أئمة الحديث: أبوداود

نشر في 02-07-2016
آخر تحديث 02-07-2016 | 00:00
No Image Caption
هو إمام الأئمة في الحديث وأحد أصحاب كتب الحديث الستّة المشهور، إنه الإمام أبوداود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السِّجِسْتَانِي، وُلِد مطلع القرن الثالث الهجري سنة 202هـ بسجستان (مدينة تقع على الحدود الأفغانية الإيرانية) أحب الإمام أبوداود العلم وكان شغوفا به، وكان همه منذ نعومة أظافره طلب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتدوينه، وقد قال عنه ابن خلكان: كان في الدرجة العالية من النسك والصلاح.

طاف أبوداود البلاد، وارتحل إلى أمصار الحضارة الإسلامية في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عنهم، ولقي خلال هذه الرحلات عددًا كبيرًا من كبار الحفاظ والمحدثين، أبرزهم أحمد بن حنبل، والبخاري، كما تتلمذ على يديه الكثيرون ورووا عنه.

صنف أبوداود الكثير من الكتب، وخصوصاً في فنون علم الحديث روايةً ودرايةً، لكن أبرز كتبه الذي زاده شهرة هو كتابه المعروف بـ"سنن أبي داود"، وهو كتاب يأتي في المرتبة التالية بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم في الشهرة والمكانة، وقد عُدَّ أول كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وقد بلغت أحاديث هذا الكتاب ثمانمئة وأربعة آلاف حديث، صنفه وانتقاه من أصل خمسمائة ألف حديث، ولذا يُعَد الكتاب من مظان الحديث الحسن.

ولم يقتصر أبوداود في سننه على الصحيح، بل خَرج فيه الصحيح والحسن والضعيف، وقد وضح منهجه فيه بقوله: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، وقال: "وما كان فيه وهن شديد بيَّنته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض"، وحين فرغ منه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه، وفي مكانة هذا الكتاب فقد أبلغ زكريا الساجي، حين قال: "كتاب الله أصل الإسلام، وسنن أبي داود عهد الإسلام".

قال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب "السنن": أُلِين لأبي داود الحديث، كما ألين لداود الحديد، وحاز أبوداود على إعجاب معاصريه وثقتهم، وقيل في حقه: "خلق أبوداود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة".

طلب منه شقيق الخليفة العباسي، بعد فتنة الزنج في البصرة، أن يقيم بها لتعمر بالعلم، وقد أجاب طلبه، وظل بها حتى وافته المنية، يوم الجمعة، 16 شوال، سنة 275هـ.

back to top