هيبة الشيوخ بقتل الوزراء؟!

نشر في 28-05-2010
آخر تحديث 28-05-2010 | 00:00
 فالح ماجد المطيري لم يتفق الكويتيون طوال تاريخهم على شيء، كما اتفقوا على مشروعية ودستورية حكم آل الصباح، وهي مشروعية كفلت الحكم للأسرة الكريمة بالمبايعة لا بالغصب؛ وأطّرت تلك المبايعة بعد ذلك بالنص الدستوري الصريح في دستور 1962، وقد كانت ومازالت أسرة آل الصباح مثل المجال «المغناطيسي» الذي ينجذب إليه الشعب على اختلاف طوائفهم وأعراقهم، وفق علاقة الحب والاحترام، ولم يكن للخوف «والهيبة» والرهبة مكان في هذه العلاقة.

وقد أثار استغرابي وأسفي اتصال أحد أبناء الأسرة على إحدى المحطات الفضائية، وتلفظه بهذيان فارغ يريد به نزع العلاقة بين الأسرة الحاكمة والشعب من رحاب المحبة والألفة والاحترام، ليدخلها في دهاليز الخوف «والهيبة» والضرب بيد من حديد، والتهديد الصريح بقتل أحد الوزراء، وهو هذيان أجزم أنه أساء للعقلاء من أبناء الأسرة الكريمة ممن نكن لهم كل تقدير واحترام.

ما لا يفهمه هذا الشيخ الباحث عن «الهيبة» القائمة على الإرهاب والضرب بيد من حديد، أن الهيبة تزول بزوال أسبابها وأدواتها، بينما «المحبة» تبقى مزروعة في القلوب ومن المستحيل انتزاعها، ولو عاد بذاكرته إلى صيف 1990 لعرف الفرق بين «الهيبة» التي يبحث عنها ويهذي بها، والمحبة التي نحملها في قلوبنا لأسرة الحكم والولاء لوطننا.

وعلى الرغم من الإرهاب والتخويف والقمع الذي مارسته قوات صدام حسين، فإنها لم تستطع أن تفرض «هيبتها» أو تنتزع المحبة والولاء من قلوب من صمد من أبناء الكويت؛ وبرغم وجود الأسرة الحاكمة في الخارج، فإن أبناء الكويت قدموا لها المحبة والولاء، ولم تكن بحاجة إلى أن تضرب «بيد من حديد» لتحصل عليهما.

فلو أن هذا الشيخ الباحث عن «الهيبة « تذكر قصة استشهاد البطل «مبارك فالح النوت» برفضه إنزال صورة المغفور له الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، لعرف أن الإرهاب والقمع والضرب بيد من حديد لا تستطيع أن تنتزع المحبة والولاء من القلوب.

من المؤسف أن يبحث البعض عن «الهيبة» على أنقاض الدولة وغياب والقانون، ومن المؤسف أكثر أن «يؤجر» بعض أبناء الأسرة الحاكمة آذانهم وعقولهم لبعض المطبلين والمزمرين والمنافقين، ويصدقوا أن المحاسبة النيابية لبعض الوزراء من أبناء الأسرة مقصود بها الانتقاص من الأسرة بمجملها.

«الهيبة» التي بجب أن ينادي بها الشيوخ قبل غيرهم، هي هيبة القانون وفرض احترامه على الجميع، فليس من المعقول أن يهدد هذا الشيخ أحد وزراء الحكومة بالقتل عن طريق الفضائيات بحثا عن «هيبته».

المفارقة المضحكة في هذا المشهد المؤسف هي سؤال طرأ في ذهني، ترى لو أن كل شيخ باحث عن «هيبته» همّ بقتل أحد الوزراء، فهل سيكتمل نصاب حكومة سمو الرئيس؟

back to top