أئمة الحديث: الشعبي

نشر في 04-07-2016
آخر تحديث 04-07-2016 | 00:00
No Image Caption
هو أحد كبار التابعين الإمام أبوعمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كِبَار الهمداني ثم الشَّعْبِي، وكانت أمه من سبي جلولاء.

ولد سنة 16هـ بالكوفة في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وتنقل بين الأقطار لطلب العلم.

أخذ علمه من أكابر الصحابة ومن بعض أمهات المؤمنين، وروى عنهم وعن غيرهم من التابعين الأحاديث النبوية، قال الشَّعْبِي: "أدركت خمسمئة من الصحابة أو أكثر".

ويحكى أن ابن عمر مر بالشعبي وهو يقرأ المغازي فقال: كأن هذا كان شاهدا معنا ولهو أحفظ لها مني.

يقول عنه ابن سيرين: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة والصحابة يومئذ كثير.

وكان الشَّعْبِي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قَط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي وما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.

وقال الزهري: "العلماء أربعة: ابن المسيب بالمدينة، والشَّعْبِي بالكوفة، والحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام".

وذكر ابن عيينة: "علماء الناس ثلاثة، ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه".

وقال العجلي: مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا.

وصفه أبونعيم في الحلية قائلا: الفقيه القوي، سالك السمت المرضي، بالعلم الواضح المضي، والحال الزاكي الوضي... كان بالأوامر مكتفيا، وعن الزواجر منتهيا، تاركا لتكلف الأثقال، معتنقا لتحمل الواجب من الأفعال.

ومما يحكى أن رجلا قال للشعبي كلاما أقذع فيه، فقال له: "إن كنت صادقا غفر الله لي، وإن كنت كاذبا غفر الله لك".

ويحكى أن عبدالملك بن مروان أرسل الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قال عبدالملك يا شعبي، أتدري ما كتب به إلي ملك الروم؟ قال وما كتب به يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك.

قال: يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم يرك فقال: يا شعبي إنما أراد أن يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم فقال: لله أبوه والله ما أردت إلا ذلك.

يذكر عن الشعبي قوله: "لقد أصبحت الأمة على أربع فرق، محب لعلي مبغض لعثمان، ومحب لعثمان مبغض لعلي، ومحب لهما، ومبغض لهما، قيل: من أيها أنت؟ قال: مبغض لباغضهما.

وللشعبي كلمات مأثورة أبرزها "ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها"، و"من زوج كريمته من فاسق، فقد قطع رحمها".

وحينما علم الحسن البصري بوفاته قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإنه لمن الإسلام بمكان".

back to top