تركيا: اعتقال 6 آلاف... وإردوغان يبقي أنصاره في الشارع

• توقيف قائد قاعدة أنجرليك
• استئناف عمليات التحالف ضد «داعش»
• كيري ينفي ضلوع واشنطن في الانقلاب
• آيرولت: الرئيس التركي لم يُمنح «شيكاً على بياض»

نشر في 18-07-2016
آخر تحديث 18-07-2016 | 00:00
لا تزال تركيا في عين الحدث، حيث تتواصل حملة «التطهير» غير المسبوقة، التي يشنها الرئيس رجب طيب إردوغان، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، ووصل عدد المعتقلين 6 آلاف، وتم أمس توقيف قاعدة أنجرليك الاستراتيجية، المستخدمة في الحرب على تنظيم «داعش»، لتورطه في الأحداث.
أعلن وزير العدل التركي بكير بوزداغ، أن حوالي 6000 شخص أوقفوا حتى صباح أمس، في تركيا بعد محاولة الانقلاب العسكري على السلطات المنتخبة، مؤكداً أن الاعتقالات ستتواصل.

وأفادت التقارير، بأن من بين الموقوفين 3 آلاف عسكري من مختلف الرتب، إضافة إلى مئات القضاة والمدعين.

وبينما أعلن مسؤول تركي كبير، أن الحكومة استعادت السيطرة على أنحاء البلاد، رغم أن مجموعات قليلة من مدبري الانقلاب لا تزال صامدة في إسطنبول، لكنها لم تعد تشكل خطراً، جرى اعتقال قائد قاعدة أنجرليك الجوية في تركيا الجنرال بكير ارجان فان بتهمة التواطؤ في محاولة الانقلاب، كما أوقف قائد لواء "الكوماندوز" الـ11 والحامية العسكرية في ولاية دنيزلي العميد كامل أوزهان أوزبكر.

وتم توقيف قائد القوات الجوية التركية السابق أكين أوزتورك وإجراء تحقيقات معه في مديرة أمن أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب.

وكانت الاعتقالات شملت القائد العام للجيش الثاني اللواء آدم حدوتي، ورئيس أركانه عوني آنجون، وقائد لواء مشاة البحرية البرمائية، الأميرال خليل إبراهيم يلدز، وقائد لواء "الكوماندوز" الـ49 في ولاية بينغول الجنرال يونس كوتامان، وقائد لواء الكوماندوز الثاني في ولاية بولو الجنرال إسماعيل غونيشار ورئيس أركان الجيش الثالث أكرم جاغلر، وغيرهم.

إردوغان

إلى ذلك، شيع آلاف الأتراك أمس، عدداً من القتلى، الذين سقطوا في الانقلاب، والذين بلغ عددهم أكثر من 280 في حصيلة غير نهائية. وشارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تشييع قتلى بمسجد الفاتح في إسطنبول، وألقى كلمة تعهد خلالها بالقضاء على "الفيروسات التي تغلغلت في جميع أجهزة الدولة كالسرطان"، في إشارة إلى أنصار الداعية الإسلامية فتح الله غولن، الذي اتهمته السلطات بالوقوف وراء الانقلاب.

وقال الرئيس التركي، إن أنقرة ستطلب رسمياً من "الولايات المتحدة والغرب" تسليم غولن، الذي يعيش في المنفى الاختياري في أميركا منذ عام 1999، ودعا أنصاره إلى البقاء في الشارع للتظاهر تأييداً له، قائلاً إن الأمر لن ينتهي بسرعة.

وتعليقاً على مطالب بإعادة عقوبة الإعدام، قال إردوغان:"في الديمقراطيات لا يمكن تجاهل مطالب الشعب، هذا حقكم، وهذا الحق ستتم دراسته دستورياً، واتخاذ القرار بشأنه لدى الجهات المعنية".

وعن الحملات في الجيش والقضاء، قال: "لسنا انتقاميين، والله هو العزيز المنتقم. لهذا علينا الإقدام على خطواتنا بالتفكير والعقل والعلم والخبرة، بعيداً عن الشعارات".

يلدريم

من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال تفقده التلفزيون الرسمي، الذي سيطر عليه الانقلابيون لساعات، إن "عصابات الكيان الموازي الإرهابية هُزمت، وباءت محاولتها الإنقلابية بالفشل"،

مشدداً على أن الحياة عادت إلى طبيعتها في البلاد، وأن البنك المركزي والنظام المصرفي والبورصة عادوا إلى العمل.

وشدد على ضرورة "ألا نخلط بين العسكريين، الذين يحبون وطنهم وشعبهم وعلمهم، وأفراد عصابات الكيان الموازي المتخفين في ثياب العسكر، فهؤلاء ليسوا جنوداً، بل مجرمون قادوا دباباتهم فوق المواطنين وأطلقوا النار عليهم دون أن يرف لهم جفن".

كيري

في سياق آخر، نفت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس الأول، أي مزاعم بشأن المساعدة في محاولة الانقلاب الفاشل بتركيا، وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو التزام بلاده بـ"دعم الحكومة التركية المنتخبة الديمقراطية في تطبيق القانون واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان سلامة حياة المدنيين".

ودعا في الوقت نفسه تركيا إلى "ضبط النفس واحترام الإجراءات القانونية والتزاماتها الدولية، بما يحقق ويكشف معلومات إضافية حول المتورطين".

وشدد كيري أمس، على أن بلاده لم تكن تملك أي معلومات استخبارية عن محاولة الانقلاب قبل وقوعها. وكان البيان الأول، الذي صدر عن كيري بعد أقل من ساعة من توارد الأنباء عن حصول انقلاب، وذلك خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أثار الالتباس إذ دعا الوزير الأميركي إلى ضمان استمرارية السلطة، ما فهم بأنه تسليم بالانقلاب حيث إنه لم يبد أي دعم للسلطات الشرعية.

أنجرليك

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" استئناف عمليات التحالف الدولي ضد "داعش" انطلاقاً من تركيا، بعد توقيفها أمس الأول بطلب من أنقرة، التي حاصرت القاعدة وقطعت عنها الكهرباء، بعد أن تبين أن قائدها متورط في الانقلاب.

آيرولت

وطالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس، باحترام دولة القانون في تركيا، وقال: "كان من الواجب إدانة الانقلاب في تركيا، فهذا أقل شيء، لكن نريد أن تعمل دولة القانون بصورة تامة في تركيا، فهذا ليس شيكاً على بياض لإردوغان".

وكرر آيرولت أنه "يجب ألا يتم تنفيذ عمليات تطهير، أولئك الذين أضروا بالديمقراطية ينبغي ملاحقتهم في إطار سيادة القانون".

وقال إن "الأوروبيين سيذكرون بذلك في بروكسل "حيث ينعقد اجتماع لوزراء الخارجية"، لن نكف عن تكرار ضرورة التعامل مع الأتراك بشكل ديمقراطي".

من جهة ثانية، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن "هناك تساؤلات تطرح" حول ما إذا كانت تركيا "جديرة بالثقة" كشريك في التصدي لتنظيم "داعش".

غولن: إردوغان قد يكون خلف الانقلاب
نفى الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن مجدداً الاتهامات التي وجهها اليه الرئيس رجب طيب إردوغان بالوقوف خلف محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا ليل الجمعة ـ السبت، مؤكداً أنه لا يستبعد أن يكون إردوغان نفسه هو من دبر هذه المحاولة بقصد تثبيت دعائم حكمه.

وقال غولن (75 عاما)، ويرأس حركة "حزمت" (الخدمة): "انا كمؤمن، لا يمكنني أن أرمي الاتهامات بدون براهين، ولكن بعض القادة يدبرون هجمات انتحارية وهمية لتعزيز دعائم حكمهم، وهؤلاء يسري في مخيلتهم مثل هذه السيناريوهات".

وأجاب رداً على سؤال بشأن ما إذا كان بعض من مناصريه شاركوا في الانقلاب الفاشل: "انا لا اعرف من هم مناصري وبما انني لا اعرفهم لا يمكنني أن اتحدث عن أي تورط".

قائد قوات الجو يتهم رئيس الأركان بالتورط

اتهم قائد القوات الجوية التركية السابق آكين أوزتورك، المتهم الأساسي بتنظيم محاولة الانقلاب في تركيا، رئيس هيئة الأركان الجنرال آكار خلوصي، بالتواطؤ معه.

ونقلت صحيفة "ميليت"، التركية أمس، أن اتهامات أوزتورك لخلوصي جاءت خلال اعتقاله، حيث قال: "أنا فعلت ذلك بالتعاون مع آكار خلوصي".

جنود أتراك فارون أمام القضاء اليوناني

مَثُل عسكريون أتراك فروا إلى اليونان في طائرة مروحية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أمام مدعٍ في مدينة الكساندروبوليس - شمال اليونان، أمس، بتهمة التسلل إلى البلاد بشكل غير مشروع.

وقالت المحامية فاسيليكي ماريناكي، الموكلة عن 4 من العسكريين الثمانية، إنهم طلبوا اللجوء السياسي، خشية أن تكون حياتهم في خطر في تركيا.

وأضافت أن موكليها كانوا ينفذون أوامر قادتهم بنقل المصابين من شوارع اسطنبول على متن مروحية إلى سيارات إسعاف في مناطق أخرى إلى أن تعرضوا لنيران الشرطة، مؤكدة أنهم لم يعرفوا أن هناك انقلابا ولم يتورطوا فيه.

وطالبت تركيا جارتها اليونان بتسليم "الخونة" إليها قريبا في أقرب وقت. وقال رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس في اتصال مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه سيتم النظر في هذا الطلب "بسرعة"، لكن في ضوء "كامل الاحترام" لنصوص القانون الدولي ومعاهدات حقوق الإنسان.

روحاني: لم يعد بإمكان المدافع إسقاط حكومات

أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وقال في خطاب في محافظة كرمنشاه الواقعة غربي إيران أمس، إنه "لم يعد بإمكان المدافع والدبابات إسقاط حكومات حقيقية منتخبة بشكل ديمقراطي"، مضيفاً: "للآسف لا يزال يعتقد البعض في المنطقة أنه يمكن لانقلاب عسكري إحداث تأثير ما، لكن لا يمكن أن يتم حل المشكلات على مستوى العالم، إلا من خلال صناديق الانتخابات".

وأكد روحاني أن هذا الأمر يسري بالنسبة لتركيا وكذلك بالنسبة لإيران وللأزمة في سورية أيضاً".

لكم لم يقل روحاني، الذي يدعم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سورية، رأيه في إذا كانت المدافع والدبابات قادرة على الإبقاء على حكومة مرفوضة من قبل الشعب.

إردوغان وبوتين يلتقيان بعد أسابيع
بعد المصالحة التي تمت بين أنقرة وموسكو، يلتقي الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، بعد أسابيع قليلة، وفق ما أعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية.

وقالت الوكالة إن اللقاء سينعقد في الأسبوع الأول من أغسطس المقبل، دون الإشارة إلى مكان انعقاده. وهذا الاجتماع بين الرئيسين سيكون الأول بينهما منذ الأزمة التي اندلعت بين بلديهما في نوفمبر، بعد إسقاط الدفاعات التركية مقاتلة روسية قرب الحدود السورية.

وأمل بوتين أمس خلال مكالمة هاتفية مع إردوغان بعودة الاستقرار سريعا بعد محاولة الانقلاب العسكري، طالبا منه ضمان امن السياح الروس.

وقال بيان للكرملين إن بوتين "قدم تعازيه بالعدد الكبير من الضحايا في صفوف المدنيين والشرطيين الذين واجهوا المتآمرين، وامل بعودة سريعة للنظام الدستوري والاستقرار".

back to top