التعليم المشترك أخلاق لا اختلاط!

نشر في 12-12-2015
آخر تحديث 12-12-2015 | 00:01
 إبراهيم عماد النجادة مصيبة بعض المتطرفين المنتمين إلى التيارات الدينية أنهم يرون التعليم المشترك مشروع وأد للأخلاق والقيم، وبداية طريق الشيطان الذي يجب أن يكون ثالث اثنين؛ لذلك نشاهدهم يربطونه بالخلوة والحرام والزنى، ولنا في أبشع هذه التجارب من تشكيك في أخلاقيات الطلبة وتربية ذويهم لهم بيان جمعية الإصلاح الشهير سنة 2008، وهو امتداد لفكر يحصر علاقة زملاء الدراسة بعلاقات جسدية، وهو ما تم رفضه آنذاك جملة وتفصيلاً، ومازال مرفوضاً حتى قيام الساعة، رفعة لشأن الطلاب وعلو كعب أخلاق طالبات المؤسسات الأكاديمية الكويتية الخاصة والعامة.

 يجب التفريق بين الاختلاط وهو التعريف الاصطلاحي للمزايدين على الدين، والتعليم المشترك الذي كان أساس التعليم الأكاديمي بالكويت قبل سطوة التيار الديني السياسي وتشييد مملكته برعاية حكومية في تلك الأيام؛ فالاختلاط هو العين المشككة دائما في أخلاقكم أيها الطلبة، وكثير من أبناء هؤلاء الأوصياء ملتحقون بجامعات بلاد الكفر (كما يسمونها)، أما التعليم المشترك فهو انعكاس لتربية حميدة للأسرة الكويتية التي تثق بقدرات أبنائها على تبادل الاحترام داخل الصروح الأكاديمية، وإدراك أن المرأة هي نصف المجتمع المحترم، والرجل النصف القوي الآخر الذي تراهن عليه الكويت بمستقبلها ومقدراتها.

لسنا هنا لتسيير نماذج مثالية، لكننا هنا لنرفض الإبقاء على التشكيك بأخلاقيات الناس والوصاية عليهم والتسلط باسم الدين الذي يريدون تطبيقه على أبناء الناس في المؤسسات الأكاديمية المحلية دون أبنائهم المبتعثين في أراضي الزندقة والكفر كما يلقبونها.

back to top