غواتيمالا: انتخابات عامة وتظاهرات جديدة

نشر في 06-09-2015 | 11:21
آخر تحديث 06-09-2015 | 11:21
No Image Caption
دعي أكثر من 7.5 ملايين ناخب إلى التصويت اليوم الأحد لاختيار رئيس جديد لغواتيمالا في أجواء من الاستياء غير المسبوق بسبب الفساد بعد أسبوع حافل شهد استقالة الرئيس ثم ادخاله السجن.

وستفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة (13,00 تغ) لانتخاب 158 نائباً و338 رئيس بلدية في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 15,8 مليون نسمة، وقد أعلنت الأرصاد الجوية إنها تتوقع هطول أمطار غزيرة في موسم الأمطار هذا.

وينتهي التصويت عند الساعة 18,00 (00,00 تغ) على أن يبدأ إعلان النتائج الأولية بعد ثلاث ساعات.

ويتنافس في الاقتراع الرئاسي الذي ستجري الدورة الثانية منه في 24 أكتوبر 14 مرشحاً.

والمرشح الأوفر حظاً هو الممثل الكوميدي اليميني جيمي موراليس "46 عاماً" الذي لا يملك خبرة سياسية، وترجح استطلاعات الرأي حصوله على 25 بالمئة من الأصوات متفوقاً على مانويل بالديزون "يمين 22.9 بالمئة" الذي كان حتى الآن الأوفر حظاً وأيضاً الاشتراكية الديموقراطية ساندرا توريس "18.4 بالمئة".

وكان هذا البلد الواقع في أميركا الوسطى عاش أسبوعاً حافلاً بالأحداث، فقد جرد الرئيس المحافظ اوتو بيريز المتهم بقيادة شبكة فساد داخل أجهزة الجمارك، الثلاثاء من حصانته للمرة الأولى في تاريخ غواتيمالا، وفي اليوم التالي قدم استقالته التي كان المتظاهرون يطالبون بها منذ أشهر.

وأمضى الجنرال السابق البالغ من العمر 64 عاماً مساء الخميس ليلته الأولى في السجن حيث سيبقى موقوفاً حتى استئناف الاستماع إليه الثلاثاء المقبل.

وهذه القضية ليست سوى حلقة من مسلسل مستمر منذ أبريل يتمثل في تحقيقات مشتركة تقوم بها النيابة ولجنة الأمم المتحدة لمكافحة الافلات من العقوبة كشفت عدة فضائح فساد وكذلك حالة غير مسبوقة من الاستياء الشعبي.

وأثارت التطورات في قضية أوتو بيريز فرحاً شعبياً لكن تزايدت الأصوات المطالبة بالذهاب أبعد من ذلك والتي تريد اصلاحاً للنظام السياسي لتطهيره من الفساد الذي يشكل مصدر خمسين بالمئة من تمويل الأحزاب، حسب معهد أميركا الوسطى للدراسات الضريبية.

وقبل ساعات من بدء التصويت الذي رفضت المحكمة الانتخابية العليا تأجيله، كانت التظاهرة أكثر تواضعاً من المسيرات التي نظمت كل اسبوع منذ أبريل وشارك في كل منها أكثر من مئة ألف شخص، وكانت رفضت طلبات مماثلة عدة في الأشهر الأخيرة.

ولم يتم تلبية مطالب اصلاح لمنع إعادة انتخاب رؤساء البلديات والنواب وتغيير إدارة الأحزاب والسماح بالتصويت في الخارج حيث يعيش 1.5 مليون غواتيمالي.

وتظاهر مئات من الأشخاص بعد ظهر السبت في ساحة سيوداد في العاصمة غواتيمالا حيث صنعوا شاهدة تدين اقتراعاً "ولد ميتاً"، في موقع أبعد قليلاً تظاهرت مجموعة ارتدى أفرادها ملابس سوداء وحملوا نعشاً ووروداً ورفعوا لافتة كتب عليها "ارحلي بسلام، العملية الانتخابية 2015".

وقد دعي إلى تظاهرة جديدة صباح اليوم الأحد.

وأكدت الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان ايفون الفاريز "63 عاماً" "كنا نريد ارجاء الانتخابات من أجل تعديلات في القانون الانتخابي لكن البرلمان رفض ذلك".

وقالت الطالبة ليسلي بينيو "19 عاماً" التي كانت بين المتظاهرين "إنني سعيدة برحيل الرئيس بعد أن كان كثيرون يقولون أن التحركات السلمية مثل هذه التي نقوم بها لن توصل إلى شىء، لكننا نجحنا"، وأضافت "علينا الآن مواصلة الكفاح ضد النظام السياسي الفاسد وهذا الكفاح بدأ للتو".

من جهتها، قالت الناشطة المدافعة عن السكان الأصليين ريغوبرتا مينشو "56 عاماً" حائزة جائزة نوبل للسلام في 1992 أن "الانتخابات فقدت كل مصداقية ولم يعد لها أي شرعية"، إلا أنها دعت الناخبين إلى التصويت لأنه "ليس هناك أي بديل".

ويشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً وكانوا عماد التظاهرات، حوالي ثلث الناخبين، لكن المحللين يخشون امتناع كثيرين عن التصويت على الرغم من أن نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الاقتراع بلغت حوالي 70 بالمئة في الدورة الأولى في 2011.

ودعا الرئيس بالوكالة اليخاندرو مالدونادو الذي يشغل هذا المنصب حتى 14 يناير، في تغريدة على تويتر الناخبين إلى التصويت بكثافة، قائلاً بأن "من يصوّت يملك دائماً حقاً أكبر في الشكوى إذا لم تنفذ الوعود".

وقال المرشح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع الرئاسي في مقابلة مع وكالة فرانس برس "أنا المرشح الوحيد الذي لا علاقة له بأي أعمال فساد"، ووعد بسياسة "أبواب مفتوحة تضمن الشفافية".

وعبرت منافسته ساندرا توريس عن الموقف نفسه وقالت إنها "ستقوم بمكافحة الفساد بلا هوداة".

لكن الفائز في الدورة الثانية من الانتخابات التي ستجرى في 25 أكتوبر سيواجه صعوبة في تحقيق ذلك.

وقال الطالب الفارو مونتينيغرو "27 عاماً" أحد منظمي التظاهرات الأولى في أبريل "أي شخص يصل إلى السلطة سيكون مراقباً بدقة".

أما الفيس باتس الأستاذ المشارك في تظاهرة السبت فقال "أياً كان الفائز في الانتخابات اليوم أظهرت غواتيمالا من يملك السلطة فعلياً.. نحن".

ورأى مانفريدو مانوكين مدير المنظمة غير الحكومية اكسيون سيودادانا الفرع المحلي لمنظمة الشفافية العالمية أن الشعور الشعبي بالاحباط "يمكن أن يتحول إلى عنف بسهولة" الأحد في هذا البلد الذي يشكل الفقراء غالبية سكانه ويعاني من انتشار الجريمة المنظمة.

وقد جرت مواجهات مساء الجمعة بين مؤيدين لمختلف الأحزاب في سانتا بربارا "جنوب" أسفرت عن سقوط قتيل كما ذكرت السلطات.

ومنع بيع الكحول اعتباراً من ظهر السبت من أجل العملية الانتخابية التي سيحميها 35 ألف شرطي.

back to top