السيسي على مقياس ريختر!

نشر في 07-06-2014
آخر تحديث 07-06-2014 | 00:01
 ناصر حضرم السهلي وصفوه بالمنقذ وأسبغوا عليه أوصاف التقديس والتعظيم والتبجيل التي حظي بها ولم يحظ أي حاكم قبله وبعده!

أنا لا أهاجم أحداً في هذا المقال، ولكن أستغرب من شعب خرج قبل وقت قصير على الظلم والظالمين في ميدان التحرير، وكان من ضمن شعاراته لا لنسبة 99% في الفوز بالانتخابات الرئاسية، والآن يحدث مثل ما حدث قبل الثورة المصرية مع الزعيم السيسي الذي حصد ما حصده أبوعلاء 96% وفي أول نزول له!

إذاً فمن هم الذين اعتكفوا في ميدان التحرير قرابة 18 يوماً؟ أليسوا المصريين، أم هم شعب من السراب، وطموحهم سرابي اختفى باختفاء الرئيس الشرعي لمصر، والذي جاء بعد تراكمات من الغبن والقهر أصابت المواطن المصري طيلة عقود من حكم العسكر؟!

فالسيسي الآن هو رئيس مصر، وجاء ذلك نتيجة انتخابات كانت أحادية التنافس كما هو واضح وضوح الشمس، والآن حدث ما حدث وانتهى الموضوع، ولكن السؤال هنا: هل يستطيع السيسي أن يحافظ على الرئاسة لأن هذا الكرسي بالذات مصنوع من مادة التيفال التي ما إن يجلس عليها رئيس حتى ينزلق؟!

 ومصر معروفة من تاريخ الخديوي فاروق، وهي تعيش أزمات متلاحقة من السادات إلى نجيب وعبدالناصر وحسني، بعضهم بانقلاب عسكري أو اغتيال أو ثورة، فكيف يضمن السيسي أن يكون على هذا الكرسي إلى أن يموت؟ وكيف يضمن حتى لو بعد سنة من الآن ألا يهتز كرسيه على مقياس ريختر ومن ميدان التحرير ورابعة العدوية معاً تحت شعار "مش هنمشي لما يمشي"؟ كيف يضمن؟!

ومصر هي الأفق والعمق الاستراتيجي للخليج والعالم العربي، ولذلك أي حدث سلبي لها هو سلبي على العالم العربي أجمع؛ فأتمنى لها الاستقرار والأمان والعدل والمساواة، وأن يعامل ابن الفلاح البسيط مثلما يعامل ابن الوزير!

back to top