داء المفاصل التنكسي... حسّن صحة عظامك

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:00
No Image Caption
مع التقدم في السن، يؤثر إرهاق المفاصل الطبيعي على الغضروف، مما يؤدي إلى أمراض تنكسية على مستوى المفاصل. اكتشف أفضل الطرائق للاعتناء بمفاصلك.
عند الإصابة بهشاشة العظام، تصبح الأخيرة مسامية أو أقل كثافة وتزداد ضعفاً. لا تسبب هذه الحالة أي ألم أو أعراض أخرى إلا إذا حصلت كسور. أما مصطلح التهاب المفاصل، فيشير إلى مشاكل تصيب المفاصل والأنسجة المحيطة بها وتترافق مع التهاب وألم.

على صعيد آخر، يشير الفصال العظمي إلى مرض مؤلم يصيب الوركين والركبتين والعنق وأسفل الظهر ومفاصل اليدين الصغيرة.

يتطور الفصال العظمي غالباً عند استنزاف الغضروف الذي يحدّ أطراف العظام في المفصل. نتيجةً لذلك، تحتكّ العظام ببعضها بعضاً وتتراجع مرونة المفاصل وقد تتطور نتوءات عظمية وتتورم المفاصل. يتعلق أول مؤشر على الفصال العظمي بتفاقم الألم بسبب التمارين الجسدية أو قلة الحركة. لا تسبّب هشاشة العظام أي أعراض محددة بينما يكون التهاب المفاصل مؤلماً جداً. يشعر العداؤون مثلاً بألم في الركبة. لذا يجب أن تتلقى علاجاً سريعاً حالما تشعر بأي نوع من الألم في المفاصل، لا سيما بعد حصص الرياضة.

الشباب والمفاصل التنكسي

يميل الشباب اليوم إلى زيادة حركتهم عبر ممارسة تمارين مكثفة وصادمة ويتجاهلون الإصابات أحياناً ظناً منهم أنها ستُشفى من تلقاء نفسها. يعوّض الجسم عن الأضرار طبعاً، لكن قد تكلّفك الإصابات الحادة ثمناً باهظاً على المدى الطويل.

لما كانت أمراض المفاصل لا تنحصر في فئات عمرية محددة، فلا يكون الشباب بمنأى عن مرض المفاصل التنكسي. ربما تصاب بالتهاب المفاصل في عمر العشرينات أو الثلاثينات لكن تنجم المشكلة غالباً عن اختلال التوازن الكيماوي في الجسم. حتى أن الشخص قد يصاب بأحد أمراض المفاصل من دون وجود تاريخ عائلي بها. وتتعدد أسباب مرض المفاصل التنكسي في حالات مماثلة، من بينها استنزاف المفاصل والإصابات والبدانة وآثار الشيخوخة وسوء وضعية الجسم، لا سيما خلال الحمل.

أثر التمارين الجسدية

يمكنك أن تمارس تمارين المقاومة لزيادة كثافة العظام، وتشمل حركات التمطط والانحناء والزحف والتسلق والمشي السريع ورفع الأوزان المعتدلة واستعمال الأربطة المطاطية... يُجمِع الأطباء على اعتبار الركض أبرز نشاط قادر على التسبب بإصابات في المفاصل. لا يدرك كثيرون أن الركض على مساحة صلبة يؤثر في الركبتين أكثر من الركض على سطح ناعم بثماني مرات. تُعتبر اليوغا بديلاً جيداً لكل مصاب بمرض المفاصل التنكسي لأنها تساهم في زيادة كثافة العظام. لكن إذا كنت تشعر بالألم أو تعرّضت لإصابة سابقة، يجب أن تمارس التمارين الجسدية بحذر أو تستشير طبيبك أولاً.

بدوره، يساهم فقدان الوزن بفضل التمارين المنتظمة في تقوية العظام بينما تضعف كثافتها بسبب الوزن الزائد. في هذا السياق، يُعتبر النظام الغذائي عاملاً مؤثراً آخر تزامناً مع ممارسة الرياضة: لما كنت تُشغّل جسمك باستمرار، فيجب أن تستهلك البروتينات لبناء عضلاتك وتحاول إصلاح تلك المتضررة منها. كذلك تُعتبر الدهون من أهم المغذيات التي يحتاج إليها الجسم بعد الماء والبروتينات.

الكولاجين لصحة المفاصل

يُعتبر الكولاجين البروتين الأكثر وفرة في الجسم كونه يشكّل 67 % من الغضاريف و85 % من الأوتار و70 % من الأربطة و25 % من العظام، ما يجعله عنصراً مهماً بالنسبة إلى العظام والعضلات. يمكن تخفيف حدّة أمراض المفاصل عبر استهلاك مفاصل الحيوانات في أطباق الحساء والمرق. على صعيد آخر، تسمح الخضراوات الورقية الداكنة بزيادة إنتاج الكولاجين في الجسم كونها تحمي من الجذور الحرة التي تفكّك الكولاجين. أما الخضراوات الحمراء مثل الشمندر والطماطم فغنية بعنصر الليكوبين الذي يعزز إنتاج الكولاجين أيضاً. ويحتوي الثوم على عنصرَي الليبويك والتورين اللذين يساهمان في تجديد الكولاجين المتضرر.

كذلك تتعدد الأعشاب التي تخفف ألم المفاصل مثل عشبة النقرس التي خضعت لدراسات مكثفة ولوحظ أنها تحسّن تدفق الدم في المفاصل. وأثبتت دراسات أخرى أن ببتيدات الكولاجين تستطيع تحسين صحة العظام والمفاصل عبر زيادة كثافة العظام والمعادن وتحفيز الخلايا المسؤولة عن بناء العظام رغم وجود الخلايا الآكلة.

يشكل استهلاك ببتيدات الكولاجين خطوة مفيدة على مستوى أيض العظام، وتحديداً عند الإصابة بمشاكل مرتبطة بنقص الكالسيوم مثل هشاشة العظام، من دون مواجهة أي آثار جانبية غير مرغوب فيها. أثبتت الدراسات أيضاً أن أخذ 10 غرامات من ببتيدات الكولاجين يومياً، خلال فترة تتراوح بين 4 أسابيع و24 أسبوعاً، يزيد كثافة العظام.

back to top