زمن الشائعات

نشر في 06-08-2014
آخر تحديث 06-08-2014 | 00:01
يجب علينا أن نبحث عما ينفع البلاد والعباد قبل فوات الأوان، وأن نبتعد عن الشائعات الهدامة ومثيريها، ولنقرأ ونتعلم فإن بداية طريق العمل في التعلم وبداية التعلم في القراءة، فكيف نريد أن نواكب شعوب العالم المتقدمة ونبني كويتنا إذا كان الغبار يملأ مكتباتنا وكتبنا... إن وجدت؟
 خالد الجري شاهدنا في الآونة الأخيرة كيف باتت الشائعات تنتشر بشكل كبير، وذلك لسهولة تناقلها عبر التكنولوجيا الحديثة، فبدلاً من أن يستخدم المواطن العربي هذه التكنولوجيا في تطوير نفسه أثبت أنه سباق إلى تسخير الأمور لما فيها مضرته بدلاً من استخدامها في التطوير والبحث.

في السابق، كان من الصعب التحقق من مصدر الشائعة ومعرفة الغاية منها لضعف وسائل التواصل وعدم سهولة البحث والتقصي، أو لبعد المسافات وبطء الانتقال، لكننا اليوم وأمام التكنولوجيا الحديثة وبقليل من العلم يمكننا أن نتحقق من مدى صحة أي شائعة والوقوف على أسباب انتشارها، التي قد يكون أبرزها حب الناس للشائعات، واعتقادهم أن موضوعها مثير وجديد أو لتعبئة فراغ روحي ونفسي لديهم أو للتسلية، دون مراعاة ما يمكن أن تلحقه من ضرر بحق الوطن والمواطنين.

وعلى ذلك فلا عذر لدينا اليوم حينما تمر علينا مسألة، ونجيب بـ"لا نعرف" أو ننتظر من يخبرنا، فالتكنولوجيا اليوم سهلت علينا العديد من الأمور، ومنها سرعة الوصول إلى المعلومة ببعض الجهد، لتقصي الحقيقة وإظهارها.

 غير أننا ابتعدنا عن القراءة وتفرغنا لنشر الشائعات القاتلة، وخير دليل على ذلك ما يتم تناقله حالياً في مواقع التواصل الاجتماعي، فقليل منا من يبحث عن مصدر المعلومة والتأكد منها قبل نشرها متناسين قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْما بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، حالة الكسل التي أصابتنا اليوم جعلتنا نجلس في أماكننا ننتظر أن تأتي المعلومة إلى أحضاننا مخالفين أمر الله في محكم آياته "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".

ونسينا أن كلمة "اقرأ" هي أول كلمة نزلت في كتاب الله على رسوله الكريم، وكلنا نعرف أن القرآن مليء بالمعجزات، وهذه الكلمة هي إعجاز بحد ذاتها، فإذا تمعنا في كلماته سبحانه وتعالى فسنجد العديد من الحلول لكثير من مشكلات حياتنا اليومية، فالدين الإسلامي هو الدين الوحيد الشامل الذي فصل للإنسان جميع شؤونه.

وفي حديث الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِما اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".

فواجب علينا أن نبحث عما ينفع البلاد والعباد قبل فوات الأوان، والابتعاد عن الشائعات الهدامة ومثيريها، ولنقرأ ونتعلم فإن بداية طريق العمل في التعلم وبداية التعلم في القراءة، فكيف نريد أن نواكب شعوب العالم المتقدمة ونبني كويتنا إذا كان الغبار يملأ مكتباتنا وكتبنا... إن وجدت؟

رحم الله نزار قباني حين قال: "إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب، ويريدون أن يخوضوا البحر وهم يتزحلقون بقطرة ماء، ويبشرون بثورة ثقافية تحرق الأخضر واليابس وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهى الذي يجلسون فيه".

 Twitter: k_aljeri

back to top