إيران... مستراح القلوب والأبدان

ما أهم المدن السياحية التي يرتادها أبناء الكويت؟

بالنسبة إلى السياحة تتمتع مدينة شيراز بهواء عليل، وتندمج هوية مدينة شيراز بهوية إيران بأكملها، حتى إنها كانت تعرف في قديم الزمان ببلاد «فارس»، تحتل المحافظة مساحة تقارب 133 ألف كيلو متر مربع في جنوب إيران. تسرح في جبال فارس وغاباتها وسهولها حيوانات مختلفة للصيد، وتعيش فيها أشكال وأصناف من الطيور. تتمتع محافظة شيراز بخاصية زراعية تكمن في تربية الحيوانات الأهلية، كذلك تزدهر فيها صناعات خفيفة وثقيلة، استراتيجية، مثل مصفاة الغاز في «بيد بلند» ومناجم كثيرة. تنعم «فارس» بمناظر طبيعية خلابة ومحيط جذاب جداً، وبحيرات متفاوتة الاتساع، وآثار تاريخية مهمة متناثرة في كل أرجاء المحافظة، تشهد على عراقتها وتمدنها وتشكل بجميع صفاتها هذه مركزاً جذاباً للسياحة والاستجمام.

مدينة حافظ

بم تمتاز مدينة شيراز؟

تعتبر مدينة شيراز الساحرة العريقة عاصمة المحافظة، وشيراز مدينة تاريخية قديمة ولد فيها كبار الشعراء في إيران، من بينهم حافظ (هو شمس الدين محمد حافظ الشيرازي، ولقب بحافظ لحفظه القرآن الكريم بقراءته) وسعدي (هو مشرّف الدين بن مصلح الدين السعدي، وتَخلّص في شعره باسم «سعدي»؛ نسبة إلى سعد بن زنكي حاكم شيراز)، ولها شهرة ذائعة، ما جعلها من أهم مراكز السياحة في البلاد. تبعد شيراز قرابة 900 كيلومتر عن طهران، ويبلغ ارتفاعها 1520 متراً عن سطح البحر.

وجاء ذكر مدينة شيراز في ألواح من الطين في خزانة قصر الملك جمشيد قبل 25 قرناً، وتجاور شيراز مدينة إصطخر الأثرية. ازدهرت هذه المدينة، خصوصاً، بعد الإسلام، ويشهد طابعها العتيق ومحلاتها القديمة على قدمها. بلغت ذروة رونقها على عهد كريم خان زند، حيث انتقاها عاصمة للبلاد. غير أن شوارعها الرحبة وعماراتها الحديثة وجامعاتها الضخمة أضفت عليها ملامح رائعة جديدة. تفتخر شيراز بأنها مهد لكثير من رجال العلم والأدب الإيراني، من جملتهم: سيبويه، حافظ، سعدي، الملا صدرا، شيخ روزبهاني، ابن المقفع، قطب الدين الشيرازي. سميت «بدار العلم» لعراقتها العلمية والثقافية.

السياحة في شيراز

أين يقصد السائح وما الأماكن السياحية في شيراز؟

أسهم مزار مولانا أحمد بن موسى بن جعفر الصادق شقيق الإمام الرضا، والمعروف باسم «شاه جراغ»، أي ملك النور، في إعطاء شيراز طابعاً دينياً خاصاً، كذلك ترتاد الأقليات المسيحية واليهودية في شيراز معابد خاصة بها، لذا تعتبر المدينة قاعدة لتعايش الأديان السماوية بسلام وأمان وتآخٍ.

وتشتهر شيراز بكثرة البساتين وأشجار السرو الشامخة وحقول الورد الفاتنة، أشهرها بستان إرم بأبنيته العامرة، بستان الخليلي، البستان الفارسي، بستان دلكشا (أي مفرح القلب)، وبستان تخت، حيث يرتادها أصحاب الذوق الرفيع من زائري المدينة، وفي هذه البساتين يمكن مشاهدة المستويات التي وصل إليها فن بناء الحدائق والرياض في إيران.

أضرحة الشعراء

تقع مقبرتا حافظ وسعدي في بستانين ساحرين باسم الحافظية والسعدية، حيث تتدفق لزيارتهما أعداد كبيرة من هواة الشعر وعشاق الأدب الفارسي.

وتنتشر في كل أنحاء المدينة أبنية تذكارية قيمة وجميلة نذكر منها: بوابة القرآن الكريم (دروازه قرآن)، سراي مشير، سوق الوكيل، ارك كريم خان (عبارة عن قصر داخل قلعة صغيرة)، وعمارة نارنجستان.

الآثار التاريخية قبل الإسلام

في شيراز آثار تعود إلى أيام العهد الأخميني، منها: قصر جمشيد، ونقش رستم الذي يشتمل على مقابر الملوك الأخمينيين، وألواح ونقوش رفيعة ساسانية، فضلا عن مقبرة كورش في سهل مرغاب بالقرب من شيراز وباساركاد.

السفر إلى شيراز

تنظم الخطوط الجوية العالمية رحلات مباشرة من الكويت إلى شيراز، علاوة على رحلات يومية داخلية من شيراز وإليها، إضافة إلى شبكة مواصلات برية كالباصات، أيضاً جهزت شيراز بكل ما يحتاج إليه المسافر من خدمات فندقية ومنشآت سياحية فاخرة للضيافة، ومراكز ترفيهية ومطاعم راقية وحدائق عامة وقاعات للسينما.

سياحة علاجية

هل يمكن أن نتعرف على إمكانات السياحة العلاجية في إيران وأهم مقوماتها؟

لم يعد خافياً اليوم التطوّر اللافت الذي يحققه الطب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن نافلة القول إن الأطباء الإيرانيين، حتى المقيمين خارج حدود الجمهورية الإسلامية ويعملون في مستشفيات البلدان الأخرى، تبوأوا مكانة لائقة وقدموا إنجازات ممتازة، مقارنة بأقرانهم من الأطباء والجراحين، وغدوا ممن يشار إليهم بالبنان.

على سبيل المثال، باشر البروفسور الإيراني د. مجيد سميعي (يحمل شهادات علمية عالمية واستشاري في جراحة المخ والأعصاب)، بتأسيس وإنشاء أكبر مركز حديث للأبحاث العلمية لجراحة المخ والأعصاب في طهران، تتوافر فيه أحدث الأجهزة والتكنولوجيا المتطورة، لكي يغني أبناء البلد عن السفر إلى الدول الأجنبية للتداوي وإجراء جراحات مكلفة.

وفي هذا السياق أيضاً، يمارس مركز أبحاث العقم واللقاح الصناعي (رويان) في مدينة «كرج» قرب طهران نشاطاً لافتاً في مساعدة الأزواج الراغبين في الحصول على ذرّية في تحقيق أمنيتهم، ويرجع الكثير من المواطنين الإيرانيين ومواطني دول الجوار إلى هذا المركز، ويتحقق لهم ما يريدون.

وثمة مركز وطني لعلوم وفنون الليزر في إيران، فضلا عن فوائد واستخدامات طبية وعلاجية لليزر في مستشفيات إيران وعيادات أطبائها، أصبحت تغني عن اللجوء الى المشرط الجراحي وتحقق العلاج المطلوب من دون قطرة دم.

ملحق طبي

هل ثمة من يزور إيران للسياحة العلاجية لاسيما في فصل الصيف؟

إيران مقصد الزوار للسياحة العلاجية على مدار السنة، خصوصاً في فصل الصيف، يقصد العشرات من دول الجوار، لاسيما الكويت، شيراز ومشهد للعلاج والاستجمام، وقد لاحظنا أخيراً المئات بل الآلاف من المرضى العراقيين يتقاطرون على مستشفيات طهران والمحافظات الإيرانية أو يراجعون العيادات التخصصية للأطباء الإيرانيين للحصول على أدوية ناجعة أو إجراء جراحات دقيقة، ما استدعى تعيين ملحق طبي في سفارة جمهورية العراق بطهران، للتنسيق اللازم وتقديم نصائح مناسبة في حالة حاجة المرضى المراجعين الى إيران.

وخلال السنوات الأخيرة ازدادت وتائر السياحة العلاجية وإحصاءاتها من قطر والسعودية والكويت وباقي الدول المجاورة الى مستشفيات إيران، وكلما سافر شخص للعلاج في إيران عاد راضياً معافى في الغالب.

مميزات وكفاءات

ما أهم مميزات السياحة العلاجية في إيران؟

لدينا مثل في الفارسية يقول ما معناه بالعربية من سمع ليس كمن رأى، فزيارة واحدة تكفي ليطلع المرء على مستوى الكفاءات الطبية ورقي المستشفيات الموجودة في طهران وشيراز ومشهد. على سبيل المثال لا الحصر يمكننا أن نوجز بعض المميزات في ما يلي:

• مستشفيات ضخمة مزودة بأحدث التقنيات المتطورة.

• كوادر طبية ذات خبرة وكفاءة عالية وسمعة عالمية.

• أجور وتكاليف زهيدة وتنافسية مقارنة بمستوى الخدمات الراقية.

• نجاح الأطباء في علاج الأمراض المستعصية والاضطرابات النفسية.

• ترحيب أبناء الشعب الإيراني واستقبالهم للزوار والمصطافين.

• تطور تكنولوجيا النانو وإنتاج الأدوية النانوية لعلاج الايدز والأمراض الصعبة.

• مهارة الأطباء في زراعة الشعر وشفط الدهون وتجميل الأنف وعمليات الليزك.

• وجود الينابيع والعيون الحارة والباردة في مدينة «سرعين» و«رامسر» يساهم في علاج الروماتيزم وآلام الظهر والمفاصل والعظام والأمراض الجلدية.

• مختبرات التحاليل الطبية والإكلينيكية مزودة بأحدث الأجهزة.

• طاقم تمريضي من الممرضات الخريجات من الجامعات الإيرانية.

• نجاح الأطباء في علاج العقم والإنجاب في معهد رويان للخلايا الجذعية والجنينية.

• مصانع الدواء بخبرتها الطويلة نجحت في إنتاج أدوية لعلاج السكري والأورام الخبيثة.

• بنك الدم في مختلف المدن الإيرانية مزود بطاقم طبي مؤهل.

• معهد رويان للأبحاث والهندسة الوراثية نجح في معالجة السكري بالخلايا الجذعية وكذلك ترميم قرنية العين.

• الالتزام برعاية المسائل الشرعية والإسلامية في جميع أقسام المستشفيات.

• مواكبة أحدث التطورات العلمية من خلال مشاركة الأطباء في المؤتمرات العالمية.

• طب الأعشاب يحظى بإقبال واسع بسبب إنتاج المستحضرات العشبية من النباتات التي تنفرد إيران بزراعتها.

• تم تصنيف إيران في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط كمركز جاذب للسياحة العلاجية.

• استنشاق الهواء العليل والطبيعة الخلابة والطقس المميز، كل ذلك يساعد المرضى على الراحة النفسية والاسترخاء.

• اعتدال أسعار العلاج والجودة الصحية الفائقة جعلا إيران الخيار الأول للسياحة الاستشفائية.

أهم الجراحات

ما أهم الجراحات التي يطلبها السياح القادمون من خارج إيران؟

نجاح أطباء إيران بخبرتهم وسمعتهم الشهيرة في معالجة مختلف الأمراض المستعصية، كان سبباً لشهرة البلاد في السياحة العلاجية، إذ يزورها المئات من السياح والمصطافين، لا سيما من الدول الخليجية للتمتع بمعالمها السياحية ومعالجة الأمراض أو الجراحة التجميلية، من أهمها: شفط الدهون، تجميل الأنف، تجاعيد الوجه، إجراء عمليات الليزك، زراعة القرنية، معالجة أمراض اللثة والأسنان، زراعة الشعر، علاج العقم، العلاج الطبيعي والأمراض الجلدية، فضلاً عن السياحة الاستشفائية الطبيعية التي تعتمد على العيون الجوفية وينابيع المياه الكبريتية، بتركيبتها الكيميائية والموجودة في أكثر من 500 منطقة في أنحاء البلاد، أهمها حمامات مدينة «سرعين» في أردبيل أو في مدينة رامسر وكرمانشاه وبندر عباس وكرمان، وهي مهمة لأمراض المفاصل وآلام الظهر والروماتيزم والعظام، ومعالجة البثور الجلدية، إذ أثبتت خصائصها العلاجية منذ أقدم العصور، وكانت حلاً لمشاكل صحية عجز عن علاجها الطب الحديث، لا سيما أن الشمس المشرقة والطقس المعتدل لهذه المدن وطبيعة أرضها المتنوعة وكثرة الفنادق فيها، كل ذلك جعلها قبلة ليس للأفراد الذين يشكون من امراض، بل للمصطافين كعلاج وقائي لحماية الصحة العامة والحصول على السكينة والاسترخاء والتخلص من الاضطرابات النفسية.

الخيار الأول

ما مدى إقبال الناس على العلاج الطبيعي غير الطبي؟

يتزايد السياح الذين يبحثون عن هذا العلاج الطبيعي الرباني بسبب النتائج التي حصلوا عليها، لأنه عديم الضرر ولخلوه من العقاقير الكيماوية، كل ذلك بأسعار مناسبة ومعقولة جعلت إيران الخيار الأول، إذ يؤكد الخبراء أن اعتدال اسعار العلاج والجودة الصحية الفائقة وكفاءة الأطباء الإيرانيين ومهارتهم، إضافة الى فرصة السياحة والتجول واستنشاق الهواء العليل وزيارة المراقد الدينية، كلها جعلت إيران موئلاً ومقصداً للسياحة العلاجية والاستشفائية.

بالنسبة إلى إيران فقد حباها الله بطبيعة خلابة وطقس مميز وجميل تتوافر فيه، والحمدلله، كل مقومات نجاح صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية، وهي مقومات طبيعية، بالدرجة الأولى، بدأت تتعزز، في السنوات الأخيرة، بإنشاء مرافق الخدمات الأساسية والترفيهية.

«خاتم الأنبياء»

هل اعتمدت جودة الرعاية الطبية في المستشفيات الإيرانية من قبل المراكز الصحية العالمية وما أهم هذه المستشفيات؟

تعتبر ايران إحدى الدول الرائدة في مجال الاستشفاء العلاجي، وقد صنفت في المرتبة الاولى في منطقة الشرق الأوسط كمركز جاذب للسياحة العلاجية، إضافة إلى مواردها الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن وينابيع المياه الساخنة التي يرتادها الآلاف الذين يستأنسون ويستمتعون بما حبته يد الخالق، عز وجل، لهذا البلد من نِعَم، تتمتع بمستشفيات متميزة وأطباء بارعين أكسبوا إيران مكانة معروفة في أنحاء العالم. وتعد إيران من الدول التي تُقصد بغرض العلاج من أنحاء مختلفة من العالم، وحققت المستشفيات المتخصصة في طهران ومشهد وشيراز وأصفهان نجاحات مرموقة في زراعة القلب والكبد وزراعة النخاع وجراحة العيون.

ومن المفاخر الصحية مستشفى خاتم الأنبياء (ص) ومستشفى بهمن وميلاد في العاصمة طهران، والمستشفى الرضوي في مشهد ومستشفى نمازي في شيراز، وهي مستشفيات معتمدة من الهيئات الدولية لجودة الرعاية الطبية، فضلاً عن العيادات الخاصة والمراكز الصحية المتطورة والمتخصصة في محافظات البلاد.

طب الأعشاب

ماذا عن الطب البديل وطب الأعشاب ومدى تجاوب المرضى معه؟

تشتهر ايران بطب الأعشاب، برع أطباؤها في استخدام نباتات تنفرد ايران بزراعتها، ويحظى طب الأعشاب في ايران بإقبال واضح من الجمهور الإيراني وباقي الشعوب في العالم الذين فقدوا الأمل والعلاج الشافي في الأدوية الحديثة، خصوصاً في ما يتعلق بعلاج الأمراض المزمنة، على غرار الصدفية والبهاق والربو والروماتيزم والسرطان... إلخ.

وقد انبرى لهذا النوع من الطب عشّابون وأطباء بخبرات علمية مختلفة، وباشرت المؤسسات الطبية بإعداد مستحضرات عشبية بشكل مُغلف ومعلّب بطريقة صيدلانية وحضارية وتخضع للرقابة من الجهات الصحية الرسمية.

أدوية إيرانية

هل يتم إنتاج الأدوية في إيران؟

نعم، تتوافر معامل لإنتاج أنواع المستحضرات الدوائية المطابقة للمقاييس الدولية ومعايير ضبط الجودة، ويتم تصدير الأدوية بسبب جودتها وأسعارها الزهيدة، فضلا عن نجاح الأطباء في اختراع أدوية مهمة لعلاج السكري والأورام الخبيثة والأدوية النانوية والإيدز، ونالوا جوائز ذهبية في المسابقات الدولية التي أقيمت أخيراً في جنيف.