أيادٍ آثمة

نشر في 23-07-2011
آخر تحديث 23-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 فراس خورشيد      ظهرت الاختلافات والخلافات الإسلامية منذ بزوغ الإشراقات المحمدية، فقد وقعت بين صحابة النبي في حياته وعلت بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، واشتدت في عدة مواقف.

ومع خلافات تلك المرحلة، إلا إن المناصحة والمؤازرة قد تجلت بينهم في أكثر من موقف يكون الهدف منها نصرة الإسلام والحفاظ على تماسك مجتمعاته مع ثبوت الاختلافات والخلافات الفكرية، ومع بلوغ شدة الخلافات في تلك المرحلة إلى إراقة الدماء في أكثر من مورد، إلا أنها لم تصل إلى تكفير طرفٍ لآخر، وذلك جلي في تعامل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع الأسرى من مخالفيه.

أما ما يجري اليوم فقد تجاوز الحدود، وعلى خلاف عادة المسلمين من التراص في مواجهة العدو الغريب، هناك من يريد أن يبث الفرقة، ويفضل وضع يده مع العدو الصهيوني على معاضدة المسلمين، بأوهام تكفير الجهلة لمن خالفه من المسلمين، وليس أمر التكفير مقتصرا على الشيعة، بل تجاوزهم ليقع على من خالفهم من علماء السنة وعوامهم، بمنهج التكفير والشرك والتحقير الذي يلقى الدعم والتأييد من العدو الصهيوني، ويكفي في ذلك ما أشار إليه الأستاذ هيكل من الوقوع في جريمة تاريخية باستبدال العداء الصهيوني بالشيعة وإسرائيل بإيران.

ولو تفكر «المكفرجية» والمراقبون لحظة: لمصلحة من يتجه هذا البغض والعداء الواقع بين المسلمين؟ فالأمور تؤول إلى الأسوأ، وقد رأينا ردود الأفعال التي خرجت عن سيطرة العقلاء ضد «المكفرجية»، فظهر من يقتل مقابل ما أوقعه الزرقاوي وصحبه من القتل، ودفع الثمن الأبرياء وبقي المجرمون متمترسين خلف الحصون، ورأينا من رد على استفزاز الإعلام التكفيري بالتطاول على الصحابة وغيرهم بما لا يرضي عدوا ولا صديقا، فمن حثهم ودفعهم إلى الوصول بالمسلمين إلى هذا الحضيض؟

وللأسف بعض حكومات المنطقة تدعم هذه الجماعات بالسر أو بالعلن لاعتقادها أنها ستحافظ على الحكم من خلال انتشار «المكفرجية» وسيطرتهم، لأنهم يدّعون الولاء المطلق للحاكم براً كان أو فاجراً، وجهلوا أو تجاهلوا أنهم أساتذة في إيجاد أسباب التكفير المُبرِر والداعي إلى إهدار الدم والخروج على الحاكم المُكفّر.  وما تقوم به إحدى دول المنطقة في سعيها إلى تغيير تركيبتها السكانية، وإحلال «المكفرجية» أو من يتقبل الفكر التفكيري، مكان شعبها المسالم، متغاضية عما جرى لغيرها بسبب هذه الفئة، سيجر الويل والفرقة وإراقة الدماء على المنطقة كلها، فضلاً عن كون هذا النظام هو الضحية الأولى لهؤلاء، وكل ذلك في مصلحة عدو يسعى إلى فرقة الأمة باستخدام «المكفرجية» حتى لا يقترب أحد من بيت العنكبوت الذي بناه على دماء أطفال فلسطين، فهل من لبيب؟

back to top