Claire in Motion... ارتباك زوجة مفجوعة

نشر في 04-02-2017
آخر تحديث 04-02-2017 | 00:00
مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
يبدأ فيلم Claire in Motion (كلير تتحرك) بمشهد زوجٍ يودّع زوجته وهو يستعد للمغادرة إلى رحلة تخييم فردية. تقول له وهي نصف نائمة: «كن حذراً». فيجيبها: «تعرفينني!». لكنها لا تعرفه على ما يبدو، وسرعان ما يتّضح أن عدم معرفتها له سيكون محوراً أساسياً في مسار هذه القصة النفسية الغامضة والقاتمة والمؤثرة من كتابة المخرجتين المستقلتين آني هاول وليزا روبنسون وإخراجهما.
حين لا يعود بول هانغر (كريس بيتيم) إلى المنزل بعد بضعة أيام، تبلغ كلير (بيتسي برانت) الشرطة فتبدأ بعملية بحث مكثفة في غابات أوهايو حيث اختفى. لكنها لا تجد أي أثر له. حين يتوقف البحث بعد ثلاثة أسابيع، تتابع الزوجة توزيع ملصقات تحمل صورة زوجها المفقود في البلدة وتتمسك بأمل أن يكون حياً.

في غضون ذلك، تزيد عزلة ابنها الصغير كونور (زيف هاورث) الذي يفهم أكثر من أمه أن والده لن يعود. لكن متى اختفى بول على وجه التحديد؟ إنه السؤال المحوري في Claire in Motion ويظهر جزء من الجواب عبر شخصية أليسون (آنا مارغريت هوليمان)، طالبة ودودة وجذابة لكنها قوية ومثابِرة لدرجة تمنعنا من اعتبارها ظريفة! كانت أليسون تشارك بول في مشروع فني قبل اختفائه. ربما كانت أسرع مما ينبغي في تأكيد أنهما كانا مجرّد صديقين، إلا أنها تستمتع بكل وضوح في التحدث عن الجانب الروحي والإبداعي الذي اتّسم به بول ولم تكن كلير تعرف به.

كلير أستاذة رياضيات بينما كان زوجها عالم طيور. ربما يبدو التداخل والتناقض بين العلم والفن أشبه باستعارة مثالية لتحديد القوى المحتملة التي دفعت بول إلى الهرب من حياته (تحوّل الاستقرار والمنطق فجأةً إلى اتكال تام على الحدس والعواطف). لكن عموماً، لا يبدو أي جانب من فيلم Claire in Motion مدروساً بدرجة مفرطة. بل إنه يعرف وجهته لكنه حكيم بما يكفي كي يترك تلك الوجهة مفتوحة على الاحتمالات كافة.

سيتذكر مشاهدو التلفزيون برانت من مسلسل Breaking Bad (منحى سيئ) حيث أدّت دور شخصية مؤثرة اسمها ماري شرادر: تكون زوجة عميل في إدارة مكافحة المخدرات وتجد نفسها في نوع مختلف جداً من المشاكل الزوجية. تعاني ماري اضطراباً شائكاً ومتقلّباً يدفعها إلى التصرف بطرائق غير متوقعة، لكنّ وفاءها لزوجها وميلها إلى حمايته يطغيان على غضبها المتكرر منه.

أداء مختلف ودقيق

تبقى برانت محور فيلم Claire in Motion طوال 83 دقيقة تقريباً وتقدّم فيه أداءً مختلفاً لكن دقيقاً بالقدر نفسه عبر تجسيد دور امرأة «تحاول أن تصمد» كما تقول. حين تغوص كلير في عمق اللغز الذي لن ينتهي بأجوبة واضحة بل بنهاية عاطفية حادة، ستقترب من الانهيار لكنها لن تنهار. ستعاني وترتعب حتماً لكنها ستبقى منفتحة أيضاً، حتى عندما تسمع أليسون وهي تتكلم عن مكانتها الأفلاطونية لكن الحميمة في حياة بول.

قبل هذا الفيلم، كانت آني هاول وليزا روبنسون تعاونتا فيSmall, Beautifully Moving Parts (أجزاء متحركة صغيرة وجميلة) في عام 2011 حيث أدت هوليمان دور البطولة، وهما تشددان على أهمية «الحركة» في عنوان Claire in Motion. يظهر بعض اللقطات الهادئة في حلبة تزلج محلية وتحب المخرجتان تصوير البطلة وهي تمشي في الشارع أو تقود سيارتها بموازاة مساحة خضراء على موسيقى حزينة وحالمة من تأليف زاندر دويل.

تبقى تلك اللحظات المضطربة والحزينة قيّمة، لكننا لن نفهم خلالها ما إذا كانت كلير عالقة في دوامة أو أنها تبدأ مساراً طويلاً وشاقاً تمهيداً للمضي قدماً.

back to top