إصلاحيو إيران يتخلون عن روحاني

قرروا ترشيح شخصية إصلاحية للانتخابات الرئاسية

نشر في 05-02-2017
آخر تحديث 05-02-2017 | 00:07
روحاني
روحاني
بعد مد وجزر، اجتمع زعماء التيارات الإصلاحية الإيرانية، قبل نحو 10 أيام، في منزل الرئيس السابق محمد خاتمي، ليقرروا استراتيجيتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مايو المقبل.

وطغى على الاجتماع موضوع دعمهم للمرشح الرئاسي القادم، أسيكون للرئيس روحاني، الذي يعتبر محافظاً معتدلاً، أم لمرشح إصلاحي آخر؟

وأصرّت شخصيات محسوبة على «حمائم» الإصلاحيين على عدم دخول التيارات الإصلاحية الانتخابات بأي مرشح، وأن تحشد قواها خلف روحاني، في حين اقترح «صقور» الإصلاحيين الدخول بمرشح مستقل كـ»خطة ب»، إذا تبين أن الجمهور الإصلاحي سيمتنع عن التصويت لروحاني.

وبعد بحث مستفيض تطرق أيضاً إلى موضوع الدخول في انتخابات مجالس البلدية، أيكون بلوائح مشتركة مع مرشحي روحاني أم بلوائح منفصلة؟ قرر المجتمعون ترشيح شخصية إصلاحية لانتخابات الرئاسة المقبلة، وفي الوقت نفسه تقديم لائحة مطالب وضمانات من روحاني، إذا وافق عليها سحب الإصلاحيون مرشحهم بعد التأكد من أن الجمهور الإصلاحي مستعد للتصويت له.

وقال محمد زارع فومني الأمين العام للحزب «الإصلاحي الشعبي»، وهو أحد الأحزاب المنضوية تحت لواء الإصلاحيين، لـ»الجريدة»، إن الإصلاحيين لن يعطوا شيكاً على بياض لروحاني، بل لديهم شروط يجب على الرئيس أن يضمن تلبيتها، مؤكداً أنهم مصّرون على دخول انتخابات مجالس البلدية بلوائح منفصلة.

وتجدر الإشارة إلى أن الإصلاحيين دخلوا انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس خبراء القيادة الماضية بكتلة مشتركة مع أنصار روحاني والرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني من المحافظين المعتدلين في لوائح سميت لوائح «أوميد» (الأمل).

وصوت الجمهور الإصلاحي لهذه اللوائح كاملة دون تشطيب، بشكل متعصب ولافت للنظر، بعد أن طالبهم محمد خاتمي بذلك لقطع الطريق أمام أي اختراق للمحافظين.

وكان لافتاً للنظر أيضاً أن «لائحة أوميد في العاصمة طهران مثلاً حصدت كل المقاعد، وذلك بسبب التزام الجمهور الإصلاحي باللائحة كاملة».

وبعد فوزهم، عمل النواب المحافظون المعتدلون المؤيدون لروحاني، الذين يدينون بفوزهم للإصلاحيين، وفق اتجاهاتهم الخاصة، وغالباً ما تكون عكس إرادة الإصلاحيين، خاصة عندما لم يقم هؤلاء بالتصويت لزعيم لائحة الإصلاحيين في طهران محمد رضا عارف كرئيس للبلدية.

وبعد غياب رفسنجاني، الذي كان لديه القدرة على جمع الإصلاحيين والمعتدلين معاً، بدأ الكثير من «صقور» الإصلاحيين في المطالبة بالدخول في الانتخابات بمرشح إصلاحي بحجة أن الرئيس روحاني نكس بوعده في الانتخابات السابقة، حيث كان من المقرر، حسب الاتفاق الذي تم بينه وبين محمد رضا عارف مرشح الإصلاحيين الرئاسي في ذلك الحين، وتحت إشراف رفسنجاني وخاتمي، أن يعيِّن محمد رضا عارف نائباً له في حال فوزه، وأن يعطي أكثر من نصف كراسي الحكومة ومناصب إدارية كبرى من ضمنها نصف كراسي محافظي المحافظات للإصلاحيين مقابل أن ينسحب عارف لمصلحته في الانتخابات.

ويتخوف مناصرو روحاني من هذا الاتجاه، الذي من شأنه أن يحرم روحاني أصوات الإصلاحيين، وأن يؤدي إلى هزيمته، خصوصاً إذا ما استطاع المحافظون الدخول في الانتخابات بمرشح منفرد قوي.

back to top