الحل في الصين!

نشر في 23-05-2014
آخر تحديث 23-05-2014 | 00:01
 حمد نايف العنزي  في معظم ديمقراطيات العالم يقوم الحزب الحائز أكبر عدد من مقاعد البرلمان بتشكيل الحكومة، مما يجعل البرلمان داعما لبرامجها وخططها، فالتوافق بين الحكومة والبرلمان أحد أسباب نجاحها، بعكس التصادم والاختلاف الذي يعوق حركتها ويقيدها، ويؤزمها!

حكومتنا، رغم أنها لم تنجح في الانتخابات، وجرى تشكيلها من خارج البرلمان عن طريق التعيين، فإن الأمور سارت على مزاجها وهواها، وأتت نتائج الانتخابات بمجلس لا همَّ لمعظم النواب فيه سوى رضاها، عدا قلة قليلة شاغبت قليلاً ثم قدمت استقالاتها، وتم قبولها بصدر رحب!

وبنظرة سريعة إلى أسماء المرشحين للانتخابات التكميلية وحظوظهم بالفوز، يتضح لنا أننا سنكون بعد شهر من الآن– إن لم تحدث مفاجآت- أمام مجلس حكومي كامل الدسم، والدنيا ربيع والجو بديع! وفي حال حدث هذا الأمر، علينا ألا نكتئب ونتشاءم، فنحن سنكون أمام حالة سياسية ربما لم تمر بها البلاد من قبل، وعلى الحكومة أن تستغل هذا الوضع لتغيظ كل منتقديها، وأن تتوكل على الله وتديها تنمية وتطوير وإنجاز، فلا استجوابات ولا ضجيج ولا صراخ يأتيها من النواب، وكلهم يقولون لها سيري ونحن من ورائك، نحمي ظهرك وندعو لك بطول العمر والبقاء!

نعم، هذا ما يفترض أن تكون عليه حالها، وما نأمل جميعا صادقين أن يتحقق، لكن التمني شيء والواقع شيء آخر، ومن كثر ما داهمتنا الكوابيس الحكومية في الأعوام الأخيرة لم نعد نعرف كيف نحلم حلماً جميلاً!  فكلنا يتذكر كيف كانت الحكومة تلقي باللائمة فيما مضى على من كانت تسميهم بالمؤزمين، وتحلف ألف يمين أنهم سبب توقف التنمية، وأنها لولاهم، ولولا إشغالهم إياها عن أداء واجباتها لما نافستها حكومة من حكومات الأرض!

ومرت الأيام، ودارت الأيام، وجاء مرسوم الصوت الواحد فقاطع هؤلاء المؤزمون الانتخابات، ولم يقترب أحد منهم مسافة 500 متر من المجلس، تركوه لها تسرح وتمرح فيه، فماذا كانت النتيجة؟!

براءة المؤزمين من كل التهم الحكومية، وضرورة تعويضهم ماديا عن تشويه سمعتهم وسمعة التنمية! لأجل هذا لسنا متفائلين بأن استقالة النواب الخمسة ستغير شيئاً، والوضع يبدو أنه سيستمر كما هو، محلّك سر، أو ربما للخلف در، وهو الأرجح عندي!  

***

شركة صينية معروفة بجودة أعمالها تدعى "بي أس بي" تمكنت قبل شهرين من بناء فندق من فئة الخمس نجوم مكون من 30 طابقاً ويحوي 316 غرفة، و32 جناحاً في 15 يوما فقط، وبكلفة إجمالية لم تتجاوز 17 مليون دولار... تصوروا!

أما السبب في تحقيق هذه السرعة المذهلة كما يقول نائب رئيس الشركة فهو أسلوب البناء المبتكر الذي وضعوه، إذ إن نحو 93 في المئة من البناء هو مكونات مسبقة الصنع، مع هذا، نائب الرئيس لا يعتبر هذا إنجازاً، ويبشرنا بأن شركته ستكون قادرة قريبا على تشييد مبان مماثلة في 8 أيام، فالعمال أصبحوا أكثر مهارة وقدرة من ذي قبل!

الحمد لله، يبدو أننا وجدنا ضالتنا أخيرا، فهذه الشركة هي أفضل حل لكل مشاريعنا المتعطلة والمتوقفة، نستخرج لعمالهم فيزا لمدة شهر وهم يتكفلون بإصلاح كل شيء، فإن أعجبنا عملهم وقعنا معهم عقداً جديداً لمدة شهرين، ينفذون خلالهما بناء مدينة الحرير، وبناء 120 ألف وحدة سكنية، و9 مستشفيات، وربما يتفضلون علينا أثناء مغادرتهم فيعيدون إصلاح المطار في ساعتين... وبالمجان!

"فكرة مش بطالة"، ما رأيكم، وما رأي الحكومة؟!

back to top