«روتا» الإسبانية... وجهة مقبولة الكلفة!

نشر في 30-07-2016
آخر تحديث 30-07-2016 | 00:01
حين انطلقنا في مغامرة أوروبية طويلة، قررنا أنا وزوجي بدء رحلتنا في جنوب إسبانيا. كنا نبحث عن طقس شتوي أكثر اعتدالاً وعن مناطق ريفية جاذبة ومعالم تاريخية منتشرة في أنحاء المنطقة. لذا كانت مدينة «روتا» الصغيرة محطتنا الأولى.
جمعت وجهتنا إلى مدينة روتا الإسبانية خليطاً من الإرث الإسباني والإسلامي الذي كان واضحاً في الهندسة المعمارية، وتميّزت بمناخ معتدل وكلفة معيشة مقبولة، لذا شكّلت بداية ممتعة ولطيفة لتلك الرحلة الطويلة. يلاحظ المصطافون فور وصولهم مدى بساطة السكان المحليين. يعيش هناك أشخاص» صادقون بمعنى الكلمة. يتجوّل أفراد لطفاء بطبيعتهم في الشوارع ويرتدون ملابس بسيطة مثل الطماق والجزمة التي تصل إلى الكاحل وسترات الجينز ومعاطف فضفاضة. من الواضح أن البلدة تحبّ الكلاب أيضاً وتبدو الحيوانات الأليفة فيها بسيطة بقدر الناس. بدل رؤية كلاب مرتّبة على نحو مثالي ومنتمية إلى سلالات عريقة، نشاهد جميع الأنواع، بدءاً من الجراء المنتمية إلى سلالة مختلطة وصولاً إلى كلاب لابرادور والكلاب السلوقية، وحتى كلاب الصيد التي تنبح من وقت إلى آخر.

كانت هذه الأجواء كلها كفيلة بإضفاء سحر شبيه بالعالم القديم مع التشديد على أصالة الطبقة العاملة. بما أن عدداً كبيراً من النشاطات الممتعة في «روتا» لا يكلّف شيئاً، تزداد قيمة هذه الزيارة.

المواقع

للتعرف إلى إرث المدينة، لا بد من التوجه إلى المنطقة التاريخية. يسهل التجوّل فيها انطلاقاً من معظم المواقع، وفيها قلعة وكنائس من الطراز الباروكي وسوق عامة قديمة ومبانٍ كثيرة وغيرها من معالم. يمكن زيارة هذه المواقع كلها مجاناً والمشي على مسار خشبي في الحديقة المحلية وزيارة الشواطئ البلدية حيث يلهو الناس مع الحيوانات، ويلعب شباب المنطقة كرة القدم. كذلك، يمكن أن يقصد السكان المحليون منتزهاً لركوب الدراجة الهوائية وممارسة الهرولة والمشي حفاظاً على رشاقتهم.

المقاهي

تكون الأسعار في مقاهي «روتا» مقبولة عموماً. تكثر المقبلات غير المكلفة وتندرج الطلبات بنصف الكمية المعتادة على قوائم الطعام بسعر مخفّض. يقع أشهر مكان مقبول الكلفة في مطعم خارجي في الساحة العامة، بالقرب من «قلعة القمر»، حيث يمكن الجلوس والاسترخاء. يقدم المطعم مشروباً مقابل 2 يورو مع طبق زيتون مجاني.

دفعنا أنا وزوجي 4 يورو فقط لتناول المشروب وإيجاد مكان نستريح فيه بعد استكشاف القلعة وكنيسة مجاورة. من خلال دفع 5 يورو، تركنا بقشيشاً سخياً (25% من الفاتورة الإجمالية) ولم نضطر إلى انتظار الفكة حين كنا نستعد للمغادرة. كذلك تبيع حانة على الشاطئ، بالقرب من الميناء، أباريق من مشروب «سانغريا» المعروف دولياً مقابل 15 يورو، وتكون الكمية كافية كي يشرب منها شخصان أكواباً عدة. تقدم الحانة نفسها جولتين مجانيتين من مشروب العسل مع كل إبريق يطلبه العملاء.

أماكن الإقامة

حتى الفنادق الفخمة ليست مكلفة جداً في «روتا». يقع أجمل فندق أربع نجوم في البلدة على الشاطئ وتكلّف الإقامة فيه أقل من 100 يورو في الليلة. اخترنا أنا وزوجي فندق «كاريبي» المصنف 3 نجوم، على بُعد حي ونصف من الشاطئ، وتكلّف الإقامة في غرفة مزدوجة 50 يورو في الليلة. ثمة أكواخ خشبية مرتّبة في البلدة بكلفة أقل. لكن مقابل دفع مبلغ صغير إضافي، تمكّنا من الوصول إلى حوض السباحة وتناول فطور مجاني لشخصين كل يوم.

في المنطقة التاريخية قلعة وكنائس من الطراز الباروكي وسوق عام قديم
back to top