مقاومة ترامب ستقودها نساء غاضبات

نشر في 25-01-2017
آخر تحديث 25-01-2017 | 00:05
لو شهدنا يوم السبت التظاهرة الوطنية المذهلة غير المسبوقة، التي تُعتبر الأكبر على الأرجح في تاريخ الولايات المتحدة، في بلد آخر يقوده زعيم مستبد غير محبوب وموالٍ لبوتين لدعوناها الثورة الوردية، إذ تعكس هذه التظاهرات مدى عمق واتساع رفض الجزء الأكبر من البلد لرئيسه الجديد الغاضب والواهم.
 سلايت وقفت روندا بارنز، مدربة صحية في الرابعة والخمسين من عمرها من فرجينيا، يوم السبت في واشنطن، مع ابنتها ميشال ماغ البالغة من العمر اثنتين وثلاثين سنة وسط حشد كبير في المجمّع التجاري أثناء مسيرة النساء إلى واشنطن. كانت هذه أول تظاهرة سياسية تشاركان فيها.

لو شهدنا تظاهرة يوم السبت الوطنية المذهلة غير المسبوقة، التي تُعتبر الأكبر على الأرجح في تاريخ الولايات المتحدة، في بلد آخر يقوده زعيم مستبد غير محبوب وموالٍ لبوتين لدعوناها الثورة الوردية، إذ تعكس هذه التظاهرات مدى عمق واتساع رفض الجزء الأكبر من البلد لرئيسه الجديد الغاضب والواهم. ربما يتمتع ترامب بشرعية قانونية، إلا أنه يفتقر إلى الشرعية الديمقراطية، وتُظهر مسيرة النساء إلى واشنطن انفجار طاقة ضخمة، قبل هذه المسيرة دارت مناظرة محدودة في الأوساط الليبرالية عما إذا كان من الخطأ تمحور أول تظاهرة كبيرة مناهضة لترامب حول النساء بالتحديد. غرّد الباحث جوناثان شايت: "أعتقد أن رجالاً كثراً يفترضون أن "مسيرة النساء" يجب أن تقتصر على النساء، لذلك ظننت أن هذا الاسم لم يكن مناسباً لمسيرة مهمة مماثلة مناهضة لترامب". ولكن اتضح أخيراً أن بساطة الفكرة وراء المسيرة جذبت مَن لا يعتبرون أنفسهم من محبي المشاركة في التظاهرات.

يميل داعمو ترامب إلى الاستهزاء بمعارضيه، واصفين إياهم بـ"رقاقات الثلج" ومستخفين بحزنهم وخوفهم، ولكن يكون للمشاعر أحياناً تأثير سياسي كبير عندما تُستغل بالطريقة الصحيحة، فقد تنقلب الحركة التي تستطيع تحويل الإحساس بالذل إلى إحساس بالانتماء والإحساس باليأس إلى عامل فرح، إلى كرة ثلج كبيرة، ولكي نفهم ما حدث علينا أن نعي مدى الشعور بالأسى، والصدمة، وحتى الانهيار الذي ولّده في نساء كثيرات انتخابُ رئيس "التحرش بالمرأة".

تذكر جانا جيت لويب، محامية في الحادية والثلاثين من عمرها تعيش في بروكلين بنيويورك: "شعرت أنني تعرضت لانكسار دائم، أحسست بالهزيمة". ولا شك أن مشاهدة امرأة تُعتبر من أفضل مَن ترشحوا لمنصب الرئيس تخسر أمام رجل ماجن متعصب جنسياً يفتقر إلى كل المؤهلات الضرورية بدت الدرس الأقسى عن حدود مقدرات المرأة. لم تنوِ لويب في البداية المشاركة في المسيرة، لكن الرغبة في الحضور تغلبت عليها، وتمكنت من العثور على مقعد في القطار في تلك الليلة، وعن مشاعرها بعد الانضمام إلى المسيرة تقول: "شعرت أنني أستطيع التنفس بعمق أكبر. كان ذلك اليوم مذهلاً، وانتباني شعور لا يوصف، حتى إنني خشيتُ أن تتملكني مشاعر سلبية عندما يزول هذا الإحساس الجميل". ومن المؤكد أنها محقة، لكن هذا بالتحديد ما يدفعها هي ونساء كثيرات مثلها على المضي قدماً في مسارهن هذا.

* ميشال غولدبيرغ | Michelle Goldberg

back to top