ثورة طانيوس شاهين

نشر في 23-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-05-2013 | 00:01
No Image Caption
عن دار «النهار» صدر لأنطوان سلامة كتاب بعنوان «طانيوس شاهين- من منازلة الإقطاع إلى عجز الثورة». يعيد الكاتب تركيب النص السردي التأريخي لثورة الفلاحين في لبنان من شهادات معاصريها، ووثائق متفرقة منها وثيقة الأب اللعازاري المجهول الاسم الكامل في معهد عينطورة (كسروان) في لبنان.
في سياق حديثه عن ثورة شاهين، يقدم أنطوان سلامة في كتابه {طانيوس شاهين - من منازلة الإقطاع إلى عجز الثورة} توصيفاً لحال الطائفة المارونية في لبنان عشية أحداث 1-1859-1860، فتبدو مهجوسة بعصبيات الأقلية المنطوية على ذاتها، وهي الأقلية التي تجيد {الزجل}، أي فن الارتجال، وتتعثر في الحساب ومنطقه، فلا تنتهي من مواجهة ضارية إلا لتدخل في أخرى. حروب متتالية في سنوات ما بين 1840 و1860، خسرتها بالجملة لسوء تقدير تحالفاتها الاستراتيجية.

يقرأ أنطوان سلامة تاريخية ثورة طانيوس شاهين بطريقة مبسطة، في سياق التدخلات الخارجية والنزاعات الداخلية، المتصلة بالتناقضات الاجتماعية والطبقية والاقطاعية، خصوصاً في ظل سيطرة إقطاع آل الخازن وحبيش، والظلم الذي أذاقه للفلاحين. والحال أن ثورة طانيوس شاهين لم تكن مجرد حراك محلي في جبل لبنان، فهي ينطبق عليها مبدأ إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في البرازيل عليك أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا، فالثورة الشاهينية الفلاحية ضد الإقطاع، كثُرت تشعباتها وتأثيرات المحافل الدولية في تحريكها وفي إخمادها على حد سواء، مثلها مثل معظم الأحداث التي حصلت في تاريخ لبنان الحديث ابتداء من عام 1860 وحتى اليوم.

اندلعت الأحداث ضد إقطاع آل الخازن في كسروان، وبعد وساطة من البطريرك، الذي سعى مع آل الخازن إلى تقديم تنازلات لمصلحة الفلاحين لمنع الثورة من الانفلات. رفض الخازنيون التسوية ومبادرة البطريرك، وامتعضوا من إعطائه الفلاحين حق الانتخاب، والتساوي بهم في الأحكام العامة. يكمن خطأ الخازنيين ليس في رفض التنازلات فحسب، ولكن في المراهنة على الدولة العثمانية لحمايتهم وحماية سلطتهم.

حقد وإذلال

أفاد شاهين من الالتفاف الشعبي حوله، وتناغم مع الأتراك والإنكليز تأميناً للحماية الدولية، اقترب من الفرنسيين عبر اللعازاريين، وأوحى برضى البطريرك والأساقفة الموارنة عليه.

وعلى رغم اختلاف المؤرخين في وصف شخصية طانيوس شاهين، فإنهم يجمعون على الحقد الذي كان يكنّه لإقطاع آل الخازن، لما لاقاه من إذلال على يدهم.

لكن {الثورة الشاهينية} لم تكن منزهة من الأخطاء وحكمها لم يكن مثالياً، يصف أنطوان سلامة هذه الفترة بالقول: {انتشر الفساد في جمهورية طانيوس شاهين، والخوف وعدم الأمان والبطالة. اهتزت الثقة بين الناس، سادت البلبلة، والتقية والحذر، والتشكيك بالآخر. انهارت المنظومة الأخلاقية التي تشد أواصر الاتحاد الاجتماعي والعائلي والطائفي}. لذا لم يكن غريباً أن يسعى الخازنيون إلى استرداد سلطتهم وأملاكهم، مستفيدين من الحال البائسة لسلطة الفلاحين، وكانت نهاية شاهين سياسياً على يد الماروني الطامح سياسياً والآتي من الشمال يوسف بك كرم الذي يعتبره بعض ابناء جماعته {الزعيم المخلصْ}...

وفي الكتاب المعزّز بالصور بحث مطول حول الموضوع باللغة الفرنسية، بالإضافة إلى ما احتوى عليه باللغة العربية.

back to top