السعادة... إلامَ تفتقر لتشعر بها؟

نشر في 08-02-2017
آخر تحديث 08-02-2017 | 00:04
No Image Caption
السعادة هدف الجميع في الحياة. يؤكد البعض أنه يفتقر إلى «أمر» في حياته يحول دون بلوغه هذا الشعور. ولكن ما هو هذا «الأمر» الذي تحتاج إليه لتضفي لوناً ونكهة مميزين على حياتك؟
يختلف هذا «الأمر» باختلاف الأشخاص. يفتقر البعض إلى العلاقات الاجتماعية في حياته، في حين يعاني البعض الآخر ضيقاً في الوقت يحول دون بحثه عن السعادة. كذلك يعجز آخرون عن الشعور بالمتعة أو لا يقدرون نفسهم حق قدرها. إلى أي فئة تنتمي أنت؟ إليك اختباراً أعده علماء نفس يساعدك في تحديد إلامَ تحتاج كي تبلغ السعادة المنشودة.
الأسئلة:

اختر من الجمل الأربعين التالية

تلك التي تناسبك تماماً.

1 أنا حساس جداً.

2 أملك قدرة كبيرة على التحمّل ولا أتذمّر مطلقاً.

3 أكره فكرة تضييع الوقت.

4 يحتلّ إسعاد المقربين مني المرتبة الأولى في قائمة أولوياتي.

5 لا أطرح عموماً كثيراً من الأسئلة.

6 أواجه صعوبة كبيرة في التعبير عن مشاعري.

7 يكبّلني الخوف من الوقوع في الخطأ.

8 أشعر دوماً بأنني أرزح تحت عبء كبير.

9 أسعى دوماً إلى نيل رضا المقربين مني.

10 لا أحبّ الانتظار طويلاً.

11 يظنّ كثيرون ممن يحيطون بي أنني أميل بإفراط إلى المثالية.

12 أفضل أن أعمل وحيداً على أن أطلب المساعدة من الآخرين.

13 أبقى عموماً مطلعاً على كامل التفاصيل.

14 لا أهوى كثيراً الغوص في أعماقي وتأمل ذاتي.

15 أكره أن أكون أنا محور الحديث.

16 أتأثر كثيراً بما يقوله الآخرون عني وبالآراء التي يكوّنونها عن شخصيتي.

17 أعتبر العلاقات بين الناس نوعاً من صراعات القوى.

18 أحسد أحياناً الشخصيات السعيدة والدائمة الحماسة والحركة.

19 أتمنى لو أنني أملك المزيد من الوقت لأنجز أعمالاً إضافية.

20 أُلاقي صعوبة كبيرة في مواجهة الانتقادات.

21 أميل أحياناً إلى التمرّد في وجه السلطة.

22 أسارع أحياناً إلى العمل قبل أن أفكر في ما أقوم به.

23 ما من نشاطات تستهويني خارج إطار عملي.

24 أتصرف أحياناً بطريقة خرقاء، فأبدو أهوجاً أو عنيفاً.

25 لا أقدّم الهدايا لنفسي مطلقاً.

26 لا شك في أن التأمل يعود علي بفائدة كبيرة، إلا أنني لا أملك متسعاً من الوقت لممارسته.

27 أدرك جيداً أن البعض يعتبرني بارداً بعض الشيء أو منطوياً على ذاتي.

28 قلما أشعر بالأمان.

29 يبدو لي تخيّل حياتي في المستقبل أكثر سهولة من إعادة التفكير في الماضي.

30 أحسد أحياناً من لا يواجهون أي صعوبات في بناء العلاقات.

31 قلما تخيّب الحياة والناس أملي.

32 قلما أصغي إلى حدسي.

33 قلما أعبّر عما أشعر به وأفكّر فيه أمام الآخرين، حتى لو كانوا مقربين مني.

34 أؤمن بأن للقدر دوراً كبيراً في حياتنا.

35 أسأم بسرعة.

36 أخشى فكرة أن أسيء إلى الآخرين أو أحدث بينهم شقاقاً.

37 لا أخشى الصعاب أو الالتزامات.

38 أكره فكرة إزعاج الآخرين.

39 لم أحقق أياً من رغباتي الصغيرة أو الكبيرة في الحياة أو حققت الجزء اليسير منها.

40 أفكّر بسرعة وأعمل في الحال وأحب ذلك.

التحليل: إلام تفتقر؟

غالبية «أ»: تحتاج إلى مزيد من العلاقات

العقبات: تخشى أن تزعج الآخرين، أو أن تتعرّض للرفض، وتواجه صعوبة في نسج العلاقات وتوطيدها، لذا تفرض نفسك بطريقة عدائية أو غير كافية... من الممكن لشعورك بأنك «تطفو» على سطح الحياة، وأنك منقطع نوعاً ما عن الآخرين، وأنك تعيش في عالم موازٍ... أن يغذي بطريقة لاواعية إحساسك بأنك تعيش حياةً فارغة من أي معنى. تُظهر دراسات أُجريت أخيراً وتناولت «التعاطف» أن للتشاطر، والتبادل، وإقامة علاقات اجتماعية، وبناء الصداقات تأثيراً إيجابياً في صحتنا الجسدية والنفسية. ويعود ذلك إلى أن الآخرين يساهمون في تعميق وجودنا ويساعدوننا على تحديد هويتنا الحقيقية والموضع الذي بلغناه في حياتنا. ومن دون هذه المرآة التي تعكس صورتنا بقدر ما تكشف لنا شخصيتنا ومكنوناتنا، نتحول إلى أناس هائمين على وجوههم لا ماضٍ لهم ولا مستقبل. ربما يعود هذا النقص في العلاقات إلى ثقافة عائلية منطوية على ذاتها، أو إلى تربية لم تتح أمامك المجال الكافي للتعبير عن مشاعرك أو أفكارك الشخصية. ولا شك في أن هذين السببين كافيان ليولدا القلق الاجتماعي.

الأولويات: عليك أن تخرج من شرنقتك. ابدأ بالتشكيك بمعتقداتك وأفكارك التي تؤسس عليها حياتك: لا يعني إقامة علاقة شخصية لصيقة أنك تعري نفسك أو تلغي القيود والضوابط كافة من حياتك. على العكس، تسعى بهذه الخطوة إلى تحسين حياتك وتطويرها. علاوة على ذلك، يمكنك أن تثبت مكانك بين الآخرين من دون أن تلجأ إلى العدائية أو الخضوع. بعد ذلك، اعمل على نسج علاقات جديدة مستغلاً الأوضاع اليومية التي تجد نفسك فيها، معتمداً في ذلك على سياسة «الخطى الصغيرة المتتالية». على سبيل المثال، يمكنك أن تعبّر عن رأيك بوضوح إنما بسلاسة، وأن تطلب مساعدة الآخرين، وأن تأخذ المبادرات من دون أن تتعرض للصدّ أو الرفض. وبالاستناد إلى تجارب مماثلة، تنجح في تعميق علاقاتك أكثر بالتعبير عن مشاعرك قولاً وعملاً بدل الاكتفاء بذكر آرائك.

لا داعي لأن تبحث طويلاً عن تعريف معنى عبارة «علاقة لصيقة»: تشمل هذه العلاقة أن يقدّم الإنسان من ذاته شيئاً يتخطّى المسائل المهنية أو الفكرية البحت.

غالبية «ب»: تحتاج إلى مزيد من الوقت

العقبات: تفتقر إلى الصبر، وتسعى إلى الكمال في كل ما تقوم به، وتخشى العوز، كذلك تحاول إنجاز مهام عدة دفعة واحدة... عندما نتعامل مع الوقت كما لو أنه تحدٍّ نخوضه أو عدو نواجهه، نعجز عن التأمل في معنى الحياة بوضوح، وهدوء، واتزان.

يساعدك فرط النشاط الذي تعيشه في تفادي خوض مواجهات قد تسبب لك القلق، ومواجهات مع الفراغ والبطء اللذين يرغماننا على الغوص عميقاً في نفسنا. نتيجة لذلك، نصبح كمن يعيش في حاضر مستمر لأن هذا هو الشعور الذي يولده فرط النشاط. وبهذه الطريقة، ننجح في التهرّب من تحديد الاتجاه الذي نسير فيه، ومن الغوص في تفاصيل قصتنا والحياة التي نعيشها.

لكن فرط النشاط هذا والسعي إلى بلوغ الكمال يحولان أيضاً دون إجابتنا عن سؤال وجودي بالغ الأهمية: «ما الذي أريده حقاً لنفسي؟». تدفعنا هاتان الصفتان إلى التلهي وتبعداننا عن المواجهة. أما أسباب هذه الحالة، فتعود إلى الخوف من الالتزام (لأنك تخشى أن تخطئ، أن تخيّب آمال الآخرين، أو أن تُصاب أنت نفسك بخيبه أمل) أو إلى صعوبة في الإصغاء إلى حاجاتك ورغباتك الفعلية.

الأولويات: عليك أولاً أن تحدّد أولوياتك. خصص الوقت الكافي لتجيب عن هذين السؤالين: ما هي أهدافك الكبرى في الحياة؟ وعلامَ تندم حقاً إن وافتك المنية في غضون دقيقتين؟ لا تتردد في تدوين إجابتك. ثم ابتع أجندة أسبوعية ودوّن فيها ما تقوم به كل يوم (كلمة لكل نشاط). خصص بعد ذلك الوقت لتقيّم نشاطاتك (على مقياس من واحد إلى عشرة) وتحدّد المتعة التي ولّدها فيك كل منها ومدى إتقانك لهذا النشاط.

في نهاية كل أسبوع، عاود قراءة يومياتك اليوم تلو الآخر وتأمل الوقت والجهد اللذين تخصصهما للنشاطات التي تغذي أهدافك المهمة في الحياة وتحول دون شعورك بالندم. من خلال هذا التمرين، تتوصل إلى اكتشاف ما يسمح لك بالتواصل حقاً مع ذاتك، وتحقيق أهدافك في الحياة، والشعور بسعادة حقيقية.

غالبية «ج»: تفتقر إلى المتعة

العقبات: تعطي الأولوية لما يجب القيام به ولما عليك فعله، يثقل الروتين كاهلك، ويتملكك الشعور بالذنب... يحول هذا القدر الكبير من «المتعة المكبوتة» دون غوصك عميقاً في معنى الحياة والوجود. فمن دون المتعة، كيف لك أن تعرف ما إذا كانت الحياة التي تعيشها من اختيارك أم أنها مفروضة عليك؟ بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر المتعة بمفهومها الأعمق والأشمل العنصر الأهم الذي يكشف لنا ما إذا كانت أعمالنا وخياراتنا منسجمة مع قيمنا، ورغباتنا، وأولوياتنا. وقد يعود العجز عن الاستمتاع بالحياة إلى عاملَين رئيسَين: نتيجة لنظام تعليم متشدد لا يُشجَّع الولد على العمل بمفرده (أو الأسوأ من ذلك، يُمنع من ذلك ويُنهى عنه) واتخاذ القرارات التي تجلب له السعادة والمتعة. أما العامل الثاني، فيشمل اتباع نموذج عائلي لا يشكّل فيه أي عمل مصدر متعة. على العكس، تُنجز الأعمال فيه بدافع «الواجب» لا أكثر. مع هذا النموذج، يتحرك الإنسان وفق ما تمليه عليه التزاماته أو روتينه. يمكن لهذين العاملين، وفق الشخصيات ومدى تأثرها بهما، أن يولِّدا تراجع القدرة عن الشعور بالمتعة (تماماً على غرار مرضى الكآبة)، والإحساس بالذنب عند الشعور بمتعة عابرة، والعجز عن الرغبة فيها، فضلاً عن استحالة القيام بخيارات تستند إلى رغبات شخصية.

الأولويات: عليك أن تخرج من حالة التعوُّد التي تعيشها. ابحث عما ولّد، ويولّد، وقد يولّد فيك، ولو بطريقة عابرة، مشاعر إيجابية مثل الرضا، والفخر، والفرح، والحماسة وأعدّ لائحة به. وإذا رغبت في جعل بحثك هذا أقل صعوبة، فاطرح الأسئلة على أفراد العائلة، تأمل صور الماضي، وغص في ذكرياتك. يمكنك أيضاً اللجوء إلى الكتابة الحرة: دوّن على ورقة «أشعر بالسعادة عندما...» واترك قلمك ينساب بحرية من دون أي قيود أو ضوابط. أطلق العنان لأفكارك ومخيلتك. لا شك في أن جهودك هذه ستثمر وستكشف لك خطوطاً عريضة، وأفكاراً، ورغبات. حاول عندئذٍ أن تضيف إلى روتينك اليومي أكبر قدر من أعمال وخيارات تنسجم مع هذه الخطوط والأفكار والرغبات، وتمنحك المتعة والسعادة.

غالبية «د»: تحتاج إلى ثقة أكبر بالنفس

العقبات: تميل إلى إرضاء الغير وتتفادى إثارة المشاكل أو مخالفة الآخرين الرأي. على العكس، تصغي إليهم وتعمل جاهداً لتسدّ حاجاتهم كافة وتلبي جميع رغباتهم... ولكن من الصعوبة بمكان أن نعثر على معنى حقيقي للحياة عندما نرفض الإصغاء إلى رغباتنا وحاجاتنا الخاصة ولا ننجز المشاريع التي نحلم بها، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.

إلا أن الخروج من هذه الدوامة يتطلب مقداراً معيناً من الثقة بالنفس، فضلاً عن التمتع بالقدرة على رفض رغبات الآخرين لا الاستجابة لها فحسب. تعتمد الثقة بالنفس على عوامل رئيسة ثلاثة: الأول والأكثر أهمية بينها القيمة الفعلية التي نوليها لأنفسنا (لا تختلف هذه القيمة باختلاف الظروف التي نمر بها)، يليه الأداء (يعزّز النجاح ثقتنا بنفسنا ويضعفها الفشل)، ثم تقدير الآخرين لنا. ولكن إذا كان العامل الأول واهياً، لا تعود للعاملين الآخرين أهمية تُذكر. إن كنا لا نقدر نفسنا حق قدرها، يمنعنا تراجع ثقتنا بنفسنا من صوغ حياتنا بطريقة تتلاءم مع حدسنا، ورغباتنا، وأحلامنا، وتطلعاتنا، هذا إن كنا لا نزال نملكها ولم تضمحل بمرور الوقت. يقتل تراجع الثقة بالنفس رغباتنا ويمنعنا عن إيجاد المتعة في تحقيقها.

الأولويات: اسعَ لتكتشف مجدداً المجالات الشخصية التي تبرع فيها. ابدأ بتحديد ما إذا كان الصوت الذي تسمعه في داخلك، هذا الصوت الذي يمنعك من إنجاز شتى الأعمال، ينهيك عن هذا أو ذلك، أو يفرض عليك ما تفعله، هو صوت المنطق والحذر أو صوت الماضي الذي يكبّلك ويحول دون إقدامك على أي مبادرة. تمرّن بعد ذلك على مخالفة المحيطين بك رأيهم. اطلب مساعدة أشخاص تثق بهم وحاول أن تأخذ المبادرات قدر المستطاع، حتى لو ظلت شخصية ولم يتطع عليها الآخرون. وأخيراً، اسعَ كل يوم لتضفي طابعاً شخصياً على أعمالك (أسلوبك في اللبس، الطهو، الاسترخاء...)، ذلك بالإصغاء إلى حدسك و/أو رغباتك الشخصية بدل الاعتماد على عاداتك وروتينك اليومي.

الآخرون يساهمون في تعميق وجودنا ويساعدوننا على تحديد هويتنا الحقيقية

تراجع الثقة بالنفس يقتل رغباتنا ويمنعنا من إيجاد المتعة في تحقيقها
back to top