أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض

نشر في 04-08-2012
آخر تحديث 04-08-2012 | 00:01
No Image Caption
 نوال أحمد الصالح طالب  قبل عدة أيام وصلتني رسالة إلكترونية لمقطع فيديو لطفل لم يكمل الشهرين، ويبدو في المقطع مع إنسان تجرد من إنسانيته فأخذ يلعب فيه كالدمية، ومازالت ولا أعتقد أنها سوف تزول صورة وجهه البريء من ذاكرتي، وعيناه تلتفان في محجريهما من شدة ما التفّ حول نفسه ولحافه، فأخذت أتساءل أين الغلط في هذا المشهد؟ هل هو إهمال من الأم؟ أو حاجة الخروج للعمل وترك أطفالنا بأيدِ غريبة؟ إن "رتم" الحياة أصبح سريعاً، ومع سرعته تحطمت الكثير من المعاني، فأين بيت العائلة الذي يضم الجد والجدة؟ وأين العم والخال اللذان كان لهما مقام الأب في الاحترام؟ ففي السابق كنا نترك أطفالنا بيد المربيات لكننا كنا على ثقة بأن هناك رقيبا عليهن من جدة أو جد، فكانت زوجة العم بمقام الأم، ولها بصمتها أمام خدم البيت، فأين نحن اليوم من هذه الحقائق؟ وفي نفس الوقت كان ولاء الخدم بالسابق لبيت مخدومهم أكبر بكثير مما نراه اليوم، فقديما كانوا يتعاملون مع أصحاب البيت وأبنائهم كأنهم جزء من أهل البيت، وكنا نتقبل منهم ذلك، بل كنا نتقبل منهم حتى هفواتهم وعنادهم الفجائي مع أبنائنا على لاشيء يذكر لأننا نعلم أن ما في داخلهم هو رغبة صادقة بالمحافظة على صحة أبنائنا. لماذا أصبحنا اليوم نهتم بالأسرة فقط وليس العائلة؟ ولماذا أصبحت السمة الغالبة على خدم اليوم هي العنف والأنانية والتعامل بالمادية؟ هل أصبحت الأنانية هي التي تسير حياتنا؟ وهل أصبح مبدؤنا "أنا وبيتي ومن بعدي الطوفان" أم "الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح"؟ إلى كل أب وأم يخشيان على أبنائهما، أما حان الوقت أن نقف لصحوة المبادئ والأخلاق، صحوة ندرك معها أن عاداتنا وتقاليدنا السابقة، وانتماءنا إلى البيت الكبير كانت له مميزاته؟ أما حان أن ندرك أن تعامل الخدم مع أصحاب البيت هو انعكاس لتعامل أصحاب البيت مع بعضهم بعضا؟ فكيف لنا أن نطالبهم باحترامنا ونحن لا نظهر أي احترام لأهلنا وإخواننا؟ وكيف لنا أن نطالبهم أن يرحموا أبناءنا في غيبتنا ونحن على قطيعة مع أقرب الناس إلينا؟ كيف نتوقع منهم أن يشعروا ويلبوا رغبات أبنائنا في غيبتنا، وهم لا يستطيعون حتى أن يفهموا لغتنا؟ لقد اكتشفت مع استقبال الخادمة الجديدة، وبعد ستة أشهر من وجود مربية أطفالي في البيت، والتي تتحدث العربية أنها ورغم كل الحوارات لتي جرت بيني وبينها، والتي كانت تختم بضحك أنها لا تفهم 99% مما أقوله لها، وكان ذلك عندما طلبت منها أن تترجم ما أقوله من تعليمات للخادمة الجديدة، فكان أسهل لي أن أتعامل بالإشارة مع الجديدة عن الطلب من المربية أن تقوم بترجمة حديثي لها. الملخص: صدق من قال: أبانا من لنا إن غبت عنا         وصار الناس بعدك في اختلاف
back to top