد تزعم مساعي تقوية النظام المالي في الولايات المتحدة. وقد تبنى مجلس الاحتياط الفدرالي متطلبات رأس مال تدعو الى قدر أكبر من المخصصات بقدر يفوق ما وضعته جهات التنظيم الدولية وعمد الى ربط تلك المتطلبات بقوانين سيولة تهدف الى ضمان احتفاظ البنوك بصورة دائمة بكمية كافية من المبالغ النقدية من أجل تلبية التزاماتها في الأجل القصير. وقد طرحت تلك المتطلبات اختبارات جهد نظامية تهدف الى تقييم قدرة البنوك على مواجهة أزمة مالية مع تحديد كيفية تجاوز الفشل من دون الحاق ضرر أوسع.

لكن عمل تارولو لم يحقق النتيجة المرجوة بعد، وبشكل وسطي يوجد لدى أكبر البنوك في الولايات المتحدة في الوقت الراهن حوالي 6 دولارات مقابل كل 100 دولار من الأصول وذلك بحسب مقاييس المحاسبة الدولية وهي نسبة أعلى من تلك التي كانت في سنة 2007، ولكنها لا تزال غير كافية لمواجهة أزمة مالية. كما أن اختبارات الجهد لا تزال غير واقعية بصورة كافية، وكانت لدى تارولو خطة لتحسينها ولكنه لن يكون موجوداً لمتابعة تطبيقها.

ويبدو أن تارولو يشعر بقدر من التفاؤل ازاء ما سوف يحدث بعد تنحيه، وهو يقول إن مبادئ دونالد ترامب الأساسية المتعلقة بالتنظيم المالي – والتي تشمل تفادي عمليات الانقاذ ومعالجة المخاطر المنهجية – تعتبر نقطة بداية جيدة. ومن المؤكد أن المحافظة على اندفاع تارولو الرامي الى تحقيق المزيد من رأس المال سوف تشكل طريقة ممتازة للمضي قدماً في تطبيق تلك المبادئ، ومن الأهمية بمكان، وعبر جعل النظام المالي أكثر مرونة، أن يسمح ذلك أيضاً بتخفيف أعباء التنظيم في ميادين أخرى.

ويوجد لدى ترامب الآن ثلاثة شواغر في مجلس حكام الاحتياطي الفدرالي، ويعتقد أكبر مستشاريه الاقتصاديين أن الجهاز العامل يشكل سياسة، ولنأمل أن يتم اختيار أشخاص يتمتعون بالقدرة على انهاء ما كان تارولو قد بدأ العمل فيه في المقام الأول.

نقص السيولة النقدية تسبب في عمليات بيع اضطراري وطارئ للأصول وهو ما ترتب عليه مزيد من الخسائر
back to top