كيف نحتال؟

نشر في 22-02-2014
آخر تحديث 22-02-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي نخبة كبيرة من البشر يحبون الضحك لكن يعز عليهم الضحك، ويخافون الحزن ويتسارعون إليه. هذه المفارقة ليست غريبة في أوضاع قد تكون انقلبت فقلبت كل المفاهيم.

أصبحنا كما يقول الشاعر: "وما حيلة المحزون إلا لواعجٌ"... فلماذا لا تكون حيلتنا أن نسخر من الحزن قبل أن يسخر منا؟

ولماذا لا نتمترس في اللامبالاة حتى لا تلتقطنا عيون الحزن الشرسة؟ فهي لا تزال تنهش فينا حتى نقول، كما قال الشاعر شيخ المعرة: "فيا موت زر فإن الحياة ذميمة".

نحن في الحياة عابرو سبيل، لكن لا نفتأ نجمع الهم من هنا، وهناك وتتعامى أبصارنا عن كل فرح نصادفه.

حتى إن شاءت الظروف واضطررنا لجمعه، فالأحرى بنا أن نقذفه في درك الطريق التالي.

كلما ساورني شعور الحزن أتذكر ما قاله أبو الدرداء عندما سبّه رجل، حيث لم يرد عليه، لكنه قال: أوَكل ما سمعنا منهم، نأخذهم به؟ فالتغافل يبعد ما يهمنا.

وعلى غرار ما قاله، لماذا لا نقول لأنفسنا: أفكلما جاء ما يحزننا نستقبله بكل أناقة دموعنا؟

مجموعة كبيرة من الكتب تدعونا إلى تجنب الحزن وآلية ذلك، ولكن يبقى في النهاية نحن من يختار، فحتى لو أصبحنا فطاحل في سرد كيفية السيطرة عليه، فلن نغلبه حتى نغلب أنفسنا.

back to top