خاص

المطاوعة لـ الجريدة.: لم نطلع على مشروع «مجلس الدولة»

● نرفض تأقيت المناصب لتعارضه مع استقلالية القضاء
● زيادة الرسوم لترشيد «كيدية» الدعاوى

نشر في 03-07-2016
آخر تحديث 03-07-2016 | 00:15
No Image Caption
مرة أخرى عادت الحكومة إلى محاولات السيطرة على القضاء بإعلان وزير العدل وزير الأوقاف يعقوب الصانع موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون مجلس الدولة، رغم رفض المجلس الأعلى للقضاء هذا المشروع.

وحسب ما أكده رئيس «الأعلى للقضاء»، رئيس المحكمة الدستورية، رئيس محكمة التمييز المستشار يوسف المطاوعة، فإن الحكومة لم تطلع مجلس القضاء على مشروعها، وهو ما يشكل أزمة جديدة ويؤكد الشبهات حول الهدف الحقيقي من القانون.

وفي تعليقه على قرب إصدار الحكومة مرسوم إحالة المشروع إلى مجلس الأمة لإقراره، قال المطاوعة لـ«الجريدة» إن «الأمر استقر على أخذ مجلس الأمة رأي السلطة القضائية في أية قوانين تتعلق بالقضاء».

وبشأن تضمُّن الاقتراح بقانون المزمع إقراره في مجلس الأمة اليوم مسألة تأقيت المناصب القضائية، قال المطاوعة إن مجلس القضاء أعرب عن رفضه تلك الفكرة في اجتماع تم قبل أسبوع، مشدداً على أنه مازال يرفضها لعدم سلامتها.

وأكد أن «الأقدر على تقرير المسائل المتصلة بالقضاء هم أهله، لأنهم من سيطبق عليهم القانون، لذا يجب أن يكون رأيهم محل اعتبار»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن تطبيق أي فكرة على السلطة القضائية ما لم تكن صائبة، لاسيما أنها ستؤثر على استقلال القضاء وعمله».

وأعرب عن تفاؤله بإقرار مجلس الأمة اليوم قانون استقلال السلطة القضائية، آملاً أن يحقق متطلباتها، ويعمل على تطوير أدائها واستقراره، بما ينعكس على تحقيق دورها في تحقيق العدالة.

أما عن زيادة الرسوم القضائية، فرأى المطاوعة أن هذا الموضوع يجب النظر إليه من جهتين، الأولى أن تلك الزيادة هدفها ترشيد رفع الدعاوى القضائية، والثاني اعتبار هذه الزيادة مورداً للدولة، يجب النظر فيه، لاسيما أن تلك الرسوم لم تزد منذ عام 1973.

وأضاف أن الواقع العملي كشف أن رسوم بعض الدعاوى التي لا يتجاوز رسمها الثابت 5 دنانير، تتفرع منها دعاوى أخرى يهدف بها بعض المتقاضين إلى «الكيدية»، ما يؤدي إلى تعطيل مصالح الخصوم في المحاكم، معتبراً أن زيادة الرسوم التي تستغل لرفع تلك الدعاوى ستعمل على ترشيد الأمر.

ولفت المطاوعة إلى أن الرسوم تعد مورداً مالياً للدولة في مقابل ما تبذله لتحقيق العدالة من دفع مرتبات القضاة والمستشارين والموظفين، مبيناً أن تلك الرسوم لم تعد تتناسب مع ما يُبذل من جهد وما يُقدم من خدمة.

وأشار إلى ضرورة «وجود رسم رمزي يتلاءم مع ما يقدم من جهود وخدمات، وهذا معلوم في علم الإدارة الحديثة، إذ تقدر جودة الخدمة بمصروفاتها».

وأوضح أن الرسوم التي ستتم زيادتها، حسب المشروع، ستكون ضمن موارد الدولة، ولن تتم تغطية صندوق القضاة الوارد بالقانون كاملاً منها، بل ستستقطع نسبة لتطوير خدمات القضاء، وستكون من ضمن موارد صندوق القضاة الذي سيوفر العديد من الخدمات لرجال السلطة القضائية، أما باقي هذه الرسوم فستؤول إلى ميزانية الدولة لتطوير باقي خدماتها.

تناقضات الوزير الصانع بـ «مجلس الدولة»
في 21 مايو 2016 قال الوزير الصانع في مؤتمر صحافي رداً على ما أثارته «الجريدة» بشأن مشروع قانون مجلس الدولة إن «الموضوع عبارة عن فكرة لمشروع يمر بمراحل عديدة قبل إجازته، ابتداءً من وزارة العدل ثم إلى الفتوى والتشريع التي تأخذ آراء مجلس القضاء الأعلى، وكل الجهات ذات الصلة من ديوان الخدمة والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ثم اللجنة القانونية بالمجلس، وتوصي هذه الأخيرة بالموافقة أو الرفض، وفي حال الموافقة يصدر مرسوم بإحالتها إلى مجلس الأمة، وهنا يصبح مشروع قانون»، هذا نقل حرفي لما جاء بتصريح الوزير.

وأمس أعلن الصانع لإحدى الصحف الزميلة أن مجلس الوزراء أقر «مجلس الدولة» وأحاله إلى مجلس الأمة، في حين أكد رئيس السلطة القضائية المستشار يوسف المطاوعة لـ«الجريدة» أنهم لم يطلعوا على المشروع الحكومي.

ويبقى السؤال الآن، إذا كان رأي «السلطة القضائية» من ضمن الإجراءات التي أعلنها الصانع لإقرار «مجلس الدولة»، فلماذا سقط عمداً؟ وما الذي يريد أن يخفيه الوزير عن السلطة القضائية؟

back to top