القمة الخليجية وضياع الأرض!

نشر في 19-12-2015
آخر تحديث 19-12-2015 | 00:00
 مبارك أحمد العربود أتت القمة الخليجية بعد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، لتؤكد سعي دول الخليج إلى الدخول بالصراع الدائر في سورية والعراق وتخوم تركيا، لا سيما بعد أن انشغلت بقيادة المملكة العربية السعودية بالحرب القائمة في اليمن مع جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والتي أدت إلى خسائر مادية طائلة، وأشغلتها عن الوضع في سورية والعراق، خصوصا مع ازدياد وتيرة الصراع، وكثرة الأطراف المتحاربة على أرض المعركة جواً وبراً ودبلوماسياً!

وما يحدث في الشرق الأوسط من صراعات وحرب قائمة في أكثر من اتجاه، سواء من الدول والتنظيمات الفكرية بشتى الأيديولوجيات والأهداف وهي: العراق والدولة الإسلامية والنظام السوري والجيش الحر والروس والتحالف الخليجي والميليشيات المدعومة من إيران والمنظمات الحزبية وجبهة النصرة وأيضاً المناوشات الجوية بين روسيا تركيا، كل ذلك ينذر بوجود صراع أكثر قوة.

 وبالمقابل هناك تحالفات "براغماتية" تلوح في الأفق وتؤكد وجود حرب قد تغير الخريطة السياسية والجغرافية في تلك المنطقة، وخصوصا بعد انتشار القوات البريطانية والأميركية والروسية في البحر الأبيض المتوسط، وهناك أيضاً تدخل وشيك للقوات الألمانية بعد موافقة البرلمان الألماني على المشاركة العسكرية في تلك المنطقة. فيجب على دول الخليج التدخل بالمعركة في سورية والاكتفاء بدعم الفصائل الحزبية المقاتلة في اليمن لمواجهة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع، والتفرغ عسكرياً في منطقة الصراع الحالي والدفع نحو "خلع" نظام بشار الأسد والسعي نحو قيادة المعارضة السورية "الجيش الحر" لحكم سورية، وألا تقوم بدور المتفرج أو الداعم في الغرف المغلقة، بل في خط المواجهة، وإلا فإن هناك تغييراً في الخريطة السياسية كلها لا تحمد عقباه!

back to top