نقطة: لا تصير ذاك اللي انت خابر...

نشر في 11-02-2017
آخر تحديث 11-02-2017 | 00:14
 فهد البسام لا تصدق كل ما يقال ولا تركض وراء كل شعار، واعلم دائماً أن تحت الأمور أموراً، فما تراه ليس إلا زاوية واحدة فقط من 360 زاوية مختلفة، ولا أحد يرى الصورة كاملة، ولا يمتلك الحقيقة المطلقة ولا حتى نصفها، وقاع جبل الجليد دائماً أكبر من قمته كما أخبرونا، وكلما زاد الصوت ارتفاعاً والتهديدات حدة زاد منسوب الكذب والدجل والتجني، ولا تتسرع بالسير خلف كل من رفع لافتة وادعى الشجاعة ورفع صوته صارخاً بكلام إنشائي مقفى أو اتهم شخصيات وهمية لا يجرؤ على ذكر اسمها، فأغلب ما يقال في هذه الحالات تأليف وافتراء، لأنهم متيقنون بأن الشخصيات الوهمية لا تملك حق الشكوى لعدم وجود محاكم في أرض الخيال الواسع، كما أن أغلب من تجري وراءهم لا يعلمون لماذا جاءوا أصلاً، وتذكر أنه كثيراً "ما تُحشى بالتبن فقاعات الصابون"، واحذر شديد الحذر ممن يغلف أهواءه المريضة ورغباته الدنيئة باسم الشعب، فالجرائم التي ترتكب ضد الشعب باسم الشعب غالباً ما تكون أشد ضرراً على الشعب من تلك التي تقترف بدافع المنفعة الشخصية، والأخطر ممن يتاجر باسم الشعب المسكين من يقحم مقام الله جلت قدرته في سبيل تحقيق مصالح وأهداف دنيوية رخيصة جداً، فليس كل من ربى ذقنه اتقى ربه، فقد يكون الشيء الوحيد المتربي لديه هو ذقنه، فالإيمان الحقيقي هو ما وقر بالقلب وصدقه العمل، فإذا لم يصدقه فهو نفاق وتحايل من الطراز الرفيع سريع التسويق والبيع، فلا تنخدع به وتشتره بأغلى الأسعار، وهناك فرق كبير، لكنه قد يكون صعب التمييز في البداية بين من يسعى إلى الإصلاح وبين من يسعى ليظهر بمظهر الإصلاحي، كما أن تشجيع الأندية والفرق الرياضية يختلف عن تشجيع الأحزاب ورجال السياسة، ففي الأولى تنصر فريقك غالباً أو مغلوباً، وبالثانية إن فعلتها سيستصغرونك، وستصبح من ضمن القطيع المضمون، ولن يكون لك ولرأيك بعدها أي قيمة، أما إذا كانت كل الفرق أسوأ من بعض فلست مضطراً إلى أن تشجع أحداً من البداية، وإذا رأيت أحداً يكثر من الكلام عن أمر ما، فاعلم أن هذا ما ينقصه ويريد أن يقنعك بأنه يملكه بكثرة، هذا وليست الشجرة المثمرة فقط هي من تقذف بالحجارة، فحتى الأشجار الميتة والخبيثة قد تكون هدفاً للقذف والحرق أحياناً، وابتعد عن صراعات الكبار وانأ بنفسك عنها، ولا تكن سلاحاً فتكسر ولا درعاً فتخرق، وابتعد أكثر عن صبيان الكبار مهما تغيرت وجوههم وألسنتهم، فلا يليق بك أن تكون أداة، فما بالك إن صرت أداة لأداة؟، فأمثال هؤلاء حتى أدوات النصب أشرف منهم، فهي على الأقل لا تنصب إلا إذا دخلت على الفعل المضارع ولا ترفع أحداً، أما هم فينصبون عليك وعلى كل من يجدوه في طريقهم ليرفعوا كل واطٍ لا يستحق الرفع، والثورة الحقيقة هي تنوير العقل وتحسين الذات، وما غير ذلك إلا دعايات من مستبدين يغارون من مستبدين، ولصوص يحسدون لصوصاً، وانظر حولك لتتأكد، وحاول أن تقرأ المكتوب على السطور جيداً قبل أن تتذاكى وتقفز لتقرأ ما تظنه مكتوباً بينها، هذا وليس بالضرورة أن يكون لك أعداء لأنك ناجح، فربما تكون مجرد غبي ومزعج تعيق طريق حياة الآخرين، لذا إذا أردت أن تنجو بنفسك وتنقذ روحك قبل أن تندفع في مشروعك المستمر في معاداة الآخرين وأنت في طريقك لتثبت لنفسك ولنا أنك الملاك المنقذ الوحيد لوطنك وربما العالم، فكر جيداً وراجع نفسك ثم راجع نفسك وفكر جيداً مرة أخرى، قبل أن تتخذ قرارك وتحدد اتجاهك وتخطو أي خطوة أو تبدي أي رأي، حتى لا تكون أنت المقصود بالعنوان أعلاه.

back to top