سنة أولى جامعة (2)

نشر في 06-08-2016
آخر تحديث 06-08-2016 | 00:06
 يوسف عوض العازمي المباني الجامعية القديمة الموجودة في كيفان كانت في الأساس مدارس ثانوية، تم ترقيعها كي تتهيأ ككليات جامعية، فتمت إضافات إنشائية كثيرة عليها من مبان وقاعات وفصول من الصفيح في كلية التربية، ورغم ذلك يسير الأمر على ما يرام على أمل الانتقال الموعود للجامعة الجديدة بالشدادية بعد سنوات من البناء الذي لم ينته حتى اللحظة! حتى أسماها بعض الظرفاء جامعة الحرائق، بسبب الحرائق المتكررة الغامضة في مواقع البناء!

إلا أن المفاجأة الصادمة هي التلميحات الحكومية الشديدة الوضوح ببقاء الحال على ما هي عليه في كيفان، وتخصيص الشدادية لغرض آخر وربما جامعة أخرى، وازداد الأمر وضوحا بعد اقتراح أحد النواب بتثمين البيوت المقابلة للكليات الجامعية بكيفان، أي أن الوضع في كيفان سيستمر ولن يتم الانتقال، وأن الوعود السابقة تبخرت وأصبحت في خبر كان!

بطبيعة الحال يعتبر ذلك ضربة قاصمة للأساتذة والطلبة الذين يتحملون المشقة اليومية من ازدحام مروري، وعدم كفاية مواقف السيارات، والمباني التي إن مشى حالها اليوم فلن تنفع في السنوات المقبلة، وهنا أرى أن دور إدارة الجامعة مهم جدا للوقوف والعمل الجاد للانتقال للشدادية، ووأد أي محاولة غير مقبولة من الحكومة بعدم الوفاء بتعهداتها تجاه الجامعة.

وهناك أيضاً مشكلة لا تقل أهمية وأثرت سلبا في خريجي قسم التاريخ آداب لهذه السنة، فمن المعروف أن أكثر خريجي هذا القسم يتوجهون للعمل بوزارة التربية كمعلمين لمادة التاريخ مع زملائهم طلبة التاريخ بالتربية، إلا أن خريجي تاريخ الآداب فوجئوا بقرار اقتصار التعيين للتدريس فقط لطلبة التاريخ بكلية التربية، رغم أن طلبة القسمين يعينون سنويا بشكل طبيعي.

ولم يكن هناك أي مشكلة في ذلك، لكن قرار وزارة التربية قطع الطريق على خريجي تاربخ الآداب في بادرة مفاجئة تضر بالخريجين الذين درسوا التاريخ دراسة تخصصية مكثفة مدة تفوق أربع سنوات، وأصبحوا مؤهلين بشهادة محترمة من جامعة الكويت، وبعد تخرجهم يحرمون من العمل في سلك التدريس رغم أحقيتهم وكفاءتهم.

والعجيب أن الوزارة تطلب مدرسين من دول عربية أخرى للعمل كمدرسين لمادة التاريخ، مما ولد شعورا بالظلم لهؤلاء الطلبة والطالبات المساكين، الذين لم تكتمل فرحة تخرجهم بسبب قرارات لا يملك من أصدرها النظرة البعيدة الثاقبة! وللحديث بقية.

back to top