«الإسلام فطرة الله»... يوضح نظرة الدين للمال

نشر في 01-07-2016
آخر تحديث 01-07-2016 | 00:00
No Image Caption
يتناول كتاب "الإسلام فطرة الله"، من تأليف المفكر الإسلامي وزير الأوقاف المصري الأسبق، الدكتور محمد البهي، وظيفة الإنسان على الأرض، ونظرة الإسلام إلى المال، كأمانة استخلف الله الإنسان عليها، ومشروعية الزكاة، ومميزات الاتجاه الاجتماعي الإسلامي.

وتحت عنوان "رسالة الإنسان على الأرض"، و"إعداد الإنسان في طبيعته للرسالة"، يذكر الكتاب أن الإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة طبيعية، تساير فطرته وطبيعته، والتي يتميز بها عن الكائنات الأخرى، والبقاء الإنساني والمحافظة عليه أهم هدف للإسلام، إذ به ترتبط رسالته في حياته، وهي نصرة الحق على الباطل، والإنسان إذن لكي يناضل ويكافح من أجل الحق، ويدفع غواية الباطل وإضلاله، لابد أن يحافظ على بقائه في حياته الفردية، وعلى استمرار نوعه الإنساني ونحن نرى أن الإسلام يقر بذلك في قوله تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ". (آل عمران: 14 ـ 15).

وتحت عنوان "أصول النظرة الإسلامية إلى المال" يقول المؤلف: الإسلام يرى المال أمرا ضروريا، وطبيعيا في الوقت نفسه في حياة الإنسان، وضرورة غير مباشرة في رسالة الإنسان على الأرض، لنصرة الحق على الباطل، ولكن في الوقت نفسه، ينظر إليه كذلك على أنه ينطوي على الإغراء فيقول تعالى "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ". (الأنفال: 28).

ويشير المؤلف إلى أن النظرة الأساسية للمال في الإسلام، هي أن هذا المال ملك لله، والإنسان مستخلف عليه، ومفوض فيه نائبا عن الله، ومؤدي هذه النظرية، أن الملكية الحقيقية للمال هي لله، وإن وجد بيد الإنسان فهو وديعة أو أمانة، يجب أن يسلك الإنسان فيه المسلك الذي يصونه عن التبديد، أو العبث فيلتزم فيه حدود الله، سواء في طرق التحصيل، أو في وسائل التنمية، وأن ينفق في سبيل الله، وفيما دعا الله إلى الإنفاق فيه لصالح المجتمع، أو لصالح من عداه من الأفراد فيه، زيادة عما يؤديه من الزكاة، وهذا يوجب أن تكون التربية الأخلاقية (وليس إلزام السلطة)، هي قانون الحياة الإنسانية في المجتمع الإسلامي.

back to top