رفقاً... الألفاظ محاسن

نشر في 09-11-2013
آخر تحديث 09-11-2013 | 00:01
 نوال أحمد الصالح من أكثر الأمور الغريبة التي حدثت لي في حياتي المتواضعة أن تطلب مني معلمة ابني عرضه على مرشد نفسي؛ لأنه عندما يشعر بالغضب يرفض الحديث مع أحد فيلجأ إلى الضرب ومعاداة زملائه في الفصل الدراسي.

 وعلى الرغم من أن ابني الذي يبلغ من العمر خمس سنوات معروف عنه أنه اجتماعي ويحب الاختلاط فإنني وكمرشدة نفسية أعتبر رأي معلمة الفصل رأياً مهماً يجب الوقوف على أسبابه، حتى أبناء المرشدين النفسيين يتعرضون لأزمات، فهذه سنّة الحياة.

أما ما هو غير مقبول ومرفوض فهو ما نسمعه اليوم من حكم فردي وتشخيص جاهل لاضطرابات خطيرة لأطفال المدارس من قبل المرشدين النفسيين كاضطراب التوحد، وعلى الرغم من قصور أدوات تشخيصه أستغرب كيف يمكن لشكوى معلم الفصل أن الطفل يعاني مشكلة بالتواصل، أو قصور في العلاقات الاجتماعية أن يعطي الحق للمرشد النفسي في المدرسة، بأن يشخص هذا الطفل بأنه يعاني هذا الاضطراب الخطير، والذي لوقع اسمه على ولي الأمر شعور مرير بالذنب والحسرة على طفله الصغير.

فيا مرشد المدرسة الفاضل، عليك أن تعلم أن تشخيص هذا الاضطراب، وأقول الاضطراب وليس عرضاً صعباً جدا، يحتاج إلى فريق طبي متخصص من ذوي الخبرة في المجالات التالية «طب الأطفال العام، طب الأطفال النفسي، الطب التطوري، طب الأطفال للأعصاب، محلل نفسي بالإضافة إلى كل من يجده الفريق عونا للمساعدة على تشخيص هذا الاضطراب».

 وبعد تجميع نتائج التحاليل من كل الأطراف يتم حينها كتابة تقرير بالاشتباه في وجود هذا الاضطراب، وما درجة إعاقته، وما التوصيات والعلاج المقترح لفترة زمنية لا تتعدى ستة أشهر، ومن ثم إعادة تقييمه مرة أخرى لتأكيد التشخيص الأولي، والوقوف على مدى فاعلية العلاج المقترح!!

ما أود قوله أنني كأم أولاً ومرشدة نفسية مدرسية ثانياً عندما اقترحت عليّ معلمة ابني أن أعرضه على مرشد نفسي شعرت بألم وضيق شديد يخالجه الشعور بالتقصير تجاه ابني، فما هو برأيكم شعور الأم التي تُستدعى إلى مدرسة طفلها ليتم تبليغها بكل برود بأن ابنها يعاني اضطراباً خطيراً كاضطراب التوحد، إنه بالتأكيد شعور أليم وقاس، ويجب ألا تمر به أي أم، لذلك يجب على كل مرشد نفسي أن يتمهل في تقرير مصير أبنائنا.

 فإن شعرت بوجود خلل فطالب بعمل اختبارات للوقوف على أسبابه، وتمهل باختيار ألفاظك، فأنت تتعامل مع أمهات وتحدد مصير أبنائهن، واعلم أن رقة قلب الأم وعاطفتها لا تضاهيها عاطفة، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله «رفقاً بالقوارير».

back to top