وجهة نظر: النفط والإعصار وغضب الطبيعة

نشر في 30-08-2011
آخر تحديث 30-08-2011 | 22:01
 م. فهد الداود الصباح قد يمثل النفط في الوقت الراهن السلعة الحيوية الأكثر تعرضاً لشريحة واسعة من التقلبات ذات الصلة بأوضاع العالم الاقتصادية والجيوسياسية، التي أضاف إليها أخيراً إعصار "آيرين" الذي اجتاح الولايات المتحدة صفة أخرى هي المناخية التي تتسم بتأثيرات فورية ومباشرة.

وهذا الإعصار الذي ضرب السواحل الشرقية الأميركية خلّف دماراً تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيتجاوز الـ12 مليار دولار، كما سبب اضطراباً في حياة نحو 55 مليون نسمة، فضلا عن تداعيات لا يمكن حصرها قبل زواله وهدوء العاصفة المتعددة الأبعاد.

صحيح انه موسم الأعاصير في الولايات المتحدة، غير أن هذا الموسم العاصف انعكس بصورة سلبية على شتى مناحي الحياة وخاصة الاقتصادية منها خارج الحدود الأميركية، وبصورة أثارت الهلع في الأوساط الدولية على حد سواء.

وبين هذه الأصداء نذكر التساؤلات المثيرة للاهتمام التي وردت في بعض الصحف الأميركية، التي تركزت حول الدروس التي يمكن استخلاصها من هذا الاعصار المدمر، وما إذا كانت قوته العاتية قد نجمت عن تغير المناخ بفعل الإنسان على كوكب الأرض.

العلماء يقولون إنهم يتوقعون زيادة في شدة الأعاصير ترافق الارتفاع الواضح في درجة حرارة الكون، وما أود الإشارة اليه هنا هو أننا نعلم بشكل مؤكد أن الأعاصير ازدادت قسوة منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، غير أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد عوامل حاسمة حول دور الإنسان في هذا التغير المناخي المثير للقلق، ولعل اللافت في هذه الظاهرة هو عدم ثقة العلم بإمكانية تحديد زخم وشدة أعاصير المستقبل على الرغم من التقدم العلمي البارز في غير صعيد وميدان، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات قاتمة ومهددة الى حد كبير، خاصة اذا علمنا أن التوقعات تشير الى امكانية مضاعفة عدد العواصف والأعاصير خلال القرن الحادي والعشرين.

وعلى صعيد النفط – وهو الأبرز في قائمة اهتماماتنا – فقد تباينت أسعاره وتذبذبت بين ارتفاع وهبوط، فعلى سبيل المثال فقد وصل سعر خام برنت الى 111.36 دولارا ونايمكس الى 85.37 دولارا وسلة "أوبك" إلى 107.61 دولارات، وأرجع البعض الانخفاض في سعر الخام الى تدني فرص النشاط الاقتصادي بفعل اعصار "آيرين"، اضافة الى ما تشهده الأسواق العالمية من أوضاع صعبة تعيشها أوروبا نتيجة عوامل سياسية ومالية – وخاصة في اليونان – فضلا عن التباطؤ اللافت في الاقتصاد الصيني وتحسن قيمة اليوان الذي يتقدم نحو مواقع متقدمة بين العملات العالمية.

* خبير في استراتيجيات واقتصاديات النفط

back to top