تعرّفي إلى صغيرك من خلال رسومه!

نشر في 01-01-2017
آخر تحديث 01-01-2017 | 00:08
الرسم و الأطفال
الرسم و الأطفال
الرسم هو حقل للتعبير عند الأطفال كما الحديث واللعب. من خلاله يعبّر الصغير عن مخاوفه وأفراحه وأحلامه وأوجاعه. وعندما تنظرين إلى رسومه تعلمين ما يخامره من شعور إذا كنت تعرفين تفسيرها علميّاً.
عندما يرغب الصغير في الرسم يختار بدقة كل ما يتعلّق بهذه الهواية من الأقلام والألوان والورق والحجم، حتى المكان الذي يحبّ أن يجلس إليه كي يرسم.

وعلى هذه الورقة يبدأ الولد في كتابة قصته رسماً، ولا يخلو هذا الرسم من فرادة شخصيّة يعبّر خلالها عن انزعاجه وقلقه لأنه لم يستطع التعبير عنها بوسائل أخرى.

واذا كنت تودّين التعرف إلى صغيرك من خلال رسومه، فراقبيه بعد مروره بما يكدّر حياته من أحداث وألقي نظرة على الرسوم التي ينجزها في حينه، عندها تدركين معاناته.

لماذا تفسير الرسوم؟

يحبّ الأطفال الرسم، ونادراً ما نجد طفلاً لا يرغب به. والولد الذي يحبّ الرسم ويمارسه يتمتّع بذهن جيّد، ويجيد التعبير عما يخالج نفسه من مشاعر. وبما أنّ الرسم يبقى على الورقة ولا يزول كأوقات المرح واللعب والحديث، فباستطاعتنا قراءة الرسوم التعبيريّة وتفسيرها للتعرّف إلى حالة الولد النفسيّة.

اختيار الأقلام والورق

لا يختار الولد أدوات الرسم مصادفةً بل ينتقيها كما يريد هو. وهذا الاختيار يدلّ على ناحية من شخصيّته أو على ما يرغب به. فإن اختار مثلاً الأقلام برؤوس عريضة فهذا يدلّ على عزمه وتصميمه. أما الذين يختارون الأقلام ذات الرؤوس الدقيقة والرفيعة فهم أولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم، ومن ينتفي أقلام الشمع فهو يحبّ الأعمال اليدويّة أكثر من الفكريّة.

والأوراق المختارة للرسم تدلّ أيضاً على ما يتمنّاه الطفل، فإن كانت كبيرة فذلك يعني أن لدى الولد ثقة في نفسه ورغبة كبيرة في التعبير، وإن كانت صغيرة فذلك يعني أنه يحبّ التركيز، وإن كانت متوسطة فهذا يدلّ على مرونته وعلى أنه محترم من الآخرين.

ونضيف إلى ذلك تفصيلاً بسيطاً، فإن كانت الورقة رقيقة فهي تدلّ على حساسية الولد المفرطة، وإن كانت سميكة فتدلّ على حاجته الى الرفاهيّة.

اختيار الألوان

يمكنك تمييز الألوان التي يستخدمها الولد من خلال رسوم عدة وليس رسماً واحداً. وهو قد يفضّل استعمال لون معيّن أكثر من الألوان الأخرى، ويظهر بذلك ناحيةً من شخصيّته، فإن استعمل مثلاً اللون:

-الأزرق يدلّ على الرهافة في الإحساس، والهدوء، وعمق المشاعر.

-الأخضر يدل على إرادة مرنة وعلى الحدس والبديهة.

-الأحمر يرمز إلى القوّة والحيويّة ومشاعر الغضب والقلق والهجوميّة.

-الأصفر يدل على العفوية والفضول وحب الحياة.

-البرتقاليّ يعني أنّ لدى الولد رغبة في حضور دائم حوله وفي الاتصال بمجتمعه.

-البنفسجيّ يعني الغموض والازدواجية.

-الأسود يدلّ على طبع كتوم واذا استعمل كثيراً فيعني أن الولد لا يخاف المستقبل.

-الزهريّ يدلّ على مزاج ليّن ومليء بالنعومة والحنان.

-البنيّ يدلّ على طباع دقيقة وصبورة. والولد يبحث هنا عن الأمان والاستقرار.

البيت

تحتوي غالبية رسوم الصغير على بيت، فإن كان كبيراً جداً بالنسبة إلى سائر الموجودات فهذا يدلّ على مقدار تعلّقه به. وإن كان صغيراً فيعني عكس ذلك.

أما إذا كان عدد النوافذ كبيراً فهذا يدلّ على الفضول، وإن كان قليلاً فيعني الرصانة والاحتراس.

يبقى الباب، فإن كان صغيراً يعني أن الولد حريص على اختيار الأشخاص الذين يدخلون إلى حياته، وإن كان كبيراً يعني أنّه يدعو الجميع إلى دخوله.

الشمس

كما البيت كذلك الشمس، فهي لا تغيب عن الرسوم إجمالاً، حيث تمثّل النضال والطاقة. إن رسمت على اليسار فهي تشير إلى الماضي وإلى العلاقة مع الأمّ، وإن رسمت على يمين الورقة فهي تشير إلى العلاقة مع الأب. أما إذا رسمت في الوسط فيعني ذلك أن للولد شخصيّة مستقلّة.

وترمز أشعة الشمس المرسومة إلى حبّ الحياة والتعلق بها. وإذا فقدت فهذا يعني فقدان الحماسة والاندفاع.

الأشخاص

تتجلى ترجمة رسوم الأشخاص في تعابير الوجه، وغالباً ما يتفرّس الأطفال مندهشين وجوه الكبار. فرسم شخص بعينين واسعتين يدلّ على الفضول وعلى انفتاح الذهن، ورسم عينين صغيرتين يشير إلى ميل الصغير إلى الواقع.

والأذنان تكونان عادةً مخفيّتين بالشعر، أما إذا كانتا ظاهرتين فإن الولد يكون صاحب سمع رهيف.

الأشجار

تمثّل الأشجار الولد بحدّ ذاته وتكشف لنا شخصيّته. كلما كان الجذع غليظاً فإنه يرمز إلى الطاقة الجسدية التي يتمتع الولد بها، وإن كان دقيقاً فهذا يعني ضعفاً في الجسم والطاقة. وكلّما علت الشجرة وارتفعت فهذا يعني مقدار ما للولد من تقدير في البيت وفي المجتمع.

وترتبط الأغصان وأوراقها بنموّ الولد وقدرته على الخلق والابتكار. فإن كانت الشجرة كثيفة فهي تدل على قدرة الولد الذهنية وعلى وسع مخيّلته، وإن كانت قليلة الأوراق والأغصان فإنه يحتاج إلى دعم في المعرفة.

التواصل حول الرسوم

عندما يرسم الولد فإنه يشعر براحة كبرى في التعبير من دون خوف أو وجل، فيشرح بالرسوم ما يعتمل في نفسه من مشاعر وأحاسيس إيجابية وسلبية. ولا يمكننا فهم الولد تماماً إلا من خلال تكراره الألوان التي يستعملها، والأحجام التي يصوّرها، والموضوعات التي يختارها.

لا يهتم الولد بالمديح عندما نتكلّم عن شخصه، بل يهمّه أن نعرف تفسير ما قد رسمه ونتكلّم عن موهبته في التعبير.

back to top