تكامل الرؤية نحو العمل والحياة

نشر في 12-04-2014
آخر تحديث 12-04-2014 | 00:01
 نبيل عرابي يعطي تكامل الرؤية نحو الحياة الإنسانَ فرصة فهمها بجميع أبعادها وجوانبها، ومن دون هذا التكامل قد يفهم جانباً منها دون سائر الجوانب، فيتطرف في ذلك الجانب ويصبح ما تبقى مهملاً بالنسبة إليه.

  وبما أن الحياة كلٌ لا يتجزأ، نجد أن نوعاً من الناس لا يرى من الحياة إلا بُعداً واحداً منها، فلا يوفق في السيطرة عليها وتسخيرها من أجل أهدافه السامية... هناك مراحل متكاملة للعمل في الحياة هي: الإيديولوجيا والاستراتيجيا والتكتيك.

فالإيديولوجيا هي الأفكار العامة التي هي خلاصة تجارب الإنسان، وخلاصة عقله، والاستراتيجيا هي توضيح هذه الأفكار بالقياس إلى الزمان والمكان والطاقات، بينما التكتيك هو تفصيل الاستراتيجيا بالقياس إلى الساعات والأيام والأعمال الجزئية.

هذه المراحل الثلاث، لو نظر إليها الإنسان نظرة تكاملية لاستطاع أن يوظفها في سبيل توجيه الحياة، أما إذا لم تكن هناك نظرة تكاملية إلى هذه الأبعاد الثلاثة فإنه سيجد أن الإيديولوجيا شيء، والاستراتيجيا شيء آخر، والتكتيك شيء ثالث دون أي ترابط وانسجام في ما بينها، وسيجد أيضاً أنه يفكر بالنسبة إلى كليات الحياة بطريقة، وبمراحلها بطريقة أخرى، وأن أعماله اليومية تتناقض مع تلك الأفكار والاستراتيجيا.

وللتوفيق بين الاستراتيجيا والإيديولوجيا والتكتيك يجب أن تنطلق استراتيجيا الإنسان من أفكاره ومقاصده، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت رؤيته نحو أهدافه محددة وواضحة كعين الشمس.

ولكي تتكامل الإيديولوجيا والاستراتيجيا، والفكرة والتخطيط، والثقافة والسلوك، وكي تتكامل الاستراتيجيا مع التكتيك، والخطة العامة مع الخطط الجزئية فنحن في حاجة إلى رؤية بينة وجلية تجاه الاستراتيجيا، بشكل متناسق وعميق، وبشمولية متماسكة، لأن هذا التبيان سيكون طريقاً لتلمس معالم الخطة. فكلما بلورنا رؤيتنا تجاه الاستراتيجيا أكثر، توصلنا إلى خطط جزئية أفضل، بهذا الأسلوب نستطيع أن نضمن تكامل الرؤية بين المراحل الثلاث.

فحينما يحصل الإنسان على قوة مما حوله، وعلى قدر من الوقت، وعلى إمكانات بشرية فعليه أن يوزع هذا القدر المحدود من الطاقات، على مختلف جوانب العمل، من دون أن يظلم جانباً لحساب جانب آخر.

والإنسان اليوم رهينة بوجود الاختصاصات المختلفة، وتكامل هذه الاختصاصات مع بعضها بحيث يضمن طاقات كثيرة بتكاملها وتناسقها، وتقدما متواصلا في عملها، والهدف هو الذي يحدد موقع الفرد في المجموعة لا نوع العمل.

لذلك، حينما ننظر إلى العمل كشيء واحد، وننظر إلى الهدف الأسمى الذي يحققه هذا العمل، ثم ننظر إلى أنفسنا كفرد واحد لا أكثر، آنئذٍ كل منا يتقبل الدور المناسب له.

back to top