فرنسا: «اغتصاب تيو» يقتحم الانتخابات الرئاسية

● لوبن تدعم الشرطة في وجه المتظاهرين «الحثالة» وابنة شقيقتها تتهم مسلمين بشغب الضواحي
● أمون: خطابها يشجع على العنف
● فيون يدعو مسلمي فرنسا إلى «صرخة غضب» ضد المتطرفين

نشر في 14-02-2017
آخر تحديث 14-02-2017 | 00:03
فيون داخل مسجد نور الإسلام في جزيرة لا ريونيون (أ ف ب)
فيون داخل مسجد نور الإسلام في جزيرة لا ريونيون (أ ف ب)
أصبحت قضية اعتداء عناصر من الشرطة الفرنسية جنسياً وجسدياً على شاب أسود يدعى تيو أحد العناوين الرئيسة للمرشحين للرئاسة الفرنسية.
في هذا السياق، عبرت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن عن دعم الشرطة، منتقدة التظاهرات التي خرجت في ضواحي باريس تنديداً بسلوك الشرطة، في حين دان منافسها الاشتراكي خطابها قائلاً إنه يشجع على العنف.
تسللت قضية شاب فرنسي أسود يدعى تيو، كان قد تعرض لعنف واعتداء جنسي من خلال اغتصابه بهراوة من قبل عناصر من الشرطة في 2 الجاري، إلى حملات الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بعد تظاهرات انزلقت الى العنف والشغب في مدينة بوبيني، الضاحية الواقعة شمال شرق باريس، وبدرجة أقل في ضواحي أولني-سو-بوا في دائرة سين- سان- دوني التي يتحدر منها تيو.

وتم توقيف عشرات الأشخاص منذ أن اندلعت التظاهرات قبل أيام، مذكرة بتظاهرات مماثلة في عام 2005، إلا أن الحادثة التي أثارت الغضب كانت إحراق المتظاهرين في بوبيني سيارة تستقلها عائلة. وتمكنت الوالدة من إخراج طفلها البالغ من العمر عامين، لكن ابنتها التي تبلغ من العمر 6 سنوات بقيت في السيارة، الى أن أنقذها فتى يدعى أمانويل تولا في الـ 16 من عمره، وهو أحد المتظاهرين الذين كانوا يغادرون المكان. ووجهت الى أحد الشرطيين الأربعة الذين أوقفوا تيو تهمة الاغتصاب، وإلى الثلاثة الآخرين تهمة ارتكاب أعمال عنف.

لوبن

وفي تعليقها على قضية تيو الذي تعرض للعنف ولاعتداء جنسي من قبل 4 عناصر من الشرطة، عبرت لوبن عن دعمها المبدئي للشرطة، قائلة إنه من «الخطير أن يقوم مسؤولون سياسيون بإلقاء اللوم على الشرطة».

وهاجمت المرشحة الرئاسية المتظاهرين في ضاحية بوبيني، مدينة «العنف الذي لا يطاق الذي يستهدف رجال الشرطة، وسط صمت الحكومة». وقالت إن السلطة لم تتعلم الدروس من شغب الضواحي الذي وقع في عام 2005، مضيفة أن «بلطجية والحثالة يبحثون عن ذريعة لصب حقدهم وكرههم لفرنسا».

وزارت لوبن، أمس، كورنيش بروموناد ديزانغلي الذي شهد هجوم نيس الذي قالت إن «الإرهاب الإسلامي هو الذي نفذه»، مضيفة أن «السلطة لم تقم بأي شيء منذ الهجوم لوقف التهديد الإسلامي».

اما ابنة شقيقتها النائبة ماريون ماريشال لوبن، فقد انتقدت الرئيس فرانسوا هولاند، قائلة إنه زار الشاب تيو، لكنه لم يقم بزيارة 300 شرطي أصيبوا خلال الاحتجاجات على قانون العمل. ووزعت ماريون لوبن شريطا مصورا لمتظاهرين في ضاحية بوبيني، وهم يهتفون بعبارة «الله أكبر»، بعد أن حاولت الشرطة تفريقهم.

أمون

وجدد مرشح الحزب الاشتراكي بنوا أمون دعمه للشاب تيو، مضيفا أن رجال الشرطة يجب أن يقدموا أداء مثاليا في الخدمة. ودان «اعتبار الانتقادات التي وجهت الى الشرطة بأنها إهانة من بعض مسؤولي نقابات العاملين بالشرطة. كما استنكر الطريقة «الاستغلالية» التي تعاملت بها منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» مع القضية.

وأكد أنه من الضروري مواجهة لوبن، معتبرا أن «خطابها يصب الزيت على النار، ويتسبب في اضطراب، كما أنه يشجع على العنف من خلال خطاب الكراهية والسخط الانتقائي»، ومضيفا أن «مشروعها يتغذى على كل ما يهين فرنسا وتاريخها».

في سياق آخر، من المتوقع أن يتم خلال هذا الأسبوع توجيه تهم بالاحتيال إلى مرشح الرئاسة الفرنسي، عن حزب الجمهوريين (يمين الوسط) فرانسوا فيون، وزوجته البريطانية المولد بينيلوب، وقد يحالان إلى المحكمة على الفور، ما سيقضي على أمل فيون في الرئاسة.

وكان فيون قد زار أمس مسجد سان دوني دو لا ريونيون، أقدم مسجد في البلاد، والذي دشن في 1905 في الجزيرة التي تعد حاليا 850 ألف شخص، بينهم

5 في المئة من المسلمين و85 في المئة من المسيحيين الكاثوليك.

وقال فيون إنه يود رؤية «صرخة غضب واحتجاج تصدر عن المواطنين الفرنسيين المسلمين ضد المتطرفين، وليس فقط ضد الإرهابيين وضد من يحرفون رسالة الإسلام ويدعون الى الانقسام بين المسلمين».

وأضاف: «أنا أطالب بحظر جميع من هم في تناقض دائم مع قيم الجمهورية (..) وللجمهورية الحق في الدفاع عن نفسها ضد من يدعون إلى تدميرها».

وردا على تعليق من مسؤولين مسلمين على شعار فيون بضرورة هزم «التسلط الإسلامي»، قال المرشح اليميني: «أفهم أن تكونوا مصدومين حين نتحدث عن تسلط إسلامي»، مضيفا «من الأفضل أن نقول إنهم متسلطون يدعون الإسلام ويلوحون براية الإسلام، ويحاولون احتكار الإسلام». كما دعا فيون الى أن يكون «المجلس الفرنسي للدين الإسلامي» سلطة دينية فقط، قائلا: «لا أعتقد أننا نحتاج الى منظمة إسلامية ذات طابع سياسي في فرنسا». وتابع: «نحتاج الى إسلام متحرر من التأثيرات الخارجية»، مشيرا الى وجود «تأثيرات خارجية غير بريئة (...) لها هدف سياسي».

وكان مسؤول المسجد إقبال انغار قال في كلمته إن «خطابا عنصريا تفشى في البلاد ويعود للمسؤولين إعطاء المثل» في مواجهته. وأضاف «اجعلوا خطابات هذه الحملة الانتخابية متوازنة وهادئة وفي مستوى التحديات». وتابع انغار «مهما فعل، يربط المسلم دائما بديانته، فلا غرابة بعد ذلك في أن يتصاعد الشعور الطائفي».

وقال رئيس المجلس المحلي للديانة الإسلامية حسام عمودي: «يصيبنا الهلع من استخدام وصف الإسلامي مع الارهاب، لا علاقة بتاتا للأمر بالإسلام».

back to top