حصى الكلى... الأسباب والعلاجات

نشر في 11-06-2016
آخر تحديث 11-06-2016 | 00:02
No Image Caption
ثمة أنواع مختلفة من حصى الكلى، ويسبّب كل منها ألماً كبيراً. هي عبارة عن كتل صغيرة من مواد صلبة تُعرف بالبلورات تتكوّن في الكلى التي تعمل على تنقية الدم من الفضلات والسموم.
تختلف «الحصى» بالحجم والشكل، وتكون غالباً صفراء أو بنيّة اللون. على سبيل المثال، يكون بعضها خشناً وصغيراً كحبّة التراب، في حين يكون بعضها الآخر كتليّاً بحجم كرة الغولف.
يمكن للحصى أن تتمركز في الكلى أو تنتقل إلى المسالك البولية (أجهزة الصرف الصحّي في الجسم)، وتعلق فيها مسبّبة ألماً كبيراً في البطن أو جانب الظهر. وقد تشمل الأعراض الأخرى الغثيان، والقشعريرة، والدم في البول.
حصى الكلى أحد أكثر الاضطرابات شيوعاً الذي يطاول المسالك البولية. تنتج منها ملايين الزيارات إلى المراكز الصحيّة وغرف الطوارئ في المستشفيات حول العالم. يتعرّض لها الرجال والنساء على السواء، إلا أنّ حصى «ستروفيت» أكثر شيوعاً لدى النساء، في حين تصيب حصى «حمض اليوريك» الرجال. مع ذلك، ينتشر مرض حصى الكلى لدى الرجال أكثر من النساء. كذلك، يتعرّض الأشخاص البدينون أكثر من غير البدينين للإصابة به.

ما هي الكلى؟

الكلى جزء من الجهاز البولي، حجمها بحجم كفّ اليد، وشكلها مثل حبّة الفاصوليا. تقع في أسفل القفص الصدري، وعلى جانبي العمود الفقري خلف الأمعاء.

للكلى وظائف عدّة مهمّة جدّاً، تعمل في الدرجة الأولى على تنقية الدم من الفضلات والسموم وكميّة الماء المفرطة، تتخزّن في المثانة ثمّ تُفرغ من الجسم عن طريق مجرى البول. كذلك، تعمل الكلى على تعديل معدّلات الإلتكتروليت (الكهارل) في الجسم، بما فيها الصوديوم والبوتاسيوم، والفوسفات... للحفاظ على توازن الأحماض في الجسم. تُفرز الكلى كذلك هرمونات تعمل على تنظيم ضغط الدم والحفاظ على مستواه الطبيعي وتصنيع الكريات الحمراء في الدم، والحفاظ على تركيبة العظم وقوّته.

علاوةً على ذلك، تساهم الكلى في منع تراكم الفضلات والسوائل في الدم، وتحافظ على نسبة الأملاح والماء في الجسم رغم التغيّرات التي يتعرّض لها (تناول الأطعمة والمشروبات والأدوية وتغيّر معدّل حرارة الجسم وغيرها...).

ظهور الحصى

تظهر الحصى بعد ارتفاع كثافة المواد الطبيعية في الكلى بشكل ملحوظ (خصوصاً الكالسيوم، والأكسالات والفوسفور). يعود سبب هذه العملية، التي تُعرف أحياناً بـ «تحصّي الكلى»، إلى عوامل عدّة، بما فيها انخفاض كميّة السوائل، أو الحمية الغذائية، أو تناول بعض الأدوية كمدرات البول، ومضادات الحموضة المصنوعة من الكالسيوم.

ترفع أسباب عدّة خطر إصابة الأشخاص بحصى الكلى، وتشمل ما يلي:

التاريخ العائلي. تكون الإصابة بحصى الكلى وراثية.

الظروف الصحيّة التي تؤثر في معدّلات مواد الجهاز البولي.

انسداد في مجرى المسالك البولية.

مشاكل في الجهاز الهضمي.

التهابات متكرّرة في الجهاز البولي.

أنواعها

ثمة أربعة أنواع أساسية لحصى الكلى: حصى الكالسيوم، وحصى حمض اليوريك، وحصى الستروفيت، وحصى السيستين.

تشمل حصى الكالسيوم نوعين: أكسالات الكالسيوم، وفوسفات الكالسيوم. وهي الأكثر شيوعاً بين أنواع حصى الكلى.

في معظم الحالات، تظهر حصى أكسالات الكالسيوم إثر ارتفاع معدّلات الكالسيوم والأكسالات في البول بشكل ملحوظ. لكن في حال وجود معدّلات مرتفعة من الكالسيوم في البول، وفي حال كان البول قلوياً أيّ عندما تكون درجة الحموضة مرتفعة جدّاً، تظهر حصى فوسفات الكالسيوم بدلاً من أكسالات الكالسيوم.

أمّا حصى حمض اليوريك، فتظهر عند وجود إفراط في كميّة الأحماض في البول، أيّ تكون درجة حموضته منخفضة. ينتج ذلك من اتباع حمية غذائية غنيّة بالبورينات، مواد تساعد في إنتاج حمض اليوريك وتتوافر بكميّات كبيرة في البروتينات الحيوانية.

بالنسبة إلى حصى الستروفيت، تُسمى أحياناً حصى الالتهاب، مصنوعة من المغنيزيوم، والأمونيوم، والفوسفات وتتكّون عادة في البول القلوي.

تتكوّن هذه الحصى جرّاء التهابات تصيب المسالك البولية العليا، بما فيها التهاب الكلى، عندما تُنتج البكتيريا أنزيم اليورياز الذي يساعد في تكسير اليوريا (كتل بولية) إلى أمونيا وغاز ثنائي أوكسيد الكربون.

أمّا في ما يتعلّق بحصى السيستين، فتنتج من اضطراب وراثي يسبّب إنتاج السيستين، وهو حمض أميني يتسرّب من الكلى إلى المجاري البولية.

الأعراض

العارض الرئيس الذي ينتج من حصى الكلى ألم البطن وجانب الظهر. يكون الألم العارض الأكثر شيوعاً خفيفاً في البداية ويشمل المناطق التالية: الخاصرة، ومناطق الجسم الواقعة بين الأضلاع والحوض، بما فيها الجزء العلوي من البطن وأسفل الظهر.

يصبح الألم حادّاً وشديداً غالباً، عندما تتقلّص عضلات الحالب (قناة عضلية تحمل البول من الكلية إلى المثانة البولية) وتتلاشى حول الحصى. ينتقل الألم إلى المنطقة السفلى من الجسم أيّ منطقة الحوض، ما إن تعبر الحصى من الكلى إلى المسالك البولية. نشير إلى أبرز الأعراض في ما يلي:

الغثيان والتقيؤ.

الدم في البول.

يبدو البول غامق اللون ورائحته كريهة.

يكون لون البول غير طبيعي: زهري، أو أحمر، أو بنّي.

حاجة مفرطة إلى التبوّل.

إيجاد صعوبة كبيرة أثناء التبوّل.

شعور بالحريق أثناء التبوّل.

العلاج

تكمن أفضل طريقة للعلاج في شرب كميّات كبيرة من الماء من شأنها استخراج الحصى عبر المسالك البولية. أمّا بالنسبة إلى الحصى الكبيرة، فقد يستلزم استخراجها من الجسم، في أسوأ الحالات، عملية جراحية أو إجراءات أخرى تكون ضرورية للتخلّص منها.

مرور حصى الكلى

أفضل طريقة لجعل الكلى تخرج عبر المسالك البولية هي شرب كميّات كبيرة من الماء، نحو 6 إلى 8 أكواب كبيرة يومياً. بينما تعبر الحصى من الكلى إلى الجهاز البولي، يتشعر بألم غالباً ما يكون حادّاً.

لذلك، يساعد تناول الأدوية المضادة للألم، كالايبوبروفين (أدفيل، مورتين)، أو الاسيتامينوفين (تايلينول)، أو نابروكسين الصوديوم (أليف)، في تخفيف حدّة الالآم المعتدلة. قد يستدعي الألم الشديد والحادّ الذي يطاول البعض تناول أدوية مخدّرة أو دخول المستشفى لأيّام عدّة.

الأدوية

في حال أخفقت في التخلّص من الحصى بصورة طبيعية، قد يصف لك الطبيب تناول حاصرات ألفا (أدوية مضادة للمستقبلات الإدرينالية) كالتامسولوسين مثلاً الذي يرخّي عضلات المسالك البولية، ممّا يسمح بمرور الحصى بشكل أسهل. كذلك، قد يصف لك أدوية أخرى تساعد في تذويب الحصى، أو تخفيض الكتل المسبّبة لتراكمها في الكلى، أو تجنّب ظهور كميّات جديدة منها. لا شكّ في أنّ الدواء سيتماشى مع الظروف الصحيّة التي تمّر بها ويناسب نوع الحصى الموجودة في الكلى لديك.

استخراجها

تصبح العملية الجراحية، أو الإجراءات الطبيةّ الأخرى، ضرورية في حال كانت الحصى كبيرة جدّاً، أو تعيق المسالك البولية وتدفّق البول، أو تنتج منها التهابات أو أضرار في الكلى، أو تتسبّب بألم شديد.

تشمل الإجراءات ما يلي:

تقنية تفتيت الحصى بموجات صادمة من خارج الجسم عبر استخدام آلة مُفتّت الحصى لتحويل الأخيرة إلى قطع صغيرة.

تقنية استخراج الحصى من الكلى عبر إدخال أداة، على شكل أنبوب طويل، في المجاري البولية، بالإضافة إلى كاميرا صغيرة لاستخراج الحصى أو تفتيتها.

تقنية استخراج حصى الكلى عن طريق الجلد، باستخدام منظار الكّلية (كاميرا بصرية ليفيّة) يتم إدخاله إلى الكلى بعد شقّ منطقة صغيرة من الظهر.

الوقاية منها

بالنسبة إلى الأشخاص المعرّضين للإصابة بمرض حصى الكلى جرّاء تاريخهم العائلي والعوامل الصحيّة الوراثية، أو بسبب وزنهم الزائد، تساعد الحمية الغذائية المناسبة وبعض التغيّرات في نمط الحياة في تجنّب ظهور حصى جديدة. لذلك، تكمن أفضل طريقة في شرب كميّات كبيرة من السوائل. ينصح الخبراء بشرب غالون ونصف غالون من الماء يومياً أو السوائل التي تساعد في التبوّل (ليتران يومياً).

إضافة إلى ذلك، يتعيّن على المرء شرب المزيد من الماء والسوائل في حال كان يمارس الرياضة أو كان الطقس حارّاً. لا بدّ كذلك من تخفيض نسبة تناول المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين، بما فيها القهوة والشاي والكولا (كوب أو كوبان يومياً كحدّ أقصى).

يُشار هنا إلى مشروبات مفيدة لمنع تكاثر حصى الكلى أو ظهورها من جديد، وتختلف وفق اختلاف نوع الحصى:

لمنع تكوّن حصى أكسالات الكالسيوم، يجب الابتعاد عن المشروبات الغنية بالأكسالات كعصير التوت البرّي وعصير التفاح.

تفيد المشروبات التي ترفع نسبة الحموضة في البول، كشراب التوت البرّي، في تجنّب تكوّن حصى فوسفات الكالسيوم وحصى الستروفيت.

لمنع تكوّن حصى حمض اليوريك، يُنصح بشراب الكشمش الأسود الذي يجعل البول قلويّاً.

تفيد المشروبات الحمضية، كعصير البرتقال والليموناضة، في تفادي تكوّن البلورات في الكلى.

الحمية الغذائية المناسبة

إذا كنت معرضاً للإصابة بحصى أكسالات الكالسيوم، فمن الضروري الحدّ من تناول الأغذية الغنية بالصوديوم (الملح). يزيد الأخير إفرازات الكالسيوم في البول. تكمن أسهل طريقة لفعل ذلك في الحدّ من تناول الأغذية المصنّعة، كالوجبات السريعة والمجمّدة والخضراوات المعلّبة... إلخ. كذلك، لا بدّ من تخفيف تناول اللحوم وأنواع البروتينات الحيوانية الأخرى، بما فيها البيض والسمك، لأنّها تزيد إفرازات الكالسيوم وتخفّض إفرازات السترات.

كذلك، يجب الحدّ من تناول الأغذية الغنية بالأكسالات، بما فيها:

بعض أنواع الفاكهة كالكشمش والفراولة والعنب...

بعض الخضراوات كالكراث والسبانخ.

بعض الأغذية والمشروبات الأخرى: كالتوفو والمكسّرات والشوكولاتة والشاي والقهوة والقمح...

أمّا بالنسبة إلى حصى حمض اليوريك، فينصح الخبراء بالحدّ من البروتينات الحيوانية التي تحتوي على بيورينات.

في النهاية، يجب التذكير بأهمية تناول كميّات كبيرة من الكربوهيدرات وتجنّب خسارة الوزن بصورة مفاجئة وسريعة.

كذلك، يجدر الحدّ من:

البصل.

البقوليات.

الفطر.

السبانخ.

نبات الهليون.

الزهرة.

الأطعمة الدهنية.

الحمية الغذائية المناسبة تساعد في تجنّب ظهور حصى جديدة في الكلى
back to top