راقبي وزن طفلك في جميع المراحل العمرية

نشر في 01-01-2017
آخر تحديث 01-01-2017 | 00:03
 وزن طفلك و مستوى الصحة
وزن طفلك و مستوى الصحة
يوشك الوزن الزائد على أن يتحول إلى هوس حقيقي على مستوى الصحة والشكل الخارجي معاً. لا تشغل هذه المشكلة النساء والشابات حصراً. اليوم يسمح بعض الحملات بتوعية الأهالي والأولاد حول أهمية الوزن منذ الولادة مروراً بفترة الطفولة وجميع مراحل الحياة.
يؤدي العامل الوراثي دوراً معروفاً في مشكلة الوزن الزائد، لكن العادات التي يكتسبها الطفل مؤثرة أيضاً، وتحتلّ مكانة النشاط الجسدي في حياته أهمية كبرى.

توسّعت ظاهرة البدانة بنسبة قياسية وسط الأولاد بين عمر الثالثة والسابعة عشرة، وزادت حول العالم من 3 % في عام 1956 إلى 18 % في عام 2006. تشمل هذه المجموعة 3 % من الصبيان و4 % من الفتيات. لاحقاً، بلغت هذه النسبة

16 % في عام 2000، ما يعني أن المشكلة تباطأت بكل وضوح في السنوات الأخيرة بفضل حملات التوعية الصحية.

لامساواة اجتماعية

أثبت الباحثون بكل وضوح أن الوزن الزائد يرتبط باللامساواة الاجتماعية. تبرز المشكلة بشكل أساسي في أفقر العائلات وتزداد حدّة هذه الظاهرة في مناطق جغرافية معينة. يرتبط الوزن الزائد بمعايير متعددة، ما يُصَعّب حلّ المشكلة. عدا الأسباب البيولوجية، تؤدي العادات الغذائية والنزعة إلى ممارسة الرياضة داخل العائلات دوراً مهماً.

معايير أساسيّة

يشكّل مؤشر كتلة الجسم مجرّد أداة بسيطة بالنسبة إلى المراهِقات اللواتي يوشكن أن يواجهن مشكلة فقدان الشهية. لكن لا بد من معرفة هذا المؤشر ومراقبته لدى الأولاد والمراهقين عبر منحنى الوزن على البطاقة الصحية. يختلف مؤشر كتلة الجسم الطبيعي لدى الأولاد، لذا لا يمكن استعمال المعايير الخاصة بالراشدين في حالتهم. تشمل منحنيات الوزن في البطاقة الصحية منطقة مخصصة للوزن الزائد ويسهل تحديدها.

يزداد الوزن سريعاً في أول سنة من الحياة ثم يتراجع مؤشر كتلة الجسم حتى عمر الست سنوات قبل أن يرتفع مجدداً ويتابع مساره التصاعدي حتى نهاية مرحلة النمو.

لاحظ الباحثون أن خطر الوزن الزائد يتصاعد حين يرتفع ذلك المؤشر في مرحلة مبكرة. قد يحصل ذلك بدءاً من عمر الثالثة أو في مرحلة متأخرة جداً. لكن إذا حصل التغيّر بوتيرة مفاجئة ومتسارعة، لا بد من مراقبة الوضع في المرحلة اللاحقة.

تسبب البدانة مجموعة من الأمراض للراشدين، لذا من الأفضل تجنبها منذ البداية مع الأطفال. في بعض الحالات، يفوت الأوان وتبرز الحاجة إلى إحداث تغيير حقيقي في أسلوب الحياة على أن يشمل تبنّي حمية غذائية جديدة. وفي حالات أخرى، يكفي أن يتوخى الأفراد الحذر ويكثفوا نشاطاتهم الجسدية إذا أمكن.

توصيات عامة

وُضعت خطط صحية كثيرة في السنوات الأخيرة وتشدّد كلها على دور طبيب العائلة كونه يستطيع توعية أفراد العائلة حول مشكلة الوزن الزائد لدى الأولاد منذ مرحلة مبكرة. يكون الاهتمام المبكر بهذا الموضوع أساسياً لأن الوزن الزائد يميل إلى التفاقم على مرّ السنين.

يجب أن يتعاون الطبيب إذاً مع العائلة لكن من دون استعمال عبارات مرعبة أو صادمة. بل يمكن أن يحلّل عادات الطفل، بدءاً من النظام الغذائي وصولاً إلى النوم، كي يتمكّن من تحديد مجموعة التعديلات المحتملة. ثم يجب أن يتابع وضع العائلة عبر مواعيد طبية منتظمة.

على صعيد آخر، تؤدي العوامل البيئية دوراً مؤثراً وتكون الثقة بين الزوجين أساسية في هذا الإطار أيضاً.

عواقب حقيقية

يواجه الأولاد عواقب عدة بسبب الوزن الزائد رغم صغر سنّهم. يرتبط معظم المشاكل بحركة الجسم والتنفس. قد يرتفع ضغط دمهم ومعدل الكولسترول لديهم أيضاً. ومن المعروف أن بدانة الأطفال تُعرِّض الراشدين مستقبلاً للوفاة المبكرة ما لم تحصل أي تعديلات جدّية في أسلوب حياتهم. ولا ننسى الاضطرابات الناجمة عن تعليقات جارحة قد يسمعها بعض الأولاد في المدرسة أو عبر الإنترنت.

الوزن والوضع النفسي

لا يقتصر الفريق الطبي الذي يعالج مشكلة الوزن على الطبيب أو اختصاصي التغذية في جميع الحالات، بل تبرز الحاجة أحياناً إلى تخصيص الوقت للطفل والاهتمام بحالته النفسية ونظرته إلى جسمه. لا يدرك البعض أنه يواجه مشكلة وقد يخسر ثقته بنفسه حين يسمع ملاحظات عن وزنه، وقد تتفاقم المشكلة إذا كان الوالدان بدينَين أيضاً فيرفض الطفل جميع التوصيات الصحية. يمكن الاستفادة حينها من استشارة طبيب نفسي بارع.

في حالات أخرى، يعاني الأولاد عقداً كثيرة بسبب وزنهم وتتشوّه الصورة التي يحملونها عن نفسهم. يتولى الطبيب النفسي حينها تفسير تفاصيل العلاج لتجنّب أي اضطرابات غذائية (شره مرضي، فقدان الشهية...).

يمكن أن يتعاون الطبيب النفسي مع الأهالي إذا شعروا بالإحباط لأن أولادهم بدينون بالنسبة إلى عمرهم وطولهم. تشعر الأم تحديداً بالذنب كونها المسؤولة عن تحضير وجبات الأولاد. يبقى هذا الموضوع حساساً جداً لكن لا يمكن تجاهله!

back to top