حوار الطرشان: يا حكومتي

نشر في 21-09-2013
آخر تحديث 21-09-2013 | 00:01
 فيصل الرسمان إلى من أنتمي إليها وتنتمي إليَّ، إلى التي لم يكن بيني وبينها ما يمنعني من الوصول إليها.

أكتب كلماتي هذه بكل صدق لأقول...

هل يحق لي أن أعتب عليك إذا ما تطلب الأمر العتب؟

وهل يحق لي في المقابل أن أمتدحك اذا استحق الفعل الثناء؟

أعتقد أنه يحق لي ذلك، وأعتقد أنه يتوجب عليّ ذلك، وبناء على المعتقدين ونزولاً لرغبتهم، حاولت مراراً وتكراراً التماس الأعذار فلم أجد عذراً، كما حاولت أن أصطنع المدح فلم يسعفني فكري، ولم يساعدني وجداني، وسبب ذلك أن عتابي عليك يفوق مدحي لك بمراحل... أتدرين لماذا؟

لأنك تفتقرين إلى الفلسفة السياسية، التي تحتاج إليها الدول المتقدمة للبناء عليها والسير على هديها، فأنتِ بالقطع لست حكومة دكتاتورية، وبالقطع لست ديمقراطية، وبالقطع أيضاً لست علمانية، بل أنت مجموعة من تلك النقائض التي اجتمعت تحت رداء واحد، فأصبحتِ والحال هذه، تقفين طويلاً، وتسيرين قليلاً مرة نحو اليمين ومرات نحو اليسار، فتعاقبت السنون، ولم تتحقق الأهداف التي يرجوها المواطن ويحلم بها.

يا حكومتي... إن المواطن إذا ما أُعد إعداداً سليماً كان ذخراً للوطن والمدافع عنه والناهض له والمخلص لترابه، فيجب عليك أن تنظري نظرة المدرك للأمور، الذي يجعل من المساواة نبراساً يمشي على هديه المجتمع، وتكافؤ الفرص منهاجاً يتنافس عليه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم، لأن ذلك حتماً يؤدي إلى الأحساس بالمواطنة، ومن شعر بذاك الشعور أخلص للوطن لإدراكه أن مكتسبه المادي والمعنوي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوطنه.

أما من فقد الإحساس بالمواطنة فيشعر بالغربة الموحشة التي تؤدي إلى السلبية في كل شيء، والموقف منه سيكون سلبياً، والإحساس الذي يبعث على الأمل سيكون سلبياً، وبالتالي لن تكون جذوة الإخلاص وحب الوطن متوقدة داخل أحشائه، لأن غربته جعلته كذلك.

وعدم الإحساس بالمواطنة أمر خطير، لأنه سيؤدي أيضاً إلى الانعزال والتقوقع على الذات، فإذا ما انعزلت الشرائح وتباعدت زاد بغض بعضها مع بعض وتناحرت، الأمر الذي يجعل من الطائفة تسير أتباعها للمشرب الذي تريد، لتحقيق مصلحة زعماء الطائفة، كذلك القبيلة سيكون لها اتجاهها الخاص بها، كما أن الفئوية لن تكون بمعزل عن هذا التشرذم الذي أحدثه غياب القانون.

ومن جراء هذا التشرذم الذي تدفع به البغضاء وتحث عليه الكراهية، ويساعد على انتشاره غياب القانون كما أسلفت، ستدعي الشرائح بكل صلف وبكل جرأة، كل على حدة، امتلاكها لمقدرات الدولة، أو أنها ستناضل من أجل امتلاكها، بحسبان أنها أحق من غيرها في هذا الوطن، علماً بأن الكويت الجميلة الصغيرة، تنكر ذلك ولا تعترف به، لأنها أكبر من الأشخاص وأعظم من النخب، وأرقى بكثير من الطوائف والقبائل، لأنها تعتبر نفسها لكل كويتي يعيش على إقليمها، بغض النظر عن انتمائه الاجتماعي أو الطائفي.

 فمن كان يحمل الجنسية التي تدل على المواطنة كان الحق بجانبه يسانده، لكي يستفيد من خيرات بلده بكل حرية ومن دون منّة أحد أو استجداء من يد أحد، تحت مظلة قانون تكون له اليد الطولى بالتنظيم والتأديب ورصف الطريق الذي يسير عليه الكل.

يا حكومتي... إن للحديث بقية... والسلام.

back to top