خاص

مستشار الرئيس السنغالي للشؤون الدينية الشيخ منصور نياس لـ الجريدة.: الأكاديمية العالمية للفتوى خطوة مهمة لمحاربة الفتاوى الظلامية

«التصوف حمى مسلمي بلادي من الوقوع في براثن التطرف»

نشر في 04-07-2016
آخر تحديث 04-07-2016 | 00:00
No Image Caption
أشاد المستشار الخاص للرئيس السنغالي للشؤون الدينية الشيخ منصور نياس بما تمخض عن مؤتمر الإفتاء الأخير في القاهرة لتأسيس أكاديمية عالمية للتدريب على الفتوى، مؤكدا أنه ستكون لها نتائج إيجابية في المستقبل القريب للحد من الفتاوى المتطرفة والمتشددة والظلامية.
وأوضح نياس، في مقابلة مع «الجريدة»، أثناء زيارته للقاهرة، أن تسلل بعض التيارات الدينية المتطرفة والعمليات الإرهابية التي تتم باسم الإسلام اليوم أضرت بمسلمي إفريقيا، مضيفا أن مسلمي بلاده ينعمون بقبول كبير وسط المجتمع السنغالي بسبب انتهاج المنهج الصوفي الذي كان سببا في دخول 95 في المئة من السنغاليين في الإسلام، وإلى نص المقابلة:
● تأتي مشاركتكم قبل أشهر في المؤتمر الدولي المهم للإفتاء، فما أهم النتائج التي خرجتم بها؟

- مؤتمر الإفتاء هو نقطة لقاء مهمة للعلماء المسلمين المعتدلين، والمؤتمر كانت له توصيات إيجابية مهمة بشأن المتصدي للافتاء والشروط الواجب توافرها في المفتي، وكان هناك قرار مهم تمخض عن هذا المؤتمر، وهو الدعوة إلى تأسيس أكاديمية عالمية للإفتاء والتدريب عليه من أجل الارتقاء بالمفتين مقرها مصر، وإرساء بعثات منهم إلى الخارج لتوعية المسلمين بحقيقة الفتاوى الظلامية، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له مردود كبير لمجابهة التيارات الدينية التي توغلت بين المسلمين، وأحدثت بينهم البلبلة ومنع غير المؤهلين من إصدار الفتوى.

● كيف ترى حال المسلمين اليوم وخصوصا المسلم الإفريقي؟

- تعيش أمتنا اليوم واقعا مؤلما، واعتراها الهوان والتمزق والفرقة، ولعب المتشددون والمتطرفون دورا كبيرا في تشويه صورتنا، التي بدت وكأن الإسلام دين إرهاب وقتل، ودين يحض على سفك الدماء، واستغل أعداؤنا هذه الأمور الطارئة على ديننا وضخموا من الأزمة، وأصبح الإرهاب والقتل قرين الإسلام.

وهذه الأمور انعكست سلبا على مسلمي إفريقيا، حيث أصبح الإسلام في قفص الاتهام، إلى جانب المشكلات الأساسية التي يعانيها مسلمو السنغال وإفريقيا عموما، وهي الفقر والجهل، وعدم القدرة على التعليم، وعدم وجود مدارس وجامعات إسلامية تستوعب هؤلاء، ما اضطر عددا كبيرا منهم إلى التعليم الأجنبي وترك اللغة العربية، ودراسة الفقه والسنة.

● هل يعني ذلك أنكم لا تلقون دعما من الدول الإسلامية؟

- بكل تأكيد هناك دعم من جانب الدول الإسلامية والعربية، لكنه لم يلب حاجتنا بشكل كامل، فهناك نقص، ونحن بدورنا نشكر أشقاءنا في الكويت ومصر والسعودية، لأن دعمهم حافظ على ثبات هويتنا وعدم ذوباننا، والأزهر له دور كبير في استيعاب أعداد كبيرة من أبنائنا للدراسة.

● ما المصادر التي يتلقى منها المسلم السنغالي فتواه الدينية؟

- بطبيعة الحال السنغال بها مجلس أعلى للشؤون الإسلامية ومدارس وجامعات أيضاً إسلامية، ولها دور كبير في توعية المسلمين، وننتهج الإسلام الوسطي، وهناك تعاون كبير بيننا وبين مجامع الفقه والفتوى في البلدان الإسلامية، ونأخذ الفتوى من العلماء الثقاة المشهود لهم بالعلم، وبما يتناسب مع طبيعتنا.

● الجماعات الدينية المتطرفة وجدت في البلاد الإفريقية مناخا خصبا، وأصبحت تمثل خطرا على الإسلام اليوم كيف تواجهون هذه الجماعات؟

- تمدد الجماعات المتطرفة ليس مقصورا على البلاد الإفريقية، بل موجودة في كل بقاع العالم اليوم، ومع ذلك نعاني نحن مسلمي السنغال من هؤلاء، فقد تتوحش هذه الفئة بيننا، والحمد لله نقاومها بكل ما أوتينا من قوة، والدولة بكل أجهزتها تساعدنا في ذلك، وتعرف جيدا أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام، الذي عاش بينهم أكثر من ألف عام بسلام وطمأنينة.

● جدك الشيخ إبراهيم نياس داعية إسلامي شهير كان له دور كبير في نشر الإسلام في السنغال وإفريقيا، فهل تكملون هذه الرسالة؟

- جدي ترك لنا ميراثا من العلم، والدعوة مازالت باقية حتى يومنا هذا، وجميع مسلمي إفريقيا يعلمون دوره في نشر الإسلام، وكانت له صلات قوية بجميع الدول الإسلامية والعربية، والأجنبية، وكانت له مكانة خاصة لدى علماء الأزهر ومشايخها، فقد أفاد بحكم علاقته بهؤلاء واستفاد بعلمهم، حتى ان الشيخ محمود شلتوت عليه رحمة الله شيخ الأزهر منحه رئاسة الأزهر الشرفية، نظرا لعلمه الغزير.

ولُقب جدي أيضا بشيخ الإسلام، وكان أول داعية مسلم يؤم المصلين بالجامع الأزهر من إفريقيا، وكان من المؤسسين لرابطة العالم الإسلامي وعضو جميع لجانها، وهناك مقولة نضعها نصب أعيننا جميعا للشيخ الغزالي، قال عن جدي إننا مطمئنون على الإسلام في إفريقيا ما دام أمثال الشيخ إبراهيم نياس على رأس الدعوة في إفريقيا.

● ما المذهب الذي ينتمي إليه مسلمو السنغال وما تأثيره على واقعهم؟

- غالبية مسلمي السنغال ينتمون للمذهب السني المعتدل، ومعظمنا ينتمي للطرق الصوفية، لأن الصوفية هي التي كان لها دور كبير في اعتناق الأفارقة للدين الإسلامي، كما أن الدولة تدعم وتساعد المذهب الصوفي لمحاربة المتطرفين من التيارات الأخرى.

● الخطاب الديني يواجه إشكالية، فكيف ترى واقع هذا الخطاب على المسلمين والآخر اليوم؟

- الخطاب الديني اليوم في مرحلة اختطاف، من قبل أشخاص نصبوا أنفسهم متحدثين عن الإسلام، والاسلام لا يوجد متحدث باسمه، لكن نحن نعيش وفق قواعد فقهية ونصوص ثابتة تشكل مكون الإسلام، لكن ما نراه اليوم من تولي ناصية الخطاب الديني لأناس أساءوا إلى الدين هم أضروا الإسلام، لذا يجب أن نوحد صفوفنا ونقف جميعا ضد الخطابات الدينية الوافدة والمدسوسة ونكشف زيفها.

تنامي التطرف الديني أضر بمسلمي السنغال
back to top