حبر وورق

نشر في 21-01-2017
آخر تحديث 21-01-2017 | 00:02
No Image Caption
أرجوك لا تقسي

النبضة الأولى

وعيناكِ الأبديتان، لهما لون يخصّ النخبة!

لونٌ يتيه في عالم الخيال، ليسكن صدراً مُتبتّلاً،

لا يُريد من الدنيا سوى السلام!

لا تَبتسمي،

انظري إليّ لتُهلكي ما بداخلي،

دعي عينيكِ تبتسمان،

لتُعمّر «جَنَةً» في عروقي!

وعيناكِ السرمديتان، كأنهما تخاطبانني بحنان لتقولا:

تُصبح على «اشتياق»...

فرفقاً بحُجرات قلبي المُتهالكة،

التي تهاوت فور رؤية جمالكِ الباذخ!

جمالكِ مُخمليّ،

جمالكِ فِتنة،

أرفقي!!

فالفتنة أشدُّ من القَتل!

طرق بابي المصنوع من خشب الصنوبر البني، كان طرقاً غريباً لم أعهده، ففُتح الباب وأطلَّ منه شخصٌ لم أره من قبل فقال:

السلام عليكم، الأخت إيمان؟

أجبته بنعم بعد رد السلام، فقال:

ممكن آخذ من وقتك؟

أشَرتُ بيدي اليُمنى ومددتها نحو الأريكة ذات اللون الرمادي والقريبة من مكتبي:

تفضل.

جلس جلسة المُرتاح الذي لم يَرتح، وكأن قطاراً من الأفكار قد صدم رأسه، حتى بدأت حدقتاه تترنحان أمامي.

انتظرت قليلاً، إلا أن فضولي نحوه لم يهدأ، طلبت له كوباً من القهوة السوداء، ليرتشفها وتهدأ تلك العينان الحائرتان.

ارتشف رشفةً سريعة بهدوء، وقال:

• قالت لي أرجوك، لا تقسُ عليّ!

كان يتأمل رقرقة القهوة في الكوب الأبيض، وكأنه يقص ما بسطحها من حكايا، لي!

أكمل قائلاً:

• توسلت إليّ ألا أقسو عليها بتصرفاتي، كنت أشعر بدمعتها المحبوسة رهينةً في محجرها، قالت لي: تكفيني قسوة والدي، فلا تُكمل عليّ.

قاطعتُ حديثه قائلة:

• أنت من؟ وممكن تقول القصة من البداية؟ أبي أفهم!

اعتدل في جلسته، مُحرجاً قليلاً، ومتوتراً أكثر، وقال:

• نايف!

بقول قصتي ومدري اللي بسويه صح أو خطأ، لكن ما أقدر أتكلم للقريبين.

ابتسمتُ، ولسان حالي يقول:

• أحياناً نرغب بالحديث مع الغرباء لتتحدر الدموع من أعماقنا وخواطرنا المكبوتة، وننهض ونحن متأكدون أننا لن نراهم بعد هذه الفضفضة، فهم لن يتتبعونا أو يفشوا أسرارنا.

قاطع أفكاري صوت كوب القهوة وهو يضعه على الطاولة الصغيرة التي أمامه، وقال بصوت عميق:

• أمي ماتت وأنا صغير ذو أربع سنوات، بسكتة قلبية، كانت ذكرياتي معها عبارة عن هدهدة صوتها الناعم، عندما تضعني على صدرها وأنام، وتدغدغ شعري الذي كان يسقط على عينيّ، حتى أني أذكر بأن والدي يهدد بأن يحلقه لي، وأمي ترفض لأنها تُحبه!

لم أكن ابناً عادياً بالنسبة إليها، رغم وجود التوأم «فهد» و»وضحة» في حياتها ربما لأنني ابنها البكر، الذي يجب أن يأتيه كل شيء قبل أن يطلبه.

«فهد» و»وضحة»، كانا أصغر مني بسنتين، وبعد وفاة والدتي لم يكن التأثر بادياً عليهما، لصغر سنهما!

أتذكر جميع تفاصيلها الحانية، وكأنها ماتت للتوّ، نعم بالأمس! وليس منذ ست وعشرين سنة!

أتذكر جدتي كان أنفها ينبض حُمرة، كنت أعتقد أنها مصابة بالزكام، أعطيتها منديلاً بكل براءة، إلا أنها سحبتني نحوها وبكت!

بكت كثيراً....

كنت أسمعها تقول: راحت الغالية، راحت الغالية!

أما أبي الذي رأيته ولأول مرة في حياتي القصيرة آنذاك، يذرف دموعه بصمت دون حديث!

رأسه بين يديه، بانحناءة إجلال واحترام لذكراها التي تحوم في عقله وقلبه، كان يحبها كثيراً ولم يتزوج بعدها أبداً، بالرغم من إصرار الجميع حوله لكنه لم يعبأ بهم.

لم أعلم أن أمي ماتت، ولا أعرف معنى الموت حينها، كل ما أعلمه أنني لن أرى أمي مجدداً.

لا أدري بأن الموت زائر مكروه، يأخذ الجيدين من حياتنا، ويتركنا بين السيئين!

كنت أحسب أن الموت عبارة عن مكان، كبقية الأمكنة، إن سافر إليه أحدهم، سيعود لا مَحالة.

لهذا لم أفتقد أمي في الفترة نفسها التي ماتت بها، ظناً مني أنها ستعود! فهي دائماً ما تعود!!

إلا أن مدة عودتها قد طالت، وأنا اشتقت إليها، بدأت أشعر بفقدانها، بدأ البيت يخلو من ضحكاتها، ونداءاتها.

حتى أن غُرفتي بدأت تتسخ! لأنها لم تكن موجودة كعادتها، كانت تقوم برشوتي وتُغريني بقطعة كبيرة من الحلوى، إذا ما قمت بتنظيفها.

لم أجد أحداً يُسكّن الزوابع التي بدأت تقتلع تفكيري الصغير، حتى خادمتي الفلبينية بدأت تصرخ عليّ كثيراً في غياب أمي!

بدأت أخاف منها، بعدما كانت تخاف عليّ وتهتم بيّ، بناءً على أوامر أمي، ولم تأبه لتهديدي عندما قلت بنبرة الأطفال الخائفة: سأشكوكِ لوالدتي!

كانت تضحك! لم أعرف معنى ضحكاتها المتواصلة والمستهزئة، فقط علمت بأنها سافرت في ما بعد ولم تعد إلى منزلنا.

أعتقد بأن أبي قد سمع شكوانا منها، وقرر وضع حد فاصل لهذه الخادمة.

كنت أسأل جدتي عن أمي، وتجيبني بدمعاتٍ مكلومة: أمك نائمة.

وتضمني لصدرها، المعبق برائحة العود والبخور، تلك الرائحة التي تتميز بها دائماً.

لم أعرف لمَ ماتت أمي، ولمَ أُمي بالذات!

لمَ ذهبت هي بالذات لذلك الطريق، ألم تعلم بأنني أشتاق إليها؟

رحَلَت، دون أن تودعني، دون أن تطبع قُبلة على جبيني كما كانت تفعل دائماً.

ذهَبَت، وبعدها شعرت بالظمأ، حتى وإن ارتويت من الماء الزُلال، أشعر بأن قلبي ظمئ، يحتاج إلى جرعة من حنانها، ومسحة من يديها على رأسي!

في طفولتي كنت أعتقد أن الموت يأخذ من هو أكبر سناً، إلا أنني أدركت أنه لا يعرف من العمر شيئاً، وإرادة الله هي التي تعرف فقط.

بكيت مرةً أمام عمتي «لطيفة» قائلاً:

• لا أعلم أين قميصي الأبيض!

أعطتني قميصاً من خزانة ملابسي، إلا أنني قذفته في وجهها صارخاً مُعارضاً:

• ما تعرفين وش أحب ألبس، أمي تعرف!!

لم تقل شيئاً، فقط أتت بهدوء وأمسكت بيدي وذهبت بي نحو غرفة الملابس قائلة:

• قول لي وش تحب تلبس؟

حاوَلت أن تأخذ دور أمي، إلا أنها فشلت في هذه المهمة فشلاً ذريعاً، أحسستُ باليُتم أكثر.

أما والدي؟ فلم يكن قريباً منا، خصوصاً بعد تجارته التي ازدهرت فجأة فأصبح مُلازماً للمطارات والرحلات، وعقد الصفقات والاجتماعات التي تطرأ بين يومٍ وليلة.

صحيح أنه قام بتربيتنا، ولم يقصّر بشيء فقد أغرقنا بالهدايا والنقود، لكن تأثر «فهد» و«وضحة» بغيابه كثيراً، قد فتح أعينهما على أبي، لم يعرفا ما معنى الأم، وما دورها في حياتهما.

حتى أصبحت «الرسمية» هي سيدة الأحاديث والنقاشات التي تحدث في منزلنا، بلقاءاتنا النادرة.

فقدت حنان الأم الذي كنت أقرأ عنه في المدرسة، وأكتب عنه إنشاءً من دون الشعور به في الواقع.

كنت محروماً لكن، وبما أنني صبي، لا يجوز لي التعبير أو التحسر أو الاشتياق فهذا ينتقص من الرجولة، فمجتمعنا مجتمع الشدة.

مجتمع يرى الدمعة في عين الرجل مَهانة ونقصاً، دون النظر إلى ظروفه وحياته، وأهم ما يفقده في حياته هو الأم.

ارتَشَف الرشفة الأخيرة من قهوته، التي بردت وقد أصر على إكمالها، حيث كانت عيناه تتأملان الكوب قائلاً:

• أخي فهد يدرس في لندن، وقد تعرف إلى زوجته خلال فترة الدراسة الأولى، وأحَبها وتزوجها ورُزقا بابنهما «عبدالله»، الذي أسمياه تيمّناً بوالدي.

ورغم أنها بريطانية وهذا الزواج «زَعّل» والدي، فكيف له أن يتزوج بأجنبية تختلف حياتها وعاداتها عن مجتمعنا وعاداتنا، حتى أبناؤهما الذين سينجبانهم، سيتأثرون بثقافة والدتهم كثيراً.

اقتنع والدي بعد جهد جهيد ونقاشات مني، لما رأيت أخي مُتعلقاً بها، قلت لوالدي: ما دامت الفتاة مُسلمة فسيربطها بأخي رباط الدين، بعيداً عن العادات والتقاليد التي بات مُعظمها بالياً ولا تنفع بشيء.

اغتيال روح

(1)

خرجت صرخة مدوية في أحد العقارات الضخمة الكائنة في واحد من أرقى وأفخم أحياء مدينة القاهرة المصرية. وأضيئت بغتة أنوار بعض الحجرات الموجودة في إحدى وحدات الدور الثالث بهذا العقار. وتحركت سيدة مسنّة وقد بدت أمارات القلق والفزع على وجهها على الرغم من باقي غبار النوم الذي علق بعينيها، ودخلت إلى غرفة ابنتها الشابة وأضاءت نور الحجرة بسرعة فوجدتها جالسة على فراشها والعرق الغزير يتصبب من جميع أعضاء جسدها، وقد تحول جزء من بياض عينيها إلى اللون الأحمر القاني وكأنها ظلت تبكي ساعات طويلة.

اقتربت السيدة المسنة من ابنتها واحتضنتها بحنان وقالت بقلق وتوتر وهي تربت شعرها: «ما بك يا حبيبتي!؟» هل عاودتك هذه الكواييس مرة أخرى!؟».

دفنت علياء رأسها في حضن والدتها لتحتمي بها وقالت بصوت ضعيف واهن: «لم تفارفني الكوابيس مطلقاً. فهي تعاودني باستمرار. ولا أدري كيف أستطيع التخلص من هذه الأحلام المزعجة!؟».

نظرت السيدة إلى ابنتها ومسدت الفراش بيدها وقالت بحسرة:

«هذا الفراش البارد الخالي من الرجال. لا بد وأن يأتي بالأحلام المزعجة.

أخرجت علياء رأسها من حضن والدتها ونظرت إليها بدهشة واستنكار وقالت: «كيف تقولين هذا؟ فأنا لدي رجل بالفعل».

نهضت السيدة من فوق الفراش وهي تمصمص شفتيها بحسرة وقالت بخبث : «أي رجل هذا الذي يغيب شهرين أو ثلاثة ثم يعود لمدة أسبوع واحد أو أقل ويختفي مرة أخرى!».

اعتدلت علياء وأنزلت قدميها من فوق الفراش وقالت بغضب وسخرية: «لا تنسي أن هذا الرجل هو من يجعلني أعيش في مثل هذا البيت الكبير. وهو من ينفق عليك أنت وأبي وإخوتي. وبدونه.......»..

ظهر الخجل على وجه السيدة وقاطعتها قائلة: «يا ابنتي أنا لم أقصد التقليل من شأن زوجك. وجميله فوق رأسنا جميعاً. ولكني أرغب في أن تعيشي أنت وزوجك وابنك حياة طبيعية مثل كل الناس».

ردت علياء بتأفف: «لقد تحدثنا كثيراً في هذا الموضوع يا أمي. ولطالما أخبرتك بأني من طلبت أن أظل في القاهرة ولا أسافر مع منير إلى إيطاليا. وكل منا له أسبابه. وأرجو ألا نتكلم في هذا الموضوع مرة أخرى».

ردت السيدة باستسلام: «حاضر يا ابنتي كما ترين. ولكن ألن تخبريني بهذه الكوابيس التي تأتي إليك من آن إلى آخر وتقلق نومنا جميعاً».

قالت علياء بعصبية وانفعال: «لقد قلت لك مئة مرة بأني لا أريد أن أتكلم في هذا الموضوع مرة أخرى. فمجرد تذكر هذه الكوابيس يصيبني بالضيق والقلق».

نزلت علياء من فوق فراشها بتراخ وقالت لأمها بهدوء: «أنا والحمد الله بخير الآن. أريد أن أجلس بمفردي بعض الوقت. فأرجو أن تعودي إلى نومك. وسأحاول النوم أنا أيضاً بعد قليل».

نظرت الأم إلى علياء بدهشة وتساؤل»، ولكن نظرة الجدية والإصرار التي ظهرت على وجهها دفعتها للاستسلام وخرجت من غرفة علياء التي اختطفت هاتفها المحمول بمجرد خروج والدتها وأجرت الاتصال الذي غير حياتها كثيراً بعد ذلك.

(2)

جلس الدكتور حسام رأفت على كرسي مجاور للمخدع الطبي الذي يرقد عليه رجل في عقده الخامس من العمر أشيب الفودين تظهر أمارات الحسرة والألم على ملامحه وكان حسام يقول بدهشة:

«لقد طلقت زوجتك عندما أيقنت خيانتها لك. ولكن حالتك النفسية السيئة تدل على أنك ندمت على انفصالك عنها!! وأنك ما زلت تحبها رغماً عن خيانتها لك!».

هز الرجل رأسه باستياء وإنكار وقال بغضب: «بالطبع لا. ليست هذه هي الحقيقة. لقد كرهتها تماماً ولم أعد أتذكرها نهائياً. لكن المشكلة في أولادي منها. فلقد كانوا هم كل حياتي. ولكن بعد ما حدث شككت في نسبهم إلي وبخاصة أنهم ما زالوا صغاراً».

قال حسام: «ولكن الآن هناك تحاليل تستطيع من خلالها إثبات نسبهم إليك من عدمه!».

قال الرجل بتوتر: «لقد أجريت هذه التحاليل بالفعل ولكني بعد اكتشاف خيانة أمهم لي كرهتها هي وأولادها، والسبب الأساسي لسوء حالتي النفسية الآن هو أني، وبعد التحقق من أنهم أولادي بالفعل لم أستطع العودة إلى حبهم من جديد ولكن مشاعر الكراهية والبغض تجاههم ما زالت على حالها ولم تتغير».

قال حسام بهدوء: «أرجو أن تطمئن ولا تقلق أو حتى تفكر كثيراً في هذه الحالة لأنها حالة طارئة وستزول في أوانها. فالنفس البشرية ليست ماكينة نستطيع بضغطة زر تغيير حالتها من الحب إلى الكره أو بالعكس. وسوف تزول هذه الحالة تدريجاً مع زوال مرارة خيانة زوجتك من نفسك».

ابتسم الرجل لأول مرة منذ دخوله عيادة الدكتور حسام واعتدل في جسلته وقال بسعادة: «هل تظن يا دكتور أن هذه حالة طارئة وسوف تزول بالفعل؟! لقد أرحت قلبي كثيراً بهذه الكلمات. حتى أني أفكر في أن أذهب إلى أولادي الآن وأبقى معهم حتى تزول تلك المشاعر بالفعل».

ونهض الرجل بسرعة واختطف معطفه من فوق المشجب وقال وهو يخرج من غرفة حسام: «أشكرك كثيراً يا دكتور على مساعدتك لي».

ابتسم حسام بسخرية وهو يتعجب من أنه على الرغم من التعقيدات الموجودة في النفس البشرية إلا أنها في بعض الأحيان تكون أبسط مما يتخيل الناس.

وبمجرد خروج الرجل دخلت إليه مساعدته وقالت: «لقد انتهينا يا دكتور. لا توجد حالات أخرى».

رفع عينيه إليها وقال بدهشة: «وأين ذهبت الحالة الأخيرة!!؟».

قالت المساعدة بتعجب: «الغريب في هذه الحالة يا دكتور أنها كانت متوترة جداً ومتعجلةً جداً تريد الدخول على الفور. وقد دفعت ثمن الكشف فعلاً وجلست في الاستراحة. ولكن بمجرد دخول الحالة الأخيرة إلى حضرتك خرجت. لم أجدها!!».

ابتسم حسام وقال بهدوء: «هذا هو الطبيعي. فأنت تعرفين جيداً بأننا نتعامل مع مرضى نفسيين، وهذا النوع من المرضى يجب أن نتوقع منهم أي شيء»، ثم أكمل قائلاً عندما همت مساعدته بالانصراف:«لكن إن عادت مرة أخرى. لا تأخذي منها ثمن الكشف. وأدخليها فوراً».

وبعد خروج مساعدته أمسك بالمفكرة الصغيرة الموجودة في جوار صورة ابنته والتي يدوّن فيها بعض أفكار مرضاه الغريبة، واختار إحدى الصفحات الأخيرة الخالية، وتحت عنوان (المستعجلة) كتب «توتر وقلق وعدم ثقة بالآخرين» وذلك لاعتقاده بأنها ربما تعود لزيارته مرة أخرى.

وبالفعل لم تمر بضعة أيام على تلك الزيارة إلا ووجد مساعدته تدخل عليه وتقول: «المريضة المستعجلة موجودة في الخارج».

ابتسم لها بهدوء وأمرها بأن تدخلها على الفور. وأمسك المفكرة الصغيرة وفتحها على الصفحة الخاصة بها ومحا كلمة المستعجلة وهو يقول في نفسه: «بالتأكيد سنعرف عنك بعد قليل الكثير من الأشياء الأخرى. أكثر من أنك مستعجلة».

back to top